محطة جبارة تنتج قدر 1.5 إنتاج السد العالي من الكهرباء

توصل المخترع المصري المهندس فهمي نشأت عطا ميخائيل إلى تصميم محطة عملاقة لتحلية للمياه تنتج طاقة كهربائية هائلة، ومياها تكفي لزراعة ملايين الأفدنة، وتكلفتها المالية قليلة بالنسبة لفوائدها، بدأ المخترع في التسجيل لأبحاث محطة التحلية عام 1993، اعتمادا على دورات ثلاث أولهما “دورة بخار الماء” ويتم فيها تحويل المياه إلى بخار في غلايات، ثم الدورة الثانية وهي “دورة الفريون” وهي دورة مغلقة أما الدورة الثالثة فهي “دورة تحلية المياه” عن طريق الغليان وهي مكلفة لأنها تحتاج إلى طاقة لغليان المياه المالحة للحصول على المياه العذبة.

والمهندس نشأت عطا حاصل على بكالوريوس الهندسة قسم ميكانيكا قوى محركة عام 1971، عمل فور تخرجه بشركة التقطير المصرية للسكر، عمل في الأبحاث الهندسية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والتبريد والتكييف، وهندسة ميكانيكا السيارات، وهندسة المعدات الميكانيكية والبحرية، وحصل على جائزة الدولة تقديرا لجهوده في مجال تنمية الابتكار والاختراع، وفي عام 2002 حصل على “درع الريادة” في “مهرجان الرواد العرب” برعاية جامعة الدول العربية.

المحطة التي ابتكرها مهندس نشأت على شكل مخروطي عندما تتعرض لأشعة الشمس مباشرة ترتفع درجة الحرارة بداخلها ليندفع الهواء الساخن بداخل المخروط ليندفع أعلى منتصف المحطة، عبر فتحة بها “توربينات” مولدة للطاقة الحركية التي تدير توربينا مولدا طاقة، جزء منها يستخدم في تشغيل طلمبة للمياه والذي يصدر منها كمية من الرذاذ ليتشبع به الهواء الداخل إلى أسفل المحطة ليعطي البرودة المناسبة لها وتصبح مكيفة ذاتيا أما باقي الطاقة فتستغل في تشغيل الأجهزة الكهربائية أو تُخزن في بطارية لحين الحاجة إليها، وفي حالة استخدام مياه مالحة يمكن تكثيف الهواء المحمل بها وتجميعه واستخدامه للأغراض الآدمية أو الزراعية، وحصل على تلك المحطة على “براءة اختراع” في العام 1999.

غير أن المهندس نشأت قام بالعديد من التطويرات على تلك المحطة ذلك بعد اطلاعه على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث الأوروبية والأمريكية في نفس المجال، حيث بدأ من حيث انتهى الآخرون، وأكد المخترع أن المحطة الحالية التي صممها تعمل بكفاءة أعلى من مثيلاتها في أوروبا والولايات المتحدة بمقدار 20 مرة، وبتكلفة أقل بكثير.

يقول المخترع: “اطلعت على الأبحاث ووجدت تقاربا مع نتائج أبحاثي، مع العلم أن الولايات المتحدة رصدت أكثر من 25 مليون دولار لتطوير تلك الأبحاث”، والمشروع الآن بعد التطوير يتيح عمل محطات عملاقة تعمل بالطاقات البديلة وتنتج كل محطة طاقة كهربائية قدرها 20.000 جيجا وات بما يعادل 1.5 من طاقة السد العالي، كما تنتج المحطة الواحدة مليار متر مكعب من المياه العذبة، ويعادل إنتاج 5 محطات من المياه الصالحة للشرب مياه النيل، كما أنها تقلل من آثار الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى تقليل تلوث الهواء، والمشروع برمته يمكن من استزراع ملايين الأفدنة من الأراضي الصحراوية المحيطة بالمحطات.

ويؤكد المخترع أن لديه العديد من الاختراعات الأخرى، منها تعديل لأجهزة تكييف الهواء بحيث تستهلك 30% من الطاقة، واختراعه لغسالات ملابس تعمل بدون منظفات، وطلمبات بدون أجزاء متحركة وهي في طور الأبحاث حتى الآن.

أحمد جندي

Exit mobile version