“العادات السبع للناس الأكثر فاعلية”، “من حرك قطعة الجبن؟”، “ساحر الأوز”، “جبل الجليد يذوب”.. كلها أسماء لنماذج غربية متميزة في التنمية البشرية تساهم في التغيير لدى الشخصية، لكن فريق “بداية” المصري للتنمية البشرية كان يراوده حلم أن يكون هناك نموذج عربي للتغيير ينبع من تراثنا وأخلاقنا ورؤيتنا الأصيلة، وكان النموذج هو برنامج “أنا بتغير”.
معالم هذا البرنامج يحددها محمد مدحت أحد أعضاء فريق بداية بقوله: “إنه نموذج عربي للتغيير يواكب متغيرات العصر، لأن النماذج الغربية للتنمية البشرية، قد لا تتوافق مع سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا في كثير من الأحيان”.
وخضعت هذه النماذج لدراسة مستفيضة من أعضاء البرنامج توصلوا فيها إلى حقيقة أن الغرب من وجهة نظره قد وصل إلى مرحلة القمة ويبحثون عن الأفضل، وتخدم الأفكار الواردة في نماذجهم هذه المرحلة، أما نحن فلا زلنا نحبو أولى خطواتنا في التغيير، وهو ما يتطلب أن يكون لدينا برنامج خاص يساعد على تنوير الطريق للتغيير نحو الأفضل أمام الشباب العربي.
ويستهدف البرنامج الفئة العمرية ما بين 17 و 30 عاما واستغرق إعداده أربعة شهور، ويتعامل مع مشاكل عدة يعاني منها الشباب العربي أهمها عدم وضوح الهدف لديهم، إضافة إلى وجود فجوة بين الأجيال أدت إلى فقدان الشباب للثقة في أنفسهم وانعدام الطموح لديهم.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ويساعدهم برنامج “أنا بتغير” لتحديد أهدافهم الشخصية وحثهم على تحقيقها، أملا في أن يؤدي تحقيق تلك الأهداف الفردية إلى صياغة هدف جماعي يؤدي إلى إصلاح مجتمعاتنا.
محاضرات تفاعلية
وعن كيفية تقديم البرنامج للجمهور، أوضح مدحت أنه يتم تقديمه من خلال محاضرات تفاعلية تقوم على ثلاثة محاور، وهي:
المحور الأول: المادة العلمية التي يتم تقديمها في المحاضرات والتي تتناول التغيير بشكل مستفيض، وأنه ينبع من إرادة الشخص ورغبته في التغيير، ومن إيمان الشخص بذاته وثقته في قدراته حتى يستطيع أخذ قرار التغيير، وهذه المادة العلمية هي أول شيء يعرض على الجمهور الراغب في الاشتراك بالبرنامج.
المحور الثاني: الاستعانة بنماذج التغيير من مجتمعاتنا العربية في مجالات مختلفة لحث وتشجيع الشباب على التغيير، وإقناعهم بأنه عملية ليست مستحيلة وإنما يمكن أن تتحقق بدليل هذه النماذج الناجحة.
ومن بين النماذج التي استعان بها فريق “بداية”، الكابتن مصطفى مطحنة وهو بطل مصر في رفع الأثقال والذي استطاع حصد عشرات الميداليات رغم أنه “معاق جسديا”، وكذلك فخر الدين مجدي، وهو شاب كان متفوقا دراسيا ورياضيا، ثم وقع في إدمان المخدرات لمدة 13 عاما، واستطاع أن يغير من نفسه حتى تعافى من الإدمان، بل استطاع أن يكون مدربا للعلاج ضد الإدمان.
وحينما تقوم هذه النماذج بعرض تجاربها فإن ثمة تفاعلا يحدث بينها وبين الجمهور سواء من خلال الأسئلة أو التعليقات، مما يؤدي إلى وصول فكرة التغيير للحاضرين.
أما المحور الثالث في برنامج “أنا بتغير” فيتم التأكيد من خلاله على أن التغير لابد أن يحدث وسط جماعة إيجابية مما يساعد في نجاحه.
وفي هذا الإطار أجرى فريق “بداية” خلال المحاضرات عروضا لـ”أجمل صحبة” تم من خلالها قيام المجموعات المختلفة بعرض أفكارها وتجاربها على الجمهور، ومن بينهم مجموعة من الشباب النوبيين الذين فكروا في تعلم اللغة الإنجليزية سويا، وهداهم التفكير إلى الاتفاق مع مجموعة أخرى أجنبية تريد تعلم اللغة العربية، وتبادلت المجموعتان تعلم اللغتين مجانا، وبذلك حقق كل منهم هدفه من خلال التعاون مع الجماعة.
خطوات التغيير
وللوصول لما حققته هذه النماذج من تغيير خطوات تبدأ -كما يقول مدحت- بمعرفة الهدف من التغيير الذي يسعى إليه، وأن يعرف قدراته ويؤمن بها، ويكون عنده ثقة في النفس قبل أن يبدأ في تحقيق الهدف.
بعد ذلك يساعده إيمانه بقدراته على تجاوز كل العوائق التي يمكن أن تقابله في سبيل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
لتأتي مرحلة “الاجتهاد” الذي يُعد السبيل لتحدي العوائق والسلبيات التي ستواجهه أثناء محاولة الوصول للهدف.
وفي خلال تلك المراحل يجب على الشخص أن يحاول اكتساب المهارات المختلفة التي تساعده على التغيير، ومنها:
مهارات التواصل والاتصال التي من خلالها يتعلم الشخص كيف يتحاور مع الآخر وكيف يستمع إليه، بمعنى أن يعرف متى يتكلم ومتى يصمت؟ وإذا تكلم فما الذي سيقوله؟ وإن صمت فبأي طريقة يوقف الحديث؟
ومن هذه المهارات أيضا الذكاء الوجداني في التعامل مع الناس بالطريقة التي تناسبهم وفي الوقت المناسب، بمعنى أن يتفهم الإنسان انفعالاته الشخصية وانفعالات الآخرين، وباكتساب هذه المهارات وغيرها يمكن للشخص بعد ترتيب الأولويات وإدارة الوقت بطريقة صحيحة أن يصل إلى الهدف الذي يريد تحقيقه.
الشخصية المتوازنة
وكان فريق “بداية” قد قدم نموذج “أنا بتغير” خلال شهور مايو ويونيو ويوليو 2009 بمركز ساقية عبد المنعم الصاوي الثقافي بوسط القاهرة.
وتؤكد نهى سلامة قائدة فريق “بداية” أن هدف الفريق في الفترة القادمة نشر فكرة “التغيير” بين الشباب في الجامعات والمدارس والنوادي وفي كل مكان يوجد به تواجد جماهيري؛ انطلاقا من الهدف الأساسي للفريق؛ وهو الوصول إلى الشخصية المتوازنة والإيجابية والفعالة.
عن موقع إسلام أون لاين