دراسة عن إبداع الفكر الإسلامي للطب الوقائي ومجابهة الأوبئة
إبداع الفكر الإسلامي, حصد الباحث المصري أحمد علي سليمان، عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المركز الأول على مستوى جمهورية مصر العربية، في خدمة الدعوة والفقه الإسلامي، بجائزة وقف المستشار الدكتور محمد شوقي الفنجري؛ في موضوع: “إبداع الفكر الإسلامي للطب الوقائي ومجابهة الأوبئة والجوائح” التي تنظمها هيئة قضايا الدولة. وتسلم الدكتور أحمد على سليمان جائزتها من المستشار محمد بكر رئيس هيئة قضايا الدولة. وفقا لجريدة الأخبار المصرية.
الفر الإسلامي والطب الوقائي
واشتمل البحث على عدد من الموضوعات المهمة والمتميزة بتفردها، والتي تضيف إلى المكتبة الإسلامية والدراسات العالمية رؤية جديدة لإبداع الفكر الإسلامي للطب الوقائي ومواجهته للأوبئة والجوائح، حيث يشتمل التمهيد على عناوين بارزة منها: “كورونا.. وتساؤلات حائرة”، و”الوباء والابتلاء: تأملات في فقه الأزمة”، و”سبق الإسلام في تأسيس الطب الوقائي قبل العالم بمئات السنين”.
معالم الطب الوقائي في الإسلام
كما تضمن البحث ثلاثة فصول عميقة، نجح الباحث في الوصول إلى رؤية جديدة حولها، حيث ربط فيها بين الماضي والحاضر والمستقبل، بعمق الفكرة، وسلاسة اللغة، ورشاقة السرد، وقوة التحليل، وحبكة تشويق القارئ للوصول إلى النهاية، بحيث إذا بدأ القارئ تصفحه لن يتوقف إلا بعد الانتهاء من الفصول الثلاثة، حيث يتحدث الفصل الأول عن إبداع الإسلام لمنظومة الوقاية من الأمراض قبل حدوثها، ويحتوى على عدد من العناوين المهمة، منها: (معالم الطب الوقائي في الإسلام)، من خلال: الوقاية بحماية عناصر البيئة من التلوث (الأرض – الماء – الهواء)، والوقاية بالحفاظ على ديمومة النظافة العامة للإنسان واستدامتها، والوقاية بالذبح الصحي وحماية الأطعمة والأشربة من التلوث، والوقاية بالابتعاد عن الممارسات الجنسية غير المشروعة، والوقاية بتحريم تناول المحرمات أو مخالطتها، والوقاية بالبعد عن وسائل نقل العدوى، والوقاية بالصيام، والوقاية بالغذاء الجيد والاعتدال في المأكل والمشرب، والوقاية بممارسة الرياضة والنوم الجيد، والوقاية بالإيمان والدعاء والتحصين بالأذكار والأمل والتفاؤل.
إدارة الكون وإسعاد الحياة
ويطالع القارئ في الفصل الثاني معالجة المؤلف لمنهجية إبداع الإسلام في مظاهر تيسير العبادات ورفع الحرج والمشقة عن العباد والبلاد أثناء الوباء، ولقد أكد الباحث أنه نموذج مثالي لعالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، وبرهان على قدراته الذاتية الخلّاقة على إدارة الكون وإسعاد الحياة.
تكامل جهود العلماء
كما أرَّخ الباحث لتكامل جهود علماء الدين، والدول الإسلامية وتوحد رؤاهم إزاء صلاة الجماعات والجُمع في الوباء، وكيف تطور انتشار الفيروس وتحول إلى وباء عالمي، وتفعيل الرخص في الأذان والصلاة والصيام والزكاة والحج، وبداية تعليق الجُمع والجماعات في المساجد.
الإسلام وابتكار منهجية الحجر الصحي
ونجح الدكتور أحمد علي سليمان في الفصل الثالث في توثيق فريد وتحقيق جديد لكيفية إبداع الإسلام في مواجهة الأوبئة والطواعين بعد حدوثها” حيث أشار إلى أنه “سبق حضاري في التعاطي مع الجوائح والأزمات الصحية الكبرى”، مؤكدا أن الإسلام كان سبَّاقا إلى ابتكار منهجية الحجر الصحي، والتباعد الاجتماعي؛ لحصر الوباء في أضيق نطاق، وإبداع قادة المسلمين في إدارة أزمة طاعون عمواس (أول تطبيق عربي للتباعد الاجتماعي)، والخبرة الإسلامية المبكرة المتراكمة (علمية وعملية وفقهية) في إدارة أزمات الأوبئة والطواعين.
كما تعرض لقيم وآداب التعامل مع الأوبئة والشدائد، وإبداع الإسلام في ترسيخ منظومة المسئولية إزاء الأوبئة والشدائد، وتعاظم مخاطر الشائعات وقت الأوبئة والأزمات.
إضافة إلى ما سبق أكد د. أحمد علي سليمان فى بحثه الفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، أنه من عظيم فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أنه اختصهم بالقرآن العظيم، حيث إن المدقق في كتاب الله الخالد يجد أن أول ما نزل من القرآن يدعو للعلم، وثاني ما نزل يدعو للنظافة، فقال في الأول: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، وقال في الثانية: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾، لافتًا أنه من هنا كانت خصيصة أمة الإسلام منذ ولادتها أمة علم وأمة نظافة، مشيرًا بذلك إلى إبداع الإسلام وسبقه في مجالي: (التعليم، والصحة) مؤكدًا على أن الإسلام سبق الحضارات والثقافات الأخرى في الطب الوقائي بأساليب متعددة، لها صفة الدورية والتتابع والاستدامة، قبل معرفة الجراثيم والميكروبات وما تسببه من أمراض وأوبئة، بأربعة عشر قرنًا، إذ إن أغلب الأمراض الخطيرة سببها الأساس انحدار مستوى النظافة أو عدمها، المسمى في لغة الشرع بالنجاسة.
توصيات الباحث
واختتم بحثه بعدد من التوصيات المهمة كان أبرزها: إطلاق قمر صناعي إسلامي يدعم الربط بين مراكز البحوث في العالم الإسلامي، ويوفر خدمات الإنترنت لغير القادرين، وأيضًا استثمار المواطنة العالمية التشاركية لتفعيل المسئولية الكونية تجاه شتى دول العالم.
واقترح أيضا إنشاء مجلس أعلى لإدارة أزمات العالم الإسلامي، يُعنَى بإدارة الأزمات والمشكلات الكبرى التي يتعرض لها عالمنا الإسلامي بشكل متكامل، ويولي عناية خاصة بالدراسات التنبؤية والمستقبلية.
كما أوصى بترجمة منهج الإسلام الرائد في الطب الوقائي وإبداعه في مواجهة الأوبئة قبل العالم بمئات السنين، إلى اللغات العالمية، ونشره بشكل واسع، وتفعيل القواعد الفقهية وتطبيقها في الواقع الحياتي للمسلمين، بحيث تصبح ثقافة تجديدية أصيلة في المجتمع الإسلامي والعالمي.
حول الباحث
جدير بالذكر أن د. أحمد علي سليمان أزهري النبع والمشرب، وهو أحد علماء الأزهر الشريف، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- عضو اتحاد كُتَّاب مصر- عضو اتحاد المؤرخين العرب- عضو مكتب جامعة الأزهر للتميّز الدولي خلال الفترة من 2016- 2019م.
اختير مبعوثًا فى مهمات دعوية وعلمية حاملًا على عاتقه سماحة الإسلام وحضارة الرحمة إلى أكثر من ثلاثين دولة، يجمع بين العلوم الدينية والآداب والفنون، فهو: أديب، أكاديمي، داعية، خطاط، مدرب، كاتب. ومن الكُتّاب الدائمين في عدد من المجلات الكبرى، من أهمها: “مجلة الأزهر”، ومجلة رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
وقد شغل منصب المسؤول الفني عن الأنشطة الأكاديمية والدولية لرابطة الجامعات الإسلامية لمدة 21 عامًا، وأسهم خلالها في تنظيم (188) مؤتمرًا وندوة ولقاء علميًّا في مصر والعالم، وشارك بدراسات علمية في عدد منها.
وهو عضو اللجنة العلمية المكلفة بدراسة مشكلات التعليم الجامعي في الدول الإسلامية، وتقديم رؤية استراتيجية لعلاج مشكلاته وتحقيق جودته، والتي انتهت لصياغة تقرير مهم بعنوان: (رؤية استراتيجية لمواجهة مشكلات التعليم العالي في العالم العربي والإسلامي)، وهو عضو اللجنة العلمية العليا التي وضعت (معايير تصنيف الجامعات الإسلامية واختيار أفضل جامعة) برابطة الجامعات الإسلامية، كما تولى سكرتارية تحرير: مجلة “الجامعة الإسلامية”، وسلسلة “فكر المواجهة”، وسلسلة “دراسات الأسرة”، وسلسلة “التحديات الحضارية” التي تصدرها الرابطة حتى 30 سبتمبر 2014م، كما أنه عضو اللجان العلمية لوضع المعايير القومية الأكاديمية لجودة التعليم الأزهري (الجامعي – قبل الجامعي)، وخبير المراجعة الفنية بهيئة جودة التعليم المصرية.
وهو من أوائل خبراء جودة الدعوة المطالبين بإيجاد مقاييس معيارية لجودة الأداء الدعوي؛ لتقييمه، وتقويمه، وتجديده وتحسينه المستمر، كما تولى رئاسة تحرير إصدارات الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة ITQAN ببروكسيل.
عمل د. أحمد سليمان رقيبًا على المواد الفيلمية الدينية في قناة اقرأ التابعة لراديو وتليفزيون العرب ART، كما عمل مذيعا ومقدم برامج في إحدى إذاعات القرآن الكريم بالخارج في 2006، وفي 2018م، وأسس وأدار عددًا من المواقع الإلكترونية في مصر وبلجيكا وهولندا.
وله أكثر من (100) حلقة مسجلة في إذاعة القرآن الكريم، في برامج: (حديث الصباح) – (المجددون في الإسلام) – (الإسلام والحياة) – (من كنوز المعرفة).
وهو خبير في التنمية البشرية، ومدرب معتمد بأكاديمية الأوقاف الدولية الدولية لتدريب الدعاة والواعظات وإعداد المدربين، واختير لتدريب الدعاة المتميزين والواعظات، ومعلمي التربية الدينية، والطلاب الوافدين، والإداريين، في معسكر أبي بكر الصديق بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وفي أكاديمية الأوقاف الدولية وغيرها.
اشترك في صياغة “الوثيقة الوطنية لتجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف”، التي أصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مايو 2015م، وكتب تسعة مشروعات لتطوير عدد من قطاعات عمل المؤسسات الدينية في مصر.
حصل على عدد من الدورات التدريبية المتخصصة في الإعلام والتفاوض وإدارة المشروعات والتدريب من الاتحاد الأوروبي، والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي… وغيرها. ودورة إعداد المدربين TOT– نظم جودة التعليم والاعتماد – معايير اعتماد الكليات / الجامعات – مهارات الاتصال والتفاوض الفعال – كيف تكون أستاذا ناجحًا؟ – الأساليب الحديثة في إدارة الموارد البشرية…
اختير لإنشاء (أول برنامج متخصص في الخط العربي) بجامعة دمياط، في سابقة هي الأولى من نوعها، وكُلِّف من مجلس الجامعة بالإشراف عليه وتحويله إلى كلية مستقلة للخط العربي.
ألَّف 18 كتابًا، وكتب 47 بحثًا منشورًا، وله أكثر من 1500 مقال منشور في الصحف والمجلات.
كرَّمته جامعات ومؤسسات كبرى في عدد من دول العالم منها: مصر، والسعودية، والسودان، والجزائر، والأردن، وفلسطين، وإندونيسيا، وأستراليا، والدانمارك، وبلجيكا، وهولندا.. وغيرها، كما كرَّمته: مفوضية الاتحاد الأفريقي، وموسوعة التكامل الاقتصادي العربي الإفريقي بجامعة الدول العربية، والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة؛ لجهوده في إثراء: الفكر الإسلامي، والثقافة المصرية والعربية، والتعليم والبحث العلمي، والتنسيق بين الجامعات العربية والإسلامية والغربية.