حصد فريق ’إناكتس‘ جامعة القاهرة، كأس مسابقة ’إناكتس‘ العالمية لريادة الأعمال للمشروعات الصحية والاجتماعية، عن ابتكاره فوطةً صحيةً من ألياف شجر الموز، وفرها للفقيرات من فتيات وسيدات القرى.
’روزي‘، هو الاسم الذي أطلقه الفريق على الفوطة، التي أسهمت في حل مشكلات الفتيات والسيدات في القرى النائية الفقيرة، حيث ”لوحظ ارتفاع عدد الفتيات اللاتي يتغيبن عن المدرسة ويتسربن من التعليم بعد مرحلة البلوغ، بسبب الدورة الشهرية وصعوبة توفير فوط نسائية بأسعار في المتناول“، وفق فاطمة سري، رئيسة إناكتس في مصر.
’إناكتس‘، هي منظمة طلابية دولية لا تهدف للربح، وتسعى إلى تحسين نوعية الحياة ورفع مستوى المعيشة للأشخاص المحتاجين، وتوفر منصةً لطلاب الجامعات للتعاون مع رواد الأعمال والأكاديميين في تطوير مشروعات تمكِّن الناس من تحويل الفرص إلى واقع مستدام لأنفسهم ومجتمعاتهم.
المنظمة لها فروع في جامعات بحوالي 36 دولةً حول العالم، وفي مصر تندرج تحت نشاطها 52 جامعةً حكومية وخاصة.
هذا العام، تنافس فريق جامعة القاهرة على الجائزة، التي تنظم سنويًّا، مع 47 جامعة مصرية، وفي مرحلة التصفيات النهائية بولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي، حاز الفريق المركز الأول على 37 فريقًا مشاركًا في المسابقة من دول أخرى.
يوضح كريم أمين رئيس الفريق -طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- أن مشروع ’روزي‘ قائم على فريق بحثي مكون من 130 طالبًا من مختلف التخصصات، كالطب والصيدلة والتجارة.
وجرى العمل على المشروع مدةً تفوق العام، وفق أمين.
يروي أمين لشبكة SciDev.Net: ”ذهبنا إلى القرى الفقيرة في مصر، ولاحظنا عدم استخدام السيدات للفوط الصحية المتداولة بالأسواق، وعوضًا عن ذلك يستخدمن بدائل ضارة، مثل خرق القماش، وفي بعض الأحيان ورق الجرائد“.
ويتابع: ”أدركنا أن ثمة احتياجًا إلى منتج صحي ذي سعر مناسب بلا ضرر على البيئة“.
توضح سارة خلف، عضو الفريق وطالبة في كلية الصيدلة: ”عملنا في البداية على توعية السيدات من خطورة استخدام فوط غير معقمة، لتغيير الثقافة القائمة في هذه القرى، التي تَعتبِر الفوط الصحية رفاهية، نظرًا لارتفاع ثمنها“.
والخطوة التالية كانت تطوير بديل ذي قدرة على امتصاص السوائل ومنع تسرُّبها، ”فوجدنا أن ألياف شجر الموز خيار مناسب، وعملنا على تجفيفها وتغليفها بطريقة محددة لإنتاج فوطة نسائية معقمة ذات قدرة عالية على الامتصاص ’هيدروجيل‘ ومن مواد عضوية غير ضارة، وبسعر أرخص 40% تقريبًا من نظيراتها في السوق“، وفق سارة.
تقول سارة للشبكة: ”خضعت الفوط للاختبار من قِبَل وزارة الصحة، واعتُمدت، وكانت الخطوة التالية هي تأهيل سيدات القرى وتدريبهن على كيفية تصنيع هذه الفوط وإنتاجها بأنفسهن والتسويق لها وبيعها بأسعار مناسبة، وبالتالي توفير فرص عمل لهؤلاء السيدات“.
وجرى بيع أكثر من 90 ألف فوطة في 12 قرية موزعة على 9 محافظات مصرية، وتوسع المشروع ليصل إلى السودان وأوغندا.
يؤكد أمين: ”نحن بصدد الحصول على براءة اختراع، ونحاول تطوير نموذج لرفع معدل الإنتاج لمواجهة الطلبات المتزايدة على المنتج، كما نحاول التوسع لتشمل الفكرة مناطق أوسع في مصر وأفريقيا“.
حظي المشروع بإشادة حسن شكري، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة البيئية في الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا؛ ”لامتداد تأثيره إلى ما هو أبعد من الحفاظ على الصحة والنظافة الشخصية، فله بُعد اجتماعي قوي؛ إذ يؤثر مباشرةً فى عدد أيام العمل للسيدات في القرى، ويقضي على حرج الفتيات من الذهاب إلى المدارس في أثناء فترة الدورة الشهرية، ويحد من ظاهرة ترك التعليم“.
من جانبها ترى نسرين أبو بكر -الأستاذة بشعبة البحوث الزراعية في المركز القومي للبحوث- للمشروع عائدًا اقتصاديًّا وبيئيًّا مميزًا، يتجلى في استغلال مخلفات شجر الموز؛ إذ ترمي الشجرة بمخلفات ضخمة، من لحاء وألياف، ويعمد المزارعون عادةً إلى حرقها، ما يلوث الهواء.