محطة لإنتاج الكهرباء من الرياح الخفيفة باستخدام القاعدة الهرمية

الحديث عن التغيرات البيئية المتواصلة التي من المحتمل أن تؤدي إلى رفع درجات الحرارة، واقتراب نفاذ المخزون الإستراتيجي من النفط، والتهديدات المتواصلة من احتمال حدوث مشكلة في الحصول على الطاقة الكهربائية، كلها عوامل دفعت في الآونة الأخيرة إلى التفكير في الطاقات البديلة، بما فيها أيضا الرياح. ورغم اتجاه دول العالم المتقدمة بالفعل لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح إلا أن هذا الاتجاه حمل الكثير من العقبات منها ما أكده مدير «مجموعة الأبحاث والتطوير» في «المركز القومي (الأميركي) لتكنولوجيا الرياح» التابع «للمختبر القومي للطاقة المتجددة» مايك روبنسون وهو أن الكلفة الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة لإنتاج الطاقة الكهربائية تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح.

ولكن ظهر على الساحة مواطن مصري بسيط قدم حلا يقلل من تكاليف إنتاج الكهرباء من الرياح، وليس هذا فقط، وإنما أيضا يقدم اختراعه الفرصة لإنتاج الكهرباء طوال العام بنفس الكمية التي يتم إنتاجها في مواسم هبوب الرياح، وذلك بعد أكثر من 14 عاما قضاها في البحث والتنقيب، والمخترع هو رجب عبدالشكور عبدالحميد. صمم رجب محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح بتكلفة قدرها بأقل من 25 ألف جنيه مصري بما يعد نقلة كبيرة في أسعار إنتاج الطاقات المتجددة، والمحطة التي صممها رجب على هيئة هرم مقلوب، تكمن فكرتها الأساسية في الاعتماد تجميع الرياح الساخنة الخفيفة التي تقل كثافتها بفعل حرارة الشمس، وفي المقابل تخزين الرياح الموسمية لاستغلالها فيما بعد، أما الرياح خفيفة الكثافة فإنها تخرج من جزء في أعلى الهرم على شكل “زيل عقرب” بعد أن تتم عليه بعض العمليات الذي اعتبرها المخترع سرا لاختراعه، بعدها يتم تشغيل توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية، ويتم استغلال جزء منها لاستخراج المياه الجوفية واستغلالها في استصلاح الأراضي الصحراوية.

الغريب أن المخترع لا يحمل أي شهادة تعليمية، ويقول في زهو: “علمت نفسي بنفسي وتعودت أن أبحث وأنقب عما أريد معرفته.. تقف أمامي العديد من المشكلات.. لكنني أعرف ما أريده في النهاية”.

ظل رجب أكثر من 14 عاما يفكر في كيفية تشغيل توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة بسيطة وذلك بعد أن شاهد يوما جهازا ضخما صوته مزعجا، واكتشف أن هذا الجهاز ذو الحجم الهائل ما هو إلا موتور لتشغيل توربين صغير الحجم، وكانت هذه هي البداية..

إصراره لمعرفة مبدأ عمل التوربينات جعله يفكر مرارا.. وهداه تفكيره لمتابعة اتجاهات الرياح طوال العام، فوجد أن الرياح تنقسم إلى “رياح موسمية” أوقاتها معروفة، أما النوع الثاني فهي رياح شبة مستمرة، وتوصل المخترع إلى كيفية استخدام النوع الثاني من الرياح في استخراج الطاقة، وطبقه بالفعل من خلال اختراعه.

والمحطة عبارة عن بناء هرمي مائل بزاوية 16 درجة، قاعدته على شكل مقعر، ويرتفع هذا البناء عن الأرض بمقدار ستة أمتار، ويتصل بالهرم مصعد أملس يصل إلى الأرض، وعلى جانبي الهرم سور ارتفاعه يساوي نصف ارتبافع قاعدة الهرم، وتوضع “تانده” ببروز يصل ارتفاعه من متر إلى متر ونصف المتر، وتوضح التوربينات داخل قمة الهرم، مع مراعاة أن تختلف شكل هذه التوربينات عن الشكل المعتاد، حيث توضع في بالعرض ويكون شكلها مقعرا، وتكون فتحة مخرج الهواء أمام مراوحها في الثلث العلوي، وينتهي الهرم في قمته بزيل عقرب، ويكون منتصف المراوح الأمامي مغطاة بمادة في شكل دوراني محتجزة في مجرى مغلق من أسفل وأعلى وذلك حتى يتثنى للهواء البارد الصعود للجزء العلوي نظرا لكثافته.

أما الهواء الساخن بفعل حرارة الشمس فيتم تجميعه عن طريق المصعد الأملس داخل قاعدة الهرم، والذي يتسع لـ180 مترا مكعبا، وبفعل سخونة هذا الهواء سيصعد لأعلى مصطدما بالهواء البارد الذي يتمدد بفعل السخونة، ليشكل طاقة ضغط هائلة على الطواحين أو المراوح الموجودة في قمة الهرم، لتديرها منتجة طاقة كهربائية متجددة لا ترتبط بمواسم هبوب الرياح.

ويؤكد المخترع رجب عبدالشكور أنه يمكنه تطوير الاختراع بحيث يجعل المروحة الواحدة تسمح بتشغيل عدد 2 توربين أو 3، وبسرعة تصل إلى  1500 لفة في الدقيقة الواحدة.، ويؤكد عبدالشكور أنه صمم إحدى المحطات بتكلفة إجمالية فقط 5 آلاف جنيه وتنتج 3.5 كيلوات/ ساعة وتستطيع أن تشغل منزل متكامل وبطاقة مجانية.

Exit mobile version