ربما لا يوجد ما يهتم به عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان وزمان أكثر من ألقاب الأفضلية التي دائمًا ما تأتي مثيرة للجدل
يكفي أن نشير إلى آخر حلقات هذا المسلسل الجدلي والمتمثل في منح النجم البرازيلي “كاكا” جائزة الكرة الذهبية وهو ما اعترض عليه الأسطورة مارادونا، مؤكدًا أن “كاكا” لا يستحق هذه الجائزة لأنه من وجهة نظرة ليس أفضل لاعب في العالم، كما أن لقب أفضل لاعب آسيوي “القحطاني – يونس – نشأت” ليس ببعيد عنا بحكم الجدل الواسع الذي أحدثته هذه الجائزة والذي تخطى كل الحدود الرياضية ليصل إلى آفاق أبعد من ذلك بكثير وسط اتهامات متبادلة بين كافة الأطراف وهو الجدل الذي كان سيحدث إيضًا فيما لو تم منح الجائزة لأي من يونس أو نشأت، لأنه ببساطة جدل يصاحب ألقاب الأفضلية في كل مكان وزمان ..!!
نحن هنا نتحدث عن حقائق ولن نتحدث عن انطباعات أو آراء خبراء ومدربون وجماهير، أخيرًا سوف تكون الأسس الموضوعية والإحصائية هي العامل الحاسم في تحديد هوية أفضل 100 لاعب كرة قدم في التاريخ … الكلمات السابقة جاءت في مقدمة كتاب “أعظم نجوم كرة القدم في كل العصور” والذي صدر في العاصمة البريطانية “لندن” منذ أسابيع قليلة ويتم توزيعه في كثير من دول العالم، وقبل صدور الكتاب وبعد صدوره بدأت العديد من الصحف العالمية في تخصيص
جزاء من صفحاتها الرياضية لمناقشة المفاجآت الكثيرة التي حفل بها الكتاب الجديد الأمر الذي ساهم في شد انتباه عشاق الساحرة المستديرة للإقبال عليه وفي أسوأ الأحوال متابعة ردود الفعل التي خلفها .
القضية التي حملها الكتاب غاية في الإثارة لأنها ببساطة تقول من هو أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ ؟ هل هو بيليه أم مارادونا ؟ ولم لا يكون زين الدين زيدان أو بلاتيني أو بيكنباور؟ وربما يكون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ليس من بين كل هؤلاء.! التساؤل لا يزال يتردد بشكل دائم بين عشاق الساحرة المستديرة في كل زمان ومكان، وغالباً ما تأتي الإجابات انطباعبة وخاضعة للآراء الشخصية، وفي حال تنظيم استفتاء شامل بين خبراء كرة القدم والمدربين واللاعبين على المستوى العالمي فغالباً ستكون النتيجة أقرب لآراء المشجعين.
وقد يرى البعض أن الإجابة على التساؤل الجدلي قد تأتي من خلال استفتاء عن طريق الإنترنت وهو ما يمنح الفرصة لعشاق الكرة حول العالم للتصويت لنجمهم المفضل وفي هذه الحالة ربما يتصدر لاعب صيني القائمة إذا افترضنا أن ربع سكان الصين أي حوالي 300 مليون مشجع فقط صوتوا لنجمهم المفضل .!
ملخص القول أن إتحاد إحصائيات كرة القدم (AFS) أخذ على عاتقه وضع مقاييس علمية وأسس موضوعية وإحصائية دقيقة للإجابة بشكل حاسم على هذا التساؤل، وقد استمر تجميع المعلومات والبيانات والإحصائيات لسنوات واستعان خلالها فريق العمل بالكثير من الاحصائيات من كافة الاتحادات والمؤسسات الرياضية والكروية حول العالم .
قائمة الإثارة والمفاجآت ماذا تقول…؟ القائمة المئوية لأفضل نجوم كرة القدم في التاريخ حفلت بالكثير من المفاجآت لعل أبرزها أن النجم الأسطوري
مارادونا” ليس من بين أفضل 5 نجوم كرة قدم في التاريخ، كما أن هناك ثلاثياً برازيلياً تصدر القائمة المئوية بكل جدارة وهم “بيليه و رونالدو وروماريو” كما كان احتلال البرتغالي “لويس فيجو” للمركز الرابع مصدر فخر وسعادة للشعب البرتغالي، وكانت هناك مفاجأة أكبر وهي للنجم الإيراني “علي دائي” حيث جاء في المركز 29 على العالم والمفاجأة الأكبر أنه ممثل آسيا الوحيد في قائمة الأفضلية العالمية، فيما سجلت القارة السمراء حضوراً باهتاً لا يتناسب مع مكانتها الكروية حيث لم تشمل القائمة سوى لاعب واحد فقط وهو النيجيري “نوانكو كانو”، وكانت فرنسا هي المكتسح للقائمة من خلال وجود 16 لاعباً فرنسياً وهو العدد الذي لم يقترب منه نجوم أي قوة كروية أخرى، حيث جاءت البرازيل وهولندا في المركز الثاني برصيد 11 لاعب، وسط ملاحقة قوية من نجوم ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا حيث مثل هذه القوى الكروية ما بين 8 إلى 10 نجوم في القائمة، وكانت هناك مفاجأة صارخة بالنسبة لجماهير الكرة الإنجليزية ربما تفوق مفاجأة الجماهير الأرجنتينية في تأخر مركز مارادونا، وتمثلت مفاجأة الإنجليزي في خروج “جورج بيست” أسطورة المان يونايتد من القائمة المئوية .
أسس وقواعد الإختيار … جاء الإختيار بناء على أسس موضوعية تم تحديدها قبل الشروع في جمع المعلومات والبيانات والإحصائيات المتعلقة بكل لاعب، وكانت تلك الأسس والقواعد كالآتي …
أولا ً: عدد الألقاب والبطولات التي حققها كل لاعب منتخب بلاده ومع النادي الذي لعب له وتم منح نقاط أكثر للبطولات الكبرى مثل كأس العالم والبطولات القارية كما كانت البطولات التي حققها اللاعب مع ناديه لها تصنيف من حيث الأهمية فبطولات الدوري في انجلترا وأسبانبا وايطاليا وألمانيا وفرنسا تمنح اللاعب الذي حصل على لقبها نقاط أكثر من غيرها بطولات الدوري الأخرى، ونفس الأمر ينطبق على البطولات القارية للأندية فبطولة أوروبا لأبطال الدوري (دوري الأبطال) كان لها تقييم أعلى من بطولة الأندية الآسيوية أو الأفريقية على سبيل المثال .
ثانياً : الألقاب والجوائز الشخصية لكل لاعب على مدار تاريخه مثل الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم عن طريق الفيفا على سبيل المثال أو الحصول على لقب أفضل لاعب أوروبي أو أفضل لاعب على المستوى القاري كل في قارته أو أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي أو الأسباني أو غيرها، كما تم تصنيف ألقاب الأفضلية وفق أسس معينة من حيث الأهمية، فاللاعب الحاصل على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي يحصل على نقاط أكثر من ذلك الذي حصل على نفس اللقب في الدوري المكسيكي أو النمساوي على سبيل المثال .
ثالثاً: المشاركات الدولية لكل لاعب ولم يتم الاعتماد على هذه القاعدة بشكل مطلق بل كانت هناك شروط معينة تم تطبيقها على المشاركات الدولية وهي …
– أهمية وتاريخ المنتخب الذي يلعب له كل لاعب، فاللاعب الذي يشارك دولياً مع منتخب البرازيل على سبيل المثال يحصل على نقاط أكثر من ذلك الذي يلعب لمنتخب المكسيك مثلاً.
– عدد المشاركات الدولية الرسمية يمنح اللاعب نقاط أكثر من المباريات الدولية الودية .
– عدد المباريات التي لعبها كل لاعب وهو يحمل شارة القيادة الدولية لمنتخب بلاده .
– عدد المباريات التي بدأها اللاعب يمنحه نقاط أكثر من تلك التي كان على مقاعد البدلاء ثم شارك .
– عدد الأهداف بالنسبة للمهاجمين ومقياس نظافة الشباك بالنسبة للمدافعين والحراس .