تسعى وزارة ’التجارة والصناعة المصرية‘ إلى تأسيس مصنع لإنتاج أخشاب مبتكرة، قوام صناعتها من الرمال، لاستخدامها في تصنيع الأثاث.
استخدام الرمال والمخلفات الزراعية في إنتاج الأخشاب
فكرة هذه الأخشاب تعود إلى الكيميائي المصري سعيد محمود، وهو الابتكار الذي يسعى ’مركز تكنولوجيا الإنتاج الأنظف‘ التابع للوزارة إلى تنفيذه عمليًّا.
يؤكد علي أبو سنة -مدير المركز- لشبكة SciDev.Net: ”بدأنا في البحث عن قطعة أرض لتأسيس المصنع الجديد في مدينة دمياط الجديدة (شمال شرق)، لمد صُناع الأثاث بهذه النوعية من الأخشاب، والتي أثبتت الاختبارات جودتها وصلاحيتها“.
الشروع في إنزال الفكرة على أرض الواقع بمصر، أتى بعد أيام من احتفالية ختام ’برنامج دعم ريادة الأعمال‘ بقطاع إدارة المخلَّفات ’ليها قيمة‘ (4 فبراير)، والتي كان عنوانها ’من المخلفات إلى القيمة: حلول لتنمية الأعمال التجارية‘، وامتثالًا لتوصيتها بإمكانية ”البدء في تنفيذ الفكرة على نحو عاجل“.
والفكرة -كما يشرحها محمود- تقوم على إسالة الرمال، ثم خلط السائل اللزج الناتج مع مفروم لأي مخلفات زراعية، مثل حطب القطن أو قش الأرز، بنسبة 1:4 ثم يُكبَس الخليط داخل مكابس مخصصة لإنتاج الأخشاب.
يقول محمود لشبكة SciDev.Net: ”استخدمت رمال سيناء البيضاء، التي تتمتع بنقاوة فائقة؛ فقوامها ثاني أكسيد السيليكون (السيليكا)، الخالية من الشوائب، لا سيما أكاسيد الحديد“.
ومن حيث إن الأثاث هو المنتج النهائي، فإن الأخشاب المصنعة أُخضعت لاختبارات عدة، أثبتت نتائجها نجاح الخشب في مقاومة النيران، إذ تحمَّلها لمدة 85 دقيقة متواصلة، وتماسُك الألياف المستخدمة في تصنيعه، وتحمُّله للطرق واستخدام المسامير في الربط، وخلوه من المواد العضوية المتطايرة، التي تعيب الأخشاب الداخلة في صناعة الأثاث وتزري بجودتها.
إضافة إلى تلك المزايا يقول محمود: ”من الناحية المادية فإن هذا الخشب أرخص بنسبة 50% إذا ما قورن بالخشب الليفي المتوسط الكثافة [المضغوط]“.
يقول محمود: ”استخدمت الأخشاب في مبنى مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية بلندن، الممول من ماليزيا“.
يثني على الفكرة المهندس محمد درويش، المشارك في مشروع استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج الأخشاب، والذي يقوده حامد الموصلي، أستاذ هندسة الإنتاج المتفرغ بكلية الهندسة جامعة عين شمس في مصر، مشيرًا إلى أنها تتسق وأهدافهم لاستغلال المخلفات، كما أنها في الوقت نفسه توفر استخدامًا جديدًا لرمال الصحراء.
لكن درويش يتساءل عن إخضاع هذه الأخشاب الجديدة لاختبارات صحيفة بيانات سلامة المادة، وهي استمارة تتضمن بيانات عن خصائص مادة معينة، وتُعَد عنصرًا مهمًّا في الأمن الصناعي، مثل تحمُّلها للضغط، صلابتها، قابليتها للدهان، تحمُّلها لعوامل التعرية.
ويضيف درويش: ”مثل هذه الصحيفة تمثل شهادة البيانات لأي منتج جديد، والتي بمقتضاها يتم تحديد هويته والاستخدام المناسب له“.
ويتفق محمود مع درويش في حاجة أي منتج خشبي إلى شهادة بيانات تحدد الاستخدام المناسب له، ولكن لكونه يمتلك مصنع أخشاب متخصصًا في مجال الأثاث، أدرك حاجته إلى ثلاثة اختبارات فقط، وهي التي تتلاءم مع الاستخدام الذي حدده لتلك الأخشاب في مجال صناعة الأثاث وتأثيث الفنادق.
ويقول محمود: ”مع هذه الاستخدامات لا أحتاج إلا إلى اختبارات الشد والحريق والمواد العضوية المتطايرة، لكن لاحقًا إذا أردت توجيهها لاستخدام جديد كتأثيث المستشفيات مثلًا، فعندئذٍ ينبغي إجراء اختبار مقاومة البكتيريا“.
جدير بالذكر أن مُنتج محمود -الذي أُطلِق عليه ’تيكو بورد‘، حصل على جائزة تميُّز في معرض القاهرة الدولي الرابع للابتكار، نهاية نوفمبر 2017، كذلك شارك وتأهَّل للمرحلة النهائية في الدورة الأولى من البرنامج التليفزيوني ’القاهرة تبتكر‘ لعام 2015– 2016.