من هي برأيك أعظم دول العالم.. من الناحيتين الصناعية والتقنية؟
من المتوقع أن يكون جوابك على النحو التالي:
أمريكا ثم اليابان وألمانيا – وربما فرنسا وكوريا!!
إن كان هذا رأيك فأنت لم تبتعد كثيراً عن الواقع، فهذا الترتيب يبدو بديهياً من خلال خبرتنا المتواضعة بموازين الدول.. ولكن الحقيقة التي لا يعرفها الجميع ان هناك علاقة طردية بين تقدم الدولة الصناعي وعدد الاختراعات التي يسجلها الأفراد.
فحسب منظمة “الممتلكات الفكرية” في جنيف يأتي ترتيب أعظم الدول من حيث عدد الاختراعات المسجلة (لعام 1999) على النحو التالي:
1- في المركز الأول أمريكا بـ , 153487اختراعاً.
2- ثم اليابان بـ , 150059اختراعاً.
3- ثم كوريا الجنوبية (التي تفوقت على ألمانيا وفرنسا في السنوات الأخيرة) بـ , 62635اختراعاً.
4- ثم ألمانيا بـ , 49548اختراعاً.
5- ثم فرنسا بـ , 44287اختراعاً.
ولاحظ هنا ان هذه القائمة تتوافق – تقريباً – مع ترتيب أعظم الدول الصناعية في العالم.
– أيضاً هذه القائمة تثبت أن التفوق الصناعي يرتبط إلى حد كبير بقدرة (الشعب) على تسجيل أكبر قدر من الاختراعات، فأكثر من 90% من الابتكارات المسجلة في العالم الصناعي يتقدم بها مواطنون عاديون مثلي ومثلك.. وهذا يعني امكانية استغلال القائمة السابقة أيضاً لوضع ترتيب لأذكى شعوب الأرض فقد تكون أمريكا مثلاً صاحبة المركز الأول من حيث عدد الاختراعات ولكن ان قسمنا عدد السكان ( 274مليون نسمة) على الاختراعات المسجلة فيها نجد ما نسبته اختراعاً واحداً لكل 1785مواطناً. أما ان قسمنا عدد السكان في كوريا الجنوبية على عدد الاختراعات فيها فسنكتشف ان الشعب الكوري يتفوق على الشعب الأمريكي (حيث يظهر اختراع واحد بين كل 734مواطناً).. أما على مستوى العالم ككل فيأتي الشعب الهولندي في المقدمة حيث يظهر اختراع واحد بين كل 701مواطن!!
– هذا من حيث (نوعية الشعب) وقدرته على الابتكار.. أما بالنسبة لاهتمام الدول (وهو الشق الثاني من المعادلة) فيتضح من خلال الميزانية التي تخصصها لأغراض البحث العلمي:
1- ففي المركز الأول تأتي السويد التي تخصص ,38% من ميزانيتها لأغراض البحث العلمي.
2- يليها إسرائيل التي تخصص ,37% من ميزانيتها للمشاريع العلمية.
3- ثم اليابان بـ ,28% من ميزانيتها.
4- ثم سويسرا ,27%.
5- ثم الولايات المتحدة ,25%.
6- ثم ألمانيا ,23%.
– واهتمام السويد بمشاريع البحث العلمي انعكس على نصيبها من جوائز نوبل في العلوم والطب، فرغم ان السويد تأتي في المركز الخامس (بعد أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) إلا ان قسمة عدد سكانها ( 9ملايين فقط) على عدد الجوائز التي نالتها يجعلها تقفز إلى المركز الأول عالمياً بلا منازع!!
– إذاً المنافسة جادة والمقارنة تدعو للتفكير، فميزانية البحث العلمي في أفضل دولة عربية لا تتجاوز ,05% من ميزانيتها العامة. أما عدد الاختراعات التي يسجلها الأفراد – في كامل الوطن العربي – فلا تصل لنصف الاختراعات التي سجلتها شركة IBM في عام 2000(والتي بلغت 2886اختراعاً).. والمحزن أكثر أننا نصرف جهوداً طائلة لاسترجاع التراث واستنساخ الماضي في حين تسجل اليابان أكثر من 120ألف علامة تجارية – وأمريكا أكثر من 150ألف اختراع – في كل عام!!
فهد عامر الأحمدي