حل أردني , قدم لقمان إسكندر حلا مبتكرا لاستخدام الجفت ” مخلفات معاصر الزيتون ” للاستعمال الشخصي، وذلك بتحويله كمصدر للطاقة واستعماله في التدفئة، وقام إسكندر هو وزوجته الإيطالية في ترجمة هذه الفكرة عن طريق استثمارها بشراء بويلر واستئجار محلا لتسويقه والذي در عليهم ربحا خياليا.
ويقول المهندس نبيل: وضعت أكثر من نصف المبلغ لاستئجار محل وتأثيثه وشراء المعدات المناسبة وهكذا.. ثم بدأت حملة علاقات عامة لإقناع الناس بما لدي فنجحت، ولكن كانت البداية مع المستشفيات والشركات والمدارس والجامعات والكليات وأصحاب القصور والفلل الضخمة والفنادق والشقق الفندقية وبرك السباحة، لأن سعر البويلر مرتفع، ولكن خطة العمل تقتضي في الشتاء المقبل انتشار التوزيع إلى المنازل الطابقية والشققية لتوسيع حجم الأرباح بعد استيراد البويلرات الصغيرة.
ويشير إلى أن 70% من معاصر الأردن ترمي الجفت كنفايات أو يتم إهمالها، والباقي يتم استخدامه ولكن بصورة غير تجارية، مؤكدا أنه بدأ يفتح خطوطا لتصدير “فكرته” حتى خارج الأردن ومنها دول الخليج.
ساعد نجاح فكرة نبيل وزوجته عددا كبيرا من الأردنيين، فأصبح استخدام الجفت يتم على نطاق أوسع، وهو ما سيصب في الصالح القومي، خاصة أن الأردن ينتج نحو 120 ألف طن من مخلفات الزيتون بعد عصره يذهب القليل منه في استخدامات أفران “الطابون” الذي يستخدمه أهالي القرى الأردنية، أما الباقي فإن أصحاب معاصر الزيتون يقومون برميه.
وإذا كان 30 ألف طن من زيت الزيتون يخلف نحو 120 ألف طن من الجفت، وهو ما يعادل نحو 55 ألف طن ديزل فإن ذلك يعني أن الأردن يحتوي على بئر نفط تجاري رغم صغره بإمكانه إن جرى التوسع في استخدامه أن يغطي الاحتياجات المنزلية من الطاقة، وهو ما يعني بلغة الدنانير أن “احتياطات الجفت السنوية في المملكة” ستوفر على البلاد نحو 18 مليون دينار في السنة، وهذا فقط بالأرقام الحالية المتواضعة.
وفي بلد يفتقر إلى مصادر محلية للطاقة التجارية باعتماده على استيراد 95% من مجمل احتياجاته من الطاقة يبدو البحث عن مصادر بديلة للطاقة أمرا ملحا في ظل حاجةالسوق اليومية من النفط التي تقدر بـ 100 ألف برميليوميا، حيث ستعمل مخلفات الزيتون على تغطية مهمة لبعض هذه الاحتياجات.
ويعتبر “جفت الزيتون” حاليا هو البديل الأرخص في التدفئة، ففي الموسم الماضي فقط كانت مدفأة الغاز أحد أبرز المظاهر الشتوية لمتوسطي الدخل ومحدوديه.. اليوم هجرت المدفأة عائلات متوسطة الدخل وانتقلت للعيش في الشقق الفخمة؛ لأن العائلة متوسطة الدخل لم تعد قادرة على ضيافتها بعد ارتفاع أسعارها والتسريبات الحكومية بأن سعرها الحالي (نحو 5 دولارات) سيكون مجرد حلم جميل لما ستصل إليه بعد أقل من شهر (10 دولارات).
كما أن بويلر الديزل الذي زاد سعر وقوده هو الآخر من نحو 150 دولارا للطن إلى نحو 250 دولارا ثم إلى نحو 300 دولار حتى وصل اليوم نحو 750 دولارا.. وهو مرشح أيضا خلال أقل من شهر أن يرتفع أكثر.. هذا يعني بحساب الأرقام أن 4 أشهر هي أشهر الشتاء في الأردن ستكلف العائلة نحو 1500 دولار إذا أرادت العائلة الاقتصاد في تدفئة نفسها.