أصغر طيار عربي الطفل الإماراتي “محمد إسماعيل علي”، يمتلك رغم صغر سنه تجارب زاخرة وخبرات حافلة وثقافة واسعة يفتقدها ويغبطه عليها الكثير من الكبار، فرغم أنه لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، فهو متعدد المواهب، قاد طائرة وهو لم يبرح العاشرة من عمره، ليصبح أصغر طيار عربي على الإطلاق.
اكتشف أهله مبكرا أن له ميولا وطموحات تفوق سنه بكثير، فوضعوا نصب أعينهم مسئوليتهم في صقل هذه المواهب وتنمية هذه الطموحات والاهتمامات المختلفة التي تتوزع بين القراءة والموسيقى والسفن السياحية والكمبيوتر، وفوق ذلك كله عالم الطيران الذي يعشق التحليق فيه والغوص في بحر معلوماته، فما أن تسأله عن أي جانب من هذه الجوانب حتى ينهال عليك بالمعلومات التي تتراوح بين التاريخ والحاضر والمستقبل.
خطا “محمد” في سلم الطموحات بإصرار حتى استطاع أن يحقق حلمه بقيادة طائرة خاصة وهو في سن العاشرة ليصبح بذلك أصغر طيار في المنطقة، وثاني أصغر طيار في العالم بعد طفل بريطاني.
لمس والداه منذ نعومة أظافره شغفه بحب القراءة، التي كان أبرز ما فيها عدم تركيزه على قصص الأطفال والرسومات وغيرها من تلك التي تشد أبناء سنه، وإنما ولعه بكتب المعلومات العامة والتاريخ، خاصة العهد الفرعوني والحرب العالمية الثانية، إضافة إلى الكتب التي تتناول عالم الطيران وتاريخه وتطوراته إلى جانب السفن السياحية وكل ما يتعلق بها، ولا يمكن أن يفوته أي إصدار جديد من موسوعة (جينتس) التي يحفظ الكثير من المعلومات والأرقام فيها، وأحيانا ينتهي من قراءة كتب ضخمة في أيام معدودة.
إلى جانب القراءة يرتبط محمد بعلاقة وثيقة بالكمبيوتر منذ سن الخامسة، وتزداد أواصر هذه العلاقة يوما بعد يوم حتى وصل إلى مراحل متقدمة في استخدام الحاسوب، وهذه العلاقة فتحت له آفاقا أوسع وأتاحت له معلومات أغزر تشبع فضوله وبحثه عن المعلومات التي يهواها.
ولمحمد اهتمامات وميول من نوع آخر تمثلت في دراسة الموسيقى وتميّز في العزف على آلة البيانو ودراسة (الترام بت)، ويدرس حاليا في المرحلة الثانية من العزف على البيانو بدراسته في المعهد الكلاسيكي.
ورث “محمد” حب الطيران من والده الطيار، وطوّر هذه العلاقة بالتدرب على برامج الطيران المتطورة في الكمبيوتر، وفي سن التاسعة كان يمكنه أن يقود طائرة بنجاح من خلال نفس البرامج التي يتدرب عليها الطيارون، ثم توجه إلى مركز الفجيرة للطيران بدولة الإمارات العربية المتحدة وقدم اختبارات هناك وكان أصغر طيار في المركز، وأظهرت نتائج الاختبارات استعداداته الكبيرة للمرحلة العملية، وبالفعل سُمح له وهو في سن العاشرة أن يقود طائرة ليصبح بذلك أصغر طيار في المنطقة، وثاني أصغر طيار في العالم بعد طفل بريطاني يصغره بعام واحد.
وتوجه مع أسرته إلى فرنسا وبالتحديد لشركة (ايرباص) حيث استقبلهم هناك مسئول التسويق لمنطقة الشرق الأوسط (دانيال رويترز) وكان أكثر ما لفت انتباه والديه هو أسلوب التعامل والاحترام والاهتمام الذي حظي به طفلهما هناك، ورغم ان الشركة تسمح للبعض بزيارات محدودة للمصانع، فإنهم اصطحبوا محمدا إلى كل المواقع واطلع هو على كل ما يريده من تفاصيل كأي شخص محترف، وحصل على إجابات لكل تساؤلاته الكثيرة الفضولية من دون أن ينظروا أو يعبأوا بمسألة، وهذا ما جعل مسئول الشركة يُبهر بما يحمله الطفل من معلومات كمصدر كل جزء من أجزاء الطائرة، حيث أن كل دولة مساهمة في الشركة تصنع أجزاء من الطائرات ليتم تجميعها وتركيبها في فرنسا.