“نادر كاظم”.. السباحة برشاقة بين الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ والفولكلور

نادر كاظم.. هو رمز لجيل جديد في الثقافة العربية، ويعد من أفضل الباحثين والمفكرين في عالمنا العربي عموما، و في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.

مولد نادر كاظم

ولد نادر كاظم بقرية الدير – مدينة المحرق بالبحرين عام ١٩٧٣ ،وتخرج من قسم اللغة العربية بجامعة البحرين عام ١٩٩٥ ودرجة الماجستير في النقد الحديث عام ٢٠٠١ عن «المقامات والتلقي»، ثم حصل على درجة الدكتوراه من معهد البحوث العربية بالقاهرة عام ٢٠٠٣ عن دراسة رائدة بعنوان «تمثيلات الآخر: صورة السود في المتخيل العربي الوسيط ». وفي هذا العام يحتفل أصدقاءه ومحبيه ببلوغه سن الخمسين تتويجا لسنوات من العطاء الفكري الفياض.

نادر كاظم وتفعيل وتطوير حركة الدراسات الثقافية النقدية

وقد عرفته عن قرب منذ أن عملنا سويا بجامعة البحرين في صيف ٢٠٠٤-٢٠٠٥ خلال عملي أستاذا زائرا بقسم العلوم الاجتماعية، وكانت إسهامات دكتور نادر البارزة في تفعيل وتطوير حركة الدراسات الثقافية النقدية علي مستوي العالم العربي واضحة خلال عمله في إدارة تحرير ثلاث من أهم المجلات العلمية والفكرية والثقافية في البحرين وهي : مجلة أوان (٢٠٠٣-٢٠٠٥) ، ومجلة العلوم الإنسانية ( ٢٠٠٥-٢٠١٤) ، ثم بعد ذلك مجلة ثقافات (٢٠٠٨-٢٠١٤) . ومنذ ذلك الوقت بذل نادر كاظم جهداً كبيراً في تفعيل حركة النقد الثقافي العربي وإثارة كثير من القضايا والأسئلة ما بعد الحداثية.

نادر كاظم.. هو رمز لجيل جديد في الثقافة العربية، ويعد من أفضل الباحثين والمفكرين في عالمنا العربي عموما، و في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.
نادر كاظم.. هو رمز لجيل جديد في الثقافة العربية، ويعد من أفضل الباحثين والمفكرين في عالمنا العربي عموما، و في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.

المشروع الفكري لنادر كاظم

وامتدت علاقتي بالدكتور نادر بعد ذلك حين كنت أطالع بانتظام كتاباته المهمة والغزيرة سواء في مقالاته أو كتبه التي تربو علي أكثر من سبعة عشرة كتابا حتي الآن، حيث عبرت تلك الكتابات عن مشروع فكري واضح حول أهمية التنوع الثقافي والتعايش الإنساني بين مختلف الثقافات، وكانت نقطة البداية لديه تفكيك الصور النمطية السلبية في التراث الثقافي العربي في كتابه عن تمثيلات الأسود في المتخيل السردي العربي عام ٢٠٠٤ والذي نال به جائزة الكتاب المتميز.

نادر كاظم.. هو رمز لجيل جديد في الثقافة العربية، ويعد من أفضل الباحثين والمفكرين في عالمنا العربي عموما، و في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.

نادر كاظم.. العجز عن القولبة

وكنت ألاحظ مدي جديته ودأبه الشديد في القراءة والكتابة وإثارة الجدل والحوار في القضايا المسكوت عنها في التراث الثقافي العربي.
كان نادر كاظم منذ بداية تكوينه باحثا ومفكرا موسوعيا يتجاوز حدود التخصص الضيق ليسبح برشاقة فكرية عميقة بين النقد الأدبي والدراسات الأدبية والأدب المقارن، والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، والتاريخ والفولكلور، والدراسات الثقافية بحيث ضاقت وعجزت اللوائح الجامعية عن قولبته في تخصص بعينه، ولم يعبأ نادر بهذا القصور المعرفي ليمضي قدما نحو مسيرته بشجاعة في الإنتاج الفكري الذي يتقاطع مع تخصصات عديدة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، حتي استقر به العمل أستاذا للدراسات الثقافية، وهو الذي كان سببا في الاعتراف بهذا التخصص لأول مرة في جامعة البحرين.

نادر كاظم.. هو رمز لجيل جديد في الثقافة العربية، ويعد من أفضل الباحثين والمفكرين في عالمنا العربي عموما، و في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.

نادر كاظم والصراعات المذهبية

نشأ نادر كاظم وسط أجواء الصراعات المذهبية وامتلك مبكرا أدوات مهمة مكنته من أن يكون متحررا من قيود المذهبية ومتجاوزا لغوايتها وداعيا إلى التسامح الفكري والتعايش بين الثقافات. طرح نادر كاظم مشروعا فكريا ما بعد حداثيا أعاد من خلاله تفكيك البنية العميقة التي تغذي كافة الصراعات الدينية والمذهبية. وظهر ذلك في كتابات مهمه له تتحدث عن الكراهية والتعصب والعنصرية، وقدم أطروحات ومفاهيم جديدة حول الاستملاك والكراهية المنفلتة والعيش خارج الجماعة، وتفكيك مفهوم الأمة وغير ذلك من المفاهيم العميقة. وكانت كتابات نادر كاظم ملهمة لكثير من البحوث والدراسات العربية المعاصرة في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والدراسات الثقافية. كنت أدعو طلاب الدراسات العليا بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة إلي الاطلاع علي كتابات نادر كاظم التي تفتح عصراً جديداً لفكر عربي جديد متحرر من قيوده وعلاقته الملتبسة بالثقوب السوداء في تراثنا الثقافي العربي.
تحية تقدير واعتزاز لنادر كاظم الذي ولد منذ شبابه مفكرا وسيبقي مصدر إثراء للفكر العربي الحديث

نادر كاظم في سطور

ولد في قرية الدير في عام 1973. أكمل كاظم تعلّمَهُ الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدارس الحكومية. ثم التحق بجامعة البحرين حيث حصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها في عام 1995 ودرجة الماجستير في النقد الحديث في عام 2001. بين عامي 1995 و 2003 كان يعمل محاضراً ومساعد باحث غير متفرغ في جامعة البحرين، ثم مدرسا في المدارس الحكومية. في عام 2003 حصل على الدكتوراه في الأدب العربي من معهد البحوث والدراسات العربية، التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة. يعمل حاليا أستاذًا للدراسات الثقافية في جامعة البحرين. كما يرأس تحرير مجلتين تصدران من نفس الجامعة.

على الرغم من أنه ولد في وسط عائلة شيعية، إلا أنه يعتبر هذا الأمر مجرد مصادفة تاريخية ولا تعني أي شيء. في مقابلة مع صحيفة الوقت قال إن انضمامه للجامعة في عام 1991 كان منعطفا هاما في حياته حيث تأثر في ذلك الحين بالصحوة الإسلامية، في أوائل ثمانينات القرن العشرين. أشار كاظم إلى أنه شارك في العديد من الأنشطة الدينية في طفولته. رفض أن يصنف بأنه إسلامي، أو إسلامي شيعي، أو حتى مثقف شيعي، ولكن يعتبر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية هي التي نشأ وترعرع عليها، وتبنى أفكار ما بعد الحداثة والنأي بنفسه عن الحداثة. منذ أوائل تسعينات القرن العشرين اهتم كاظم اهتمامًا متزايدًا في النظرية النقدية والدراسات الثقافية.

في فبراير 2007 كرمته صحيفة الوسط، لمساهماته الفكرية والثقافية في إثراء النقاش في البحرين. خلال هذا الحدث أشاد منصور الجمري رئيس تحرير الصحيفة بكاظم لكتاباته المناهضة للطائفية، وقال أنه كاتب متميز. أشاد العديد من الأكاديميين والصحفيين الآخرين به.

د. وليد الشيخ

Exit mobile version