هناك مقاعد مخصوصة للأسترخاء، وثيرة ومريحة وتتمتع بظهر متحرك يميل بزاوية ميل واسعة تسمح للجالس بأن يجلس فاردا ظهره أو يختار وضع ما بين الجلوس والنوم. مخترع تلك المقاعد هو الأمريكي أدوين شوميكر، الذي ولد في يونيو 1907 بمدينة مونرو بولاية ميتشيجن الأمريكية.
كان شوميكر في الأصل يعمل مزارعا ولكنه كان مفتونا بتصنيع الأخشاب والأثاث متأثرا بأحد أبناء عمومته الذي كان يعمل في هذا المجال، وفي عام 1927 أنضم شوميكر إلى ابن عمه كنابوش وافتتحا سويا مشروع خاص صغير لتصنيع الأثاث في جراج والد كنابوش وكان شوميكر مسؤول عن تصنيع الأثاث بينما كان ابن عمه يقوم بأعمال التسويق.
انتعش عمل شوميكر وكنابوش وقاما ببناء مصنعا للأثاث شمال مونرو. أخترع شوميكر أول مقعد للاسترخاء والمعروف بالانجليزية باسم “ريكلاينر” في عام 1928 وي عام 1929 تم تعديل المقعد وتنجيده بالكامل وحقق شهرة واسعة مما دعا الشريكين للاعلان عن مسابقة عامة لأختيار أسن مناسب لمقعد الأسترخاء الجديد فكانت بداية تسمية هذا النمط من المقاعد “ليزي بوي”.
https://www.youtube.com/watch?v=ZAWrme1Vcw4
استطاع مصنع شوميكر وابن عمه الصمود خلال “الكساد العظيم” أكبر وأشهر أزمة اقتصادية شهدها العالم الحديث والتي استمرت 10 سنوات من 1929 حتى 1939 وسرعان ما قام الشريكان بتأسيس شركة ليزي بوي عام 1941 ولكن المصنع الجديد واجهته صعوبات في انتاج مقاعد الاسترخاء أثناء الحرب العالمية الثانية بسبب نقص المعدن اللازم لتصنيع المقاعد كما قام المصنع بدور بارز في تصنيع بعض ما تتطلبه الحرب مثل المشاركة في تصنيع ذيل لنوع من الطائرات الحربية المقاتله.
في عام 1946، بعد أنتهاء الحرب أستأنف المصنع انتاج مقاعد الاسترخاء وحقق نجاحا هائلا وتم توسيع النشاط وانتاج أرائك الأسترخاء وأرائك النوم في عام 1969 واستمر مصنع ليزي بوي في تطوير المنتجات وإضافة منتجات جديدة حيث أنه في عام 1983 كان يقدم خط كامل من الأثاث المنزلي. وفي التسعينيات من القرن الماضي امتدت شبكة متاجر منتجات ليزي بوي عبر الولايات المتحدة.
قام شوميكر بتسجيل 30 براءة أختراع، 5 منها على الأقل متعلقة بتصميم وتنفيذ مقاعد الأسترخاء أو الريكلاينر
عاش شوميكر معظم سنوات حياته مليونيرا بفضل الشعبية الكبيرة لمقاعد الاسترخاء والنجاح الهائل لمصنع ليزي بوي وظل يعمل حتى وفاته. وهو في التسعين، خرج لتناول وجبة العشاء مع الأصدقاء ثم عاد إلى بيته ونام على مقعد الأسترخاء الخاص به ولم يستيقظ بعدها.