تم منح جائزة نول في الطب وفسيولوجيا الأعضاء لعام 2020 لثلاثة من العلماء الذين ساهموا في اكتشاف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي “سي”، وهم الأمريكيان “هارفي ألتر” و”تشارلز رايس”، والبريطاني “مايكل هوتون”.
كانت البداية في سبعينيات القرن العشرين عندما لوحظ انتشار التهاب كبدي مختلف عن نوعي الالتهاب المعروفين “إيه و “بي”، وينتقل عن طريق الدم، واستطاع العالم الأمريكي “هارفي ألتر” اكتشاف أن هناك عاملا أو فيروسا ثالثا يسبب هذا النوع الجديد من التهاب الكبد، ثم جاء العالم البريطاني “مايكل هوتون” ليكتشف التسلسل الجيني لهذا الفيروس، وأخيراً جاء العالم الأمريكي “تشارلز رايس” ليكتشف تفصيليا الفيروس الجديد الغامض.
قالت لجنة جائزة نوبل أن هذه الاكتشافات قد مكنت تطوير الكثير من طرق فحوصات الدم التي ساعدت على اكتشاف الأمراض الفيروسية ومنها التهاب الكبد الوبائي سي، ومهدت الطريق أمام التطور السريع في أدوية وعلاجات الأمراض الفيروسية، مما سهل علاج وإنقاذ حياة الملايين من البشر.
فيروس سي الكبدي ينتقل عن طريق الدم بعدة طرق منها تعاطي المخدرات عن طريق الحقن وعن طريق الممارسات الجنسية غير الآمنة، ويسبب التهابا كبديا حادا أو مزمنا، وقد يؤدي إلى التليف والفشل الكبدي وإلى سرطان الكبد أيضا ، ومازال يصيب حوالي 71 مليون شخصا حول العالم، ويتسبب في وفاة حوالي 400 ألف شخص سنويا، وإن كان 80% من المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أي أعراض.
لا يوجد حتى الآن لقاح فعال ضد فيروس سي الكبدي، وإن كان قد حدث تطور كبير في الأدوية المضادة للفيروس، والتي تصل نسبة نجاحها في شفاء المرضى المصابين به إلى 95%.