نشهد هذه الأيام مظاهر الحملة الأمنية الثالثة تحت شعار “اعقلها وتوكل”، وهي مناسبة للحديث عن تقنيات السلامة في سياراتنا ومعرفة أكثر الموديلات أماناً في العالم!!
فمن خلال آلاف الاختبارات (والتقارير التي تصل من كل الدول) أصبح مصنعو السيارات على دراية كافية بطبيعة الحوادث المميتة والظروف التي تسببها. وخلال المائة عام الماضية ابتكروا ما يقابلها من وسائل الأمان بحيث أصبحت الموديلات الحالية أكثر أماناً من أي وقت مضى.. ومنذ عقد الستينات اصبح (خروج الركاب من الحادث أحياء) علماً بحد ذاته وقسماً مهماً في أي شركة لتصنيع السيارات.. ومن اعظم الاختراعات التي تم إنجازها بهذا الخصوص:
1- “حزام الأمان” الذي ابتكرته شركة فولفو السويدية ويأتي في المقدمة من حيث انقاذ حياة الركاب!.
2- صنع مقصورة الركاب اعتماداً على فكرة (القفص الصلب) الذي يقاوم الانبعاج ويحمي أجساد الراكبين بداخله – حتى عند السقوط في منحدر سحيق!
3- ادراك ان التخفيف من الزوايا الحادة والأجزاء الصلبة (وتبطين السقف والأبواب وعجلة القيادة) داخل المقصورة أمر حيوي لسلامة الركاب!
4- وكلما كانت مقدمة السيارة طويلة امتصت قوة الارتطام الآتية من الأمام (وهذا يعني خطورة المركبات التي لا تملك مقدمة على الإطلاق كالباصات والفانات).. أما بالنسبة للارتطام الجانبي فأصبح إلزامياً على الموديلات الحديثة توفير قضبان واقية توضع بشكل افقي في الأبواب الجانبية!
5- ورغم الضجة التي تثار دائماً حول انقسام بعض الموديلات إلى نصفين؛ إلا ان هذا الإجراء (مقصود) ويعد أسلوباً فريداً في السلامة ابتكره اليابانيون، فقديماً كانت السيارات تنبعج بطريقة مميتة وبشكل يصعب معه اخراج الركاب من المقصورة؛ أما ترك نقطة ضعف مقصودة (في منتصف الهيكل) فيتيح للسيارة الانفصال إلى قسمين حين تتعرض لاصطدام جانبي كبير – من شاحنة مثلا!!
6- و”أكياس الهواء” اختراع جريء اثيرت الشكوك حوله حين عرض لاول مرة. وتعتمد فكرته على استشعار التراجع المفاجئ للسيارة ونفخ كيس بلاستيكي بسرعة تسبق ارتطام “الرأس” بعجلة القيادة.
7- وكي لا تنزلق السيارة وتفقد احتكاكها بالارض تم ابتكار “الفرامل المانعة للانزلاق” والتي تعتمد على مبدأ (كبح ثم افلات) الفرامل عدة مرات في الثانية الواحدة بدون تدخل السائق.
8- وحماية السيارة من الانقلاب (بسبب انفجار الاطارات) مشكلة كبيرة أمكن حلها بطريقتين؛ الاولى صنع اطارات حرارية ومقاومة للانهيار (وهو ما يجب ان تسأل عنه في اقرب فرصة).. والثانية تثبيت آلية تمنع جهاز التوجيه من الانعطاف المفاجئ وتبقي السيارة بخط مستقيم حتى تتوقف.
9- اما بالنسبة للاطفال فقد ابتكرت من اجلهم وسائل حماية خاصة – قد يتطلب الأمر شراءها كتجهيزات اضافية.. وفي جميع الأحوال نذكر أن أفضل وسيلة لحماية الأطفال هي إبقاؤهم في المقاعد الخلفية (حيث اتضح ان 90% من الوفيات حدثت لاطفال كانوا في المقاعد الامامية)!!
10- وهناك تقنيات بالغة التطور ولكنها للاسف لا توجد في السيارات العادية نظراً لسعرها المرتفع؛ فهناك مثلا جهاز رادار يوقف السيارة عند الاقتراب من أي جسم صلب، وجهاز انذار يراقب عين السائق كي لا ينعس؛ وخزانات وقود لا تحترق أو تنبعج؛ وأجهزة اتصال بالأقمار الاصطناعية تزود السائق بموقعه وحالة الطريق واقرب ورشة للإصلاح..
وبدون شك اجتماع هذه التقنيات هو الذي يحدد اكثر السيارات أماناً في العالم. ولأنها بطبيعتها (مخفية) اسأل عنها بالتفصيل عند شراء السيارة ولا تنخدع بالديكور الخارجي.. وفي جميع الاحوال؛ تذكر ان أعظم اختراع للخروج من الحادث هو عدم التعرض له أصلاً!
فهد عامر الأحمدي