حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، يفقد مليون و250 ألف شخص حياتهم كل عام نتيجة حوادث الطرق. مع أن الرقم لا يزال مهولا إلا أنه مع قليل من التفكير سيخطر ببالنا سؤال مهم: كم كان عدد ضحايا حوادث الطرق قبل إختراع حزام الأمان؟
وحزام الآمان المستخدم حاليا في السيارات هو حزام يأخذ شكل حرفYفي الإنجليزية وهو يدمج ببساطة حزام الوسط وحزام الكتف في حزام واحد حتى تتركز قوة رد الفعل في حالة التصادم على ثلاث نقاط : الصدر، الحوض والأكتاف.
أول سيارة استخدمت الأحزمة الثلاثية هي فولفو وكان ذلك في عام 1959. إن تطوير فكرة “حزام أمان ثلاثي النقاط”ترجع للمهندس السويدي نيلز بوهلين الذي يعد أبتكاره من أهم الابتكارات في أنظمة الآمان في السيارات.
في الولايات المتحدة احصائيات تقول أن حزام الآمان ينقذ حياة 35 أمريكي في اليوم الواحد وتقول أيضا أن 61% من المراهقين لايرتدون حزام الآمان وأن من لا يستخدم حزام الآمان يكون معرضا 30 مرة أكثر أن يجد نفسه خارج السيارة في حالة التصادم وأن من يخرج من السيارات بعد التصادم 80% منهم يلقون حتفهم بينما يحيا الباقي بإعاقة مستديمة.
من عام لآخر، بدأ الناس يشعرون بأهمية استخدام أحزمة الآمان للحفاظ على سلامتهم، في عام 1981 كان 11% فقط من قائدي السيارات يستخدمون حزام الآمان، مقابل 90% في عام 2017.
ولد نيلز في مدينة هارنوساند في السويد يوم 17 يوليو عام 1920، درس الهندسة التقنية وبدأ العمل في شركة لتصميم الطيارات وعمره 22 عام، وبعد 16 عام شغل منصب مهندس السلامة والأمان في شركة فولفو للسيارات في مدينة جوتنبرج وكان مهتما بالحد من عدد جرحى وقتلى حوادث الطرق ولذا صمم حزام الأمان المثبت في 3 نقاط، لتثبيت الجزء العلوي والسفلي من جسم الإنسان على الكرسي في مكان واحد، حتى لا يرتطم جسم السائق بالسيارة في حالة التصادم.
ورفض بوهلين حقه التجاري في هذاالاختراع وسمح لجميع السيارات باستخدامه لأن تفكيره كان منصبا على الآمن والسلامة وليس على مكسبه الشخصي. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأت القوانين في بعض دول العالم تفرض على سائق السيارة ربط حزام الأمان وإلا تعرض للغرامة. وفي خلال سنوات معدودة، أجمعت قوانين المرور في العالم على إلزام السائقين بربط حزام الأمان.
تقاعد بوهلين عام 1995 وقضى بقية حياته في مزرعتهوتوفي بأزمة قلبية في عمر 82 عام، كان دائما يردد أن أكتر شئ يفرحه حين يقابله أحدهم ويقول له إن حزام الأمان حافظ على حياة أهم الأشخاص لديه”.