لا يزال البترول هو عصب حضارة هذا العصر بلا منافس، ولا يظهر هذا الخام في بلد ما حتى ينتشي أهله طمعا في تحسين أحوالهم المادية وارتقاء سبل العيش، خاصة إذا كان هذا البلد من الدول الفقيرة التي تعاني ويلات متعددة من جراء فقره..
وتحتاج عمليات تصدير البترول أو نقله أنابيب أو خطوط مصنوعة في الأعم الأغلب من الحديد، ولكن بعد فترات تظهر مشكلات كثيرة تتمثل في متابعة وصيانة هذه الأنابيب ومعالجتها من الصدأ.. ولكن يفاجئنا المخترع المصري طارق حجازي هو وفريقه البحثي في التوصل إلى طريقة لاستخدام مواسير مصنوعة من الفايبرجلاس مما يقلل من فرص وجود مشكلات تتعلق بالنقل، مع تكلفة لا تقارن.
وتعثر حجازي في تنفيذ فكرته لفشل محاولات تركيب تلك المواسير تحت سطح البحر لخفة وزنها وعدم تثبيتها جيدا، لكنه استطاع التوصل إلي طريقة سهلة لتركيب وتثبيت مواسير الفيبرجلاس في قاع البحر وشكل مجموعة عمل من زملائه لتنفيذ الفكرة والتي تمثلت في خطوتين..
الخطوة الأولي إقامة رصيف بحري كبير داخل مياه البحر لتثبيت المواسير وتحريك المعدات الثقيلة من خلاله، أما الخطوة الثانية فهي إنزال المواسير الفيبرجلاس إلي قاع البحر مع استخدام عناصر تثبيت قوية وتم اختبار هذه العناصر عدة مرات حتى تأكدت سلامتها ولقيت فكرة طارق حجازي نجاحا غير مسبوق واستخدمتها جميع الشركات في نقل البترول.
ويستخدم تعبير الألياف الزجاجية (الفيبرجلاس) غالبا للدلالة على القوالب المقواة أيا كان نوع المادة المستخدمة في التقوية رغم أن هذا التعبير يشير إلى الإنتاج الذي تستخدم فيه الألياف الزجاجية في عملية التقوية، ويبدو أن ذلك يرجع إلى شيوع استخدام الألياف الزجاجية في معظم المنتجات المقواة مقارنة بغيرها من مواد التقوية.
والد المخترع كان ضمن الفريق الذي قام بتنفيذ عملية تأميم قناة السويس عام 1956 والذي أصبح فيما بعد نائبا لرئيس هيئة القناة، تعلم طارق من والده ضرورة الحفاظ علي ثروات وخيرات مصر، نشأ المخترع في مدينة الإسماعيلية وتخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس وعمل بعد تخرجه بشركات الاستيراد والتصدير وكان آخرها شركة لاستيراد وتركيب شبكات الفيبرجلاس البترولية وذلك لمدة عشرين عاما مما اكسبه خبرة كبيرة في مجال الخدمات البترولية ووجد أن شركات البترول تقوم دائما باستخدام مواسير مصنوعة من مادة الحديد تحت سطح البحر لنقل البترول ومنتجاته والمواد الخام بدلا من استخدام السيارات .