الدكتور محمد دري ولد بالقاهرة عام 1841م ووالده هو السيد عبد الرحمن أحمد من محلة أبو علي – غربية. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوب ثم التحق للدراسة بمدرسة المهندسخانة في عهد نظارة “وزارة” على باشا مبارك.
ولكنه ترك الدراسة بها والتحق بمدرسة الطب في قصر العيني بسبب ميله لدراسة الطب.
وبعد نجاحه أمر سعيد باشا والي مصر بإلغاء مدرسة الطب، وأخرج منها تلاميذها، فالتحق الدري بإحدى فرق الجيش. ولم ييأس. فواصل قراءته لكتب الطب حتى أنه اشتغل ممرضاً في الجيش إلى ان اعاد سعيد باشا فتح مدرسة الطب فعاد إليها محمد الدري وأتم دراسته بها.
وهناك ظهرت عليه علامات الذكاء فعين مساعداً ومعيداً للجراحة بمدرسة الطب بعد تخرجه.
Table of Contents
الدراسة في باريس
وفي عام 1279ه أوفد سعيد باشا بعثة من الأطباء الشبان لإتمام دراستهم في باريس، منهم الأطباء: محمد بك فوزي، محمد بك عامر، وقاسم بك فتحي، ومحمد بك القطاوي، وعلى بك رياض، ومحمد بك زهران، وعقباوي أفندي.. وكان أصغرهم سناً هو محمد دري.. ولكن في عصر إسماعيل باشا استدعتهم الحكومة من البعثة بسبب الحاجة إليهم، فعادوا إلى مصر ما عدا محمد دري الذي استثنى بسبب صغر سنة فأكمل دراسته الطبية.
واستمر محمد دري في الدراسة وأتم دروسه على يد أشهر جراحي العالم، واستمرت دراسته 7 سنوات حتى نبغ في الجراحة نبوغاً عظيماً شهد به أساتذته. والتقى مع الخديو إسماعيل خلال زيارته لباريس .
محمد دري والعودة إلى مصر
عاد الدكتور محمد دري إلى مصر وتقلد مناصب عدة منها منصب كبير الجراحين بمستشفى قصر العيني ثم أصبح أستاذاً أول للجراحة بها.
وبسبب شهرة محمد دري تم منحة رتبة الباشوية عام 1315ه وسطع نجمه في الجراحة وذاعت شهرته وبرع في فنه ومهارته في إجراء العمليات الجراحية الخطيرة.
المكتبة العلمية للدكتور محمد الدري
يقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعي ان الدكتور الدري اقتنى مكتبة علمية من أنفس المكتبات وألف مجموعة تشريحية من أعظم ما جمعه الأطباء. بل أنشأ لنفسه مطبعة تتولى طبع مؤلفاته ورسائله العلمية سميت بالمطبعة الدرية.
ظل الدكتور محمد دري مخلصاً لفنه وعلمه حتى توفى ليلة 30 يونيه سنة 1900م .
مؤلفات محمد دري
- بلوغ المرام في جراحة الأجسام
- الإسعافات الصحية في الأمراض الوبائية