بعضَ الاختراعات خرجت إلى الوجود، لكن لم تتم الاستفادة منها، فقد تعرضت للقمع والتعطيل من قبل الشركات أو المؤسسات الصناعية، على الرغم من فوائدها الكبيرة للبشرية.
السيارة الكهربائية
هذه السيارة قدَّمتها شركة جنرال موتورز خلال مشاركتها بمعرض لوس أنغلوس الدولي للسيارات في العام 1990، وتعمل بالطاقة الكهربية ولا تحتاج إلى بنزين على الإطلاق، ولا تنبعث منها أية انبعاثات غازية، وكانت تعتبر نقلة نوعية بصناعة السيارات في هذا الوقت.
فقد كان محرك الكهرباء الخاص بالسيارة مزوداً ببطاريات قابلة للشحن، ويمكنه توليد قوة تبلغ 137 حصاناً، كما أن السيارة يمكنها السير لمسافات تتجاوز 100 كيلومتر يومياً.
لكن هذه السيارة “شيفروليه EV1” لم تحقق نجاحاً كبيراً، ولم يتعد تسويقها حدود الولايات المتحدة الأميركية، بسبب تدخل شركات النفط وقيامها بالضغط على “جنرال موتورز”، ما أدى إلى تخفيض إنتاج هذه السيارات بشكل كبير، وذلك لأن السيارة الكهربائية تلغي الحاجة لزيارة ورشات الصيانة واستبدال القطع وتغيير الزيوت بصورة واسعة.
وقود عضوي من نبات القنب
للقنب فوائد عديدة، منها استخدامه في استخراج الإيثانول، الذي يعمل كوقود عضوي بكمية أكبر من الإيثانول الذي يتم إنتاجه من الذرة، وتكون هذه العملية أقل ضرراً للبيئة.
والوقود المشتق من نبات القنب أكثر عملية وأقل تكلفة من الوقود التقليدي، إلا أن تأثير القنب على الدماغ والأعصاب يقف عقبة أمام تطوير هذا النوع من الوقود.
المُكربن أوج
اخترع الميكانيكي توم أوجل في العام 1970 نوعاً جديداً من المكربن -“الكاربراتير” أو جهاز حرق الوقود بالسيارة- يمكن السيارة من السير مسافة 48 كيلومتراً على لتر واحد من الوقود.
وبسبب احتكار شركات النفط والغاز للأسواق في ذلك الوقت، وضعت عقبات لمنع المكربن الجديد، ولذلك لم يتم إنتاجه تجارياً. وتوفي أوجل ومعه معلومات التصميم.
جهاز ريف
بدأ العالم رويال ريف أبحاثه عن السرطان في العام 1922، وفي عام 1934 اخترع جهازاً يعمل بأشعة الليزر، بإمكانه استهداف الخلايا المُصابة بالسرطان والقضاء عليها.
وتم تسجيل 14 حالة موثقة لمرضى السرطان تم علاجهم بواسطة هذا الجهاز من أصل 16، وشفي المريضان الآخران بعد 6 أسابيع، أي أنه قد حقق نسبة نجاح 100%، لكنه في مقابل ذلك لم يحصل على أية تقدير لنجاحه.
في عام 1934 مات الدكتور ميلبان جونسون مسموماً، قبل أن يصرح عن نتائج علاج السرطان للدكتور ريف، واختفت وثائقه أيضاً، كما احترقت مختبرات الدكتور ريف ودمرت.
أما الدكتور نيميس الذي نشر جزءاً من أبحاث الدكتور ريف فقد مات في حادث غامض.
كان السبب في رفض اعتماد هذا الجهاز من وجهة نظر رويال ريف هو التواطؤ بين المنظمة الطبية الأميركية والمنظمات الطبية، رغم عدم وجود أي وثائق تُثبت أن المنظمة قامت بقمع هذا العلاج وتشويه سمعته.
في الثمانينات، نشر المؤلف باري لاينز كتاباً تكلم فيه عن فائدة علاج دكتور ريف الذي حجرت عليه الجمعية الأميركية.
مَركبات تعمل بالطاقة المائية
إن ابتكار مركبات تعمل بالطاقة المائية يعني أننا لن نكون بحاجة إلى محطات الوقود ومعامل تكرير النفط، ولن يكون هناك من يريد التنقيب عن النفط. كما أن السيارات المائية أرخص كثيراً لأن المياه ونفقاتها أقل من البنزين.
هذا هو السبب الذي جعل الكثير من شركات النفط الكبيرة تضغط على العالم ستان ماير، ليتنازل عن تصميمه الرائع لمركبة تعمل بالطاقة المائية، وتمكنه من السفر لـ 43 كيلومتراً باستخدام لتر واحد فقط من الماء، ولكنه رفض الأمر، وتوفي عام 1998 من دون سابق إنذار، بسبب تمدد الأوعية الدموية في المخ.
الطاقة الحرة
أثبت المخترع الأميركي نيكولا تسلا (1856-1943) أنه يمكن نقل الكهرباء لاسلكياً، واستطاع تطوير نماذج أولية لتضخيم ظاهرة الطاقة الحرة كي يتم تزويد منطقة كاملة بالكهرباء ونقلها بين منطقة وأخرى.
وعندما اقترب تسلا من إثبات صحة أبحاثه، تم حرق مختبره مع أجزاء النموذج، ويُعتبر هذا الحادث من أشهر حوادث قمع الاختراعات.