شهدت الشهور القليلة الأخيرة انضمام المزيد من العرب والعربيات لموسوعة جينيس للأرقام القياسية, مع الكثير من القصص الملهمة خلف قدراتهم/ن الإبداعية ويعتبر الشاب السوداني رمضان رحمة أحدث الوجوه العربية المنضمة لقوائم الموسوعة. في عمر السادسة، وخلال عودته للمنزل في أحد أيام عام 1986، تعرّض السوداني رمضان رحمة لحادث دهس تركه على فراش المستشفى لأكثر من عام. نجح الأطباء في الإبقاء على قدمه اليسرى بينما بتروا اليمنى.
حاول رحمة لاحقاً تعويض ما فاته دراسياً، فحصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والتجارة ودبلوم في البنوك. وعمل لاحقاً في بعض البنوك ثم في شركة خاصة. لم تكن تلك الإنجازات كافية لإشعاره بتغلبه على إعاقته.
قرر رحمة، بقدمه الخشبية وعزيمته التي تُشبه الفولاذ، أن يُصبح لاعب كرة قدم، بل ويحفر اسمه في التاريخ برقم قياسي عالمي لأكثر عدد ضربات جزاء خلال ساعة في تصنيفات البتر الأحادي فوق الركبة . سجّل رحمة 365 ركلة احترافية خلال ساعة.
كان لافتاً أن إعاقة رحمة تحولت إلى منحة وساعدته في تحقيق هذا الإنجاز إذ تأثرت قدمه اليسرى بالحمل المضاعف وأخذت تتقوس إلى جهة اليمين، ما جعله يسدد الركلات بطريقة مميزة ويسجل الأهداف القياسية على طريقة الفرنسي زين الدين زيدان.
يقول ابن الـ42 عاماً : “لم أكن جيداً في البداية، لم أعرف حتى قوانين هذه اللعبة. كنت أعتقد بأن الركل عشوائيٌ في أي مكان. اليوم، أصبحت هدافاً. أصبح عقلي وجسدي وحتى من حولي أكثر قبولاً لواقعي“، مردفاً بأنه بات ممتناً لكل شيء بما في ذلك “الحادث وأسوأ لحظات حياتي التي جعلت مني رياضياً عالمياً“.