مشعل الشهراني من أرامكو إلى وكالة
بعد أن خضع 9 مرشحون في برنامج نجوم العلوم لتحدي إثبات مهاراتهم في العمل على تطوير حلول مبتكرة للقضايا التي تواجه المنطقة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة، قامت لجنة التحكيم التي تضم فريقا من الخبراء في مختلف المجالات العلمية بعمل تقييم للمتسابقين ولمنتجاتهم المبتكرة، وتقييم مدى حاجة السوق إلى الابتكار ليتم في النهاية إقصاء 5 متسابقين والإبقاء على 4 آخرين من بينهم مشعل الشهراني، يتنافسون فيما بينهم في تقاسم 600 ألف دولار أمريكي، وسيتم إعلان مراكز المتسابقين الأربعة بناء على تقييم الخبراء ولجنة التحكيم وتصويت الجمهور.
ولد مشعل الشهراني الذي ابتكر سوار الحج في منطقة الباحة في محافظة العقيق بالمملكة العربية السعودية وترعرع فيها حتى سن الـ 18، أكمل فيها دراسته الثانوية والتي امتاز فيها بتفوقه وحصوله على الكثير من شهادات التقدير، وعمل مشعل الشهراني لمدة أربع سنوات كرجل إطفاء في شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية بعد أن حصل على الثانوية، وقدم استقالته ليلتحق بعدها ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث، التحق بجامعة سان هوزيه في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل دراسة الهندسة الميكانيكية، وهي من أقوى الجامعات وتحتل المركز الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقع جامعة سان هوزيه في وادي السيلكون، وتتنافس الشركات العالمية في توظيف خريجي هذه الجامعة.
وقبل أن يلتحق مشعل بوكالة ناسا عمل بعدة شركات رائدة في منطقة وادي السيلكون مثل شركة “Calix” ليلتحق بعدها بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، حيث قام بالتواصل معهم عبر البريد الإلكتروني وأرسل لهم السيرة الذاتية مرفقة بنماذج لحل إحدى المشاكل التي تواجهها الوكالة. فنالت إعجاب الخبراء في الوكالة وطلبوا منه إجراء مقابلة بمقر الوكالة ليوافقوا على مشروعه، تمكن بعدها مشعل من تكوين فريق من الباحثين للعمل على تقديم نموذج أفضل إلى الوكالة.
وقام مشعل بالتعاون مع الفريق في تنفيذ المشروع تحت اسم مشروع ” مايكرو جرافيتي ” والمعني بمحاولة عمل محاكاة للجاذبية المعدومة لعمل الأبحاث وهو ما يوفر المال على ناسا التي تقوم بإرسال أجهزة وعينات للفضاء تكلف الملايين، عبارة عن مشروع مسئول عن تصميم و اختراع جهاز، هذا الجهاز سوف يقوم بمحاكاة بيئة معدومة الجاذبية وسوف تكون صالحية هذا الجهاز 21 يوم ، وسوف يكون لهذا الجهاز دور فعال و كبير جدا بالنسبة للعلماء والمحللين والباحثين في مجال الهندسة الحيوية، وتعد أهم مهام هذا الجهاز هو تقديم تحاليل دقيقة لمجموعة من العينات العضوية و تكون هذه التحاليل في بيئة ذات جاذبية منعدمة و بعد ذلك يتم إعداد هذا الجهاز وتهيئته من اجل إرساله إلى الفضاء والعودة بنتائج أخرى يتم مقارنتها و هكذا.
ومن الأفكار التي يسعى مشعل لتنفيذها، فكرة مشروع جديد من نوعه سوف يساعد على التقليل من استهلاك الموارد الطبيعية و هو عبارة عن جهاز تكنولوجي مدعم بتقنيات حديثة هدفه صناعة القهوة.
أما عن اختراعه الخاص بالحجاج الذي وصل بمشعل إلى مرحلة التصفيات النهائية في مسابقة نجوم العلوم فهو سوار الحج، والذي يطلق عليه مشعل اسم ” دال” وكما يقول مشعل عن اختراعه “يمكن توظيف التكنولوجيا في معالجة تحديات لوجستية كبيرة وبطرق مبتكرة. وقد يكون سوار الملاحة خلال الحج أداة أساسية في توفير تجربة أكثر روحانية، وحج آمن”. وسوف يقوم الجهاز باستخدام تقنية البلوتوث أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضمان تمكن الحجاج من التحرك في مكة. وسوف يقوم بحفظ المعلومات الهامة للمستخدم، ويوجه الحاج باتجاه القبلة، ويساعده في الوصول إلى مكان إقامته. وتستقطب المملكة العربية السعودية مليونين ونصف المليون من مسلمي العالم خلال موسم الحج في مكة المكرمة. ولا شك بأن أكبر تجمع سنوي للناس من حول العالم يشكل تحديًا لوجستيًا هائلًا. ومن المعروف بأنه ينبغي على الحجاج أداء مجموعة من المناسك والانتقال بين مواقع مختلفة خلال الحج. وخاصة في مِنى، حيث تحتضن أكثر من 100 ألف خيمة ملايين الحجاج، ومن السهل جدًا أن يضيع المرء هناك.
وخلال أيام دراسته، كان مشعل من بين الكثير من المتطوعين الذين قدموا المساعدة والدعم للحجاج. وقال مشعل: “إن مساعدة الناس خلال الحج في مكة المكرمة هو أمر يتماشى مع شخصيتي. أنا أحب التعرف إلى مختلف اللغات والأعراق والثقافات، والحج يظهر لي الطبيعة العالمية للدين الإسلامي. وقد أثارت هذه التجربة لدي فكرة ابتكار جهاز يساعد الحجاج في التحرك بسرعة وسهولة وأمان أكبر”. ومن أهداف هذا الاختراع هي تعزيز التجربة الروحية للحجاج القادمين إلى مكة عبر الحد من الارتباك وتبسيط جوانب التنقل خلال الحج، ومساعدة المنظمين من خلال البيانات التي يوفرها السوار في حالات الطوارئ.
لم يعتبر مشعل أن مشروعه موجه لفئة محدودة، وقال إنه اختار الانطلاق من مكة، لكنه مُصرّ على الوصول إلى العالمية. إذ يعتزم طالب الهندسة تطوير مشروعه وجعله مناسباً لمرضى الزهايمر والعاملين في المباني الضخمة والأبراج بأميركا وبريطانيا والدول الأوروبية.