انتقد معلم الموهوبين حاتم الحمد الغنامي ضعف الاهتمام الإعلامي بمجال المواهب، واعتبره السبب في اضمحلال أفكارها واختفائها؛ قائلا إن عدم التعامل بجدية مع هذه الفئة أوجد لديها إحباطا دفنت تحت ركامه كثيرا من الأفكار والاختراعات.
وانتقد الغنامي طبقا لما جاء في صحيفة الاقتصادية السعودية تركيز أغلبية التغطيات الإعلامية لبرامج الموهوبين على الجانب “المناسباتي”، وإبراز أسماء وشخصيات لا علاقة حقيقية لها بالمجال على حساب المبدعين الناشئين الأكثر أحقية بالاهتمام لكونهم يمثلون أساس الموضوع.
وقال الغنامي: “بما أننا نهتم بالموهوبين بتطوير مهارات التفكير لديهم وتنميتها من خلال البرامج الصيفية والتتبعية، فلا بد لنا من أن نهتم بهم من الناحية الإعلامية كي نوجد لديهم نوعا من الثقة بالنفس، التي يفتقدها بعضهم بسبب عدم تسليط الضوء على مجتمعهم الخاص، فلو تم إبراز أعمالهم ومناشطهم بصور مدروسة ومنظمة ودائمة لأوجد ذلك لديهم ولدى العاملين في مجال رعاية الموهوبين الشعور بأهمية ما يقومون به من أعمال، وما يصلون إليه من ابتكارات؛ ليزيد ذلك من نشاطهم وليعرف المجتمع ماهية ما يقومون به”.
وفي حين قال معلم الموهوبين إن كثيرا من وسائل الإعلام لا تهتم بالبرامج والملتقيات التي تخص الموهبة والابتكار إلا بما يخدم المسؤول عن هذه البرامج، ذكر أن الأخبار التي ترد ضمن وسائل الإعلام بجميع أشكالها تركز على وجوه معينة في الخبر وتنسى الخبر الأساسي وهو البرنامج الخاص بالموهوبين، لافتا إلى أن الأمر قد يصل إلى الإشادة بأشخاص لا علاقة لهم بالمجال لمجرد حضورهم نشاطا دون وجود إسهام حقيقي لهم فيه، معلقا “هذا ـــ والله ـــ هو المحبط لنا كعاملين في رعاية الموهوبين، ومحبط للطلاب الذين يرون أنهم غبنوا في أحقيتهم بتسليط الضوء عليهم وعلى ابتكاراتهم واختراعاتهم، بل حتى أيضا التركيز على احتياجاتهم في مجال الموهوبين .. لا نريد أن تحدث تزكية أشخاص على حساب الأساس الذي أنشئت من أجله أقسام رعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم وفي إدارات التربية والتعليم في المملكة”.
الغنامي طالب بآلية واضحة المعالم والبنود تسير عليها وسائل الإعلام وتدعم رعاية الموهوبين، مقترحا عدة أفكار منها تخصيص جزء ثابت ومستمر من مساحة الوسائل الإعلامية للمواهب، تسليط الضوء على مخترع معين والالتقاء بالطالب صاحب المخترع وولي أمره؛ لتحفيز بقية الطلاب الموهوبين على المبادرة في الاختراع والابتكار، ومشاركة وسائل الإعلام في أسبوع الموهبة الذي يقام سنويا، وجعله كأسبوع المرور وأسبوع الشجرة وغيرهما من الأسابيع من ناحية التسليط الإعلامي، إضافة إلى إشاعة روح الاختراع والموهبة في المجتمع لتكون منطقة مضيئة لدى أفراده بدل الضبابية التي نراها لدى المجتمع فيما يخص الموهبة والموهوبين ـــ كما يقول الغنامي.
وفي محور آخر، طالب الغنامي الإعلام بالعمل على تعريف المؤسسات والشركات ورجال الأعمال بالمبتكرات والمخترعات التي يبدعها الطلاب ليقوموا بتطويرها وشراء الفكرة من مخترعها بعد أن يتم تسجيلها كبراءة اختراع، وقال “حصل هذا لدينا في محافظة عفيف، عندما تم اختراع سيارة تسير من دون وقود محروق بل بالطاقة الكهربائية المتولدة عن طريق الحركة، فقام المخترع باستخراج شهادة براءة اختراع ثم تم تسويق هذا الاختراع، فقدم كثير من الشركات عروضها لشراء هذا الاختراع من صاحبه، وكان هذا بجهد شخصي من صاحب الاختراع عندما سوّق اختراعه، فلو أن وسائل الإعلام قامت بعرض مثل هذه الاختراعات لوصلت إلى الشركات في وقت وجيز، ما يختصر على المخترعين أوقات التسويق والعرض التي تأخذ شهورا طويلة”.