الدكتور طارق أسعد
النوم آية من آيات الله له قيمة حيوية في حياتنا، فهو ضروري كالطعام والماء والهواء، وأجمع العلماء على أن النوم بالليل مهم جدا لصحة الأبدان، لأنه حالة من الهدوء تشمل الجهاز العصبي والعضلات، كما يدل على ذلك تسجيل النشاط الكهربي للمخ وانخفاض التوتر العضلي في حالة النوم العميق، وهو حالة وظيفية حيوية هامة لها أهميتها في استعادة النشاط وحفظ الاتزان الداخلي اللازم لإمداد الجسم والعقل بالطاقة اللازمة لمواصلة القيام بعمله.
ورغم أن اضطرابات النوم يعاني منها الإنسان منذ القدم، ولكنها زادت في العصر الحديث لأسباب عديدة منها اختلال الساعة البيولوجية، والاكتشافات الحديثة كاختراع الكهرباء، وانتشار التليفزيون، والظروف الاقتصادية، وزيادة الضغوط العصبية والنفسية، وسوء استخدام العقاقير والتوسع في استخدام المنبهات كالشاي والقهوة والتدخين.
الدكتور طارق أسعد أستاذ الأمراض النفسية والعصبية ومدير وحدة القياسات الفسيولوجية ومعمل النوم بمركز الطب النفسي في جامعة عين شمس يؤكد لموقع موهوبون دوت نت أن اضطرابات النوم تتعدد أسبابها فهناك 84 نوع من الاضطرابات منها ما هو نفسي وما هو عضوي، وتلك الاضطرابات تصنف الآن كفرع خاص من الطب واستقلت عن قسم المخ والأعصاب، لأنه يدخل في تخصصات مختلفة مثل المخ والأعصاب والأمراض النفسية والجهاز التنفسي والأنف والأذن وغيرها من التخصصات.
ويقسم الدكتور طارق اضطرابات النوم إلى 4 مجموعات:
1- الأرق بأنواعه: صعوبة الدخول في النوم أو الاحتفاظ به، وهو الأكثر شيوعا.
2- النعاس: النوم الكثير.
3- الظواهر المرتبطة بالنوم: مثل المشي أو الكلام أثناء النوم، أو الكوابيس.
4- اضطرابات دورة النوم: اختلال الساعة البيولوجية
مراحل النوم
وتنقسم مراحل النوم إلى خمسة مراحل وهي:
1- مرحلة الحركة السريعة للعين، وتكون ما بين 70 إلى 90 دققة من النوم، وتزيد فيها نبضات القلب ويرتفع ضغط الدم، ويفرز الدماغ فيها مواد كيميائية في مراكز الشعور، وتخزن أحداث اليوم، لذلك تكون الأحلام في هذه المرحلة.
2- المرحلة الأولى: تنقسم هذه المرحلة إلى قسمين الأول يسمى النوم الانتقالي، والثاني هو النوم الخفيف الذي يمكن الاستيقاظ منه بسهولة، وفي كلاهما يسترخي الجسم تماما وتغلق حواس الجسم، ويكون نشاط الدماغ بطيئا ومنتظما، وتخف حركة العضلات، ثم يغوص المرء في نوم أكثر راحة، وتعتبر المرحلتين من أكثر مراحل النوم فائدة حيث تفرز الهرمونات وتبنى الخلايا البالية وتجدد خلايا الدم الحمراء.
3- المرحلة الثانية: تتوقف حركة العينين ويرسل الدماغ ذبذبات خفيفة تتبعها أخرى سريعة، ويخف في هذه الفترة التعاطي الحسي الواعي، وتدخل الحواس في مرحلة سكون.
4- المرحلة الثالثة: تخف حركات موجات الدماغ وتكثر الموجات الخفيفة.
5- المرحلة الرابعة: يرسل الدماغ موجات دلتا فقط.
وفي المرحلتين الثالثة والرابعة ينام الشخص بعمق ويصعب إيقاظه، وتحصل غالبية اضطرابات النوم فيهما كالكوابيس والتبول الليلي والسير في المنام في هاتين المرحلتين من النوم.
ويعاني 30% من الناس من اضطرابات النوم وخصوصا الأرق، وتزيد تلك الاضطرابات مع التقدم في السن خاصة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 60% عند الكبار، وتزيد النسبة مع تغيير الفصول حيث يؤثر على الحالة المزاجية ويسبب الاكتئاب أحيانا، وبالتالي الأرق. الذي يؤثر بدوره على التركيز والوظائف الحيوية والنمو وجهاز المناعة.
معمل النوم
يوضح الدكتور طارق أن معمل النوم من الوسائل الجديدة في تشخيص اصضرابات النوم فهو يقيس الوظائف الفسيولوجية المختلفة التي تحدث أثناء النوم، وقال إن معمل النوم الذي يترأسه يستقبل المريض لمدة يوم أو عدة أيام ينام فيها الشخص ويتم أثناء نومه عمل رسم للمخ ورسم للقلب ويتم قياس حركات العين وحركات عضلات الصدر لمعرفة أسباب الأرق أو قلة النوم وتحديد العلاج.
وأشار عضو الأكاديمية الأمريكية لطلب النوم واتحاد الأطباء النفسيين العالمية إلى أن هناك عقاقير جديدة تساعد على النوم، ولا تسبب الإدمان أو الاعتياد عليها، كما أن هناك طرق غير تقليدية للعلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي مثل تمرينات الاسترخاء واليوجا وهي وسائل آمنة وتعتمد عليها خاصة في حالات الأرق المزمنة.