الطفلة “هبة سامر أشتية” رقيقة الحس والقلب، استحقت لقب “ريحانة العطاء والإرادة الفلسطينية”، بعدما سطرت ببراءة الخواطر والقصص التي تصور واقع بلادها الأليم، فشاركت في مسابقة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( ايسيسكو) لتحصل على المركز الأول كأفضل إنتاج إدبي للأطفال في العالم الإسلامي.
لم يدر بخلد الفتاة الصغيرة أنها ستحوز على المرتبة الأولى في العالم الإسلامي، بالقصة البريئة القصيرة “فلسطيني الأصل لكن بدون هوية” التي كتبتها بصدق وأرسلتها إلى معلمتها، فمن بين 51 دولة إسلامية تسابقت للحصول على المرتبة الأولى في مسابقة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) كانت الجائزة فقط من نصيب “هبة” ابنة أربعة عشر ربيعا، وجاء الإعلان عن الجائزة خلال افتتاح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة في الرباط.
أهلتها موهبتها ومعايشتها للهم الفلسطيني أن تنسج الكلمات والعبارات والأحاسيس الندية قصصاً تروي الواقع الفلسطيني المرير في الأحياء والمدن الفلسطينية، واستقت موضوع القصة التي شاركت فيها بالمسابقة من الواقع الذي يحيط بها.
وتقول “هبة” إنها أنجزت قصتها في خلال ساعتين فقط حيث أن الموضوع تمكن من قلبها فأصبحت الكلمات تخرج بعفوية دون الحاجة إلى التفكير، واستعانت بإحساس الظلم والقهر الذي يعيشه أولئك الفلسطينيين في غربتهم الأبدية عن وطنهم.
وعن أحلامها تقول أن جل أمنياتها أن تجمع بين تخصصين هما الأقرب إلى نفسها إحداهما أن تكون مهندسة كمبيوتر والأخر أن تكون أديبة يلمع اسمها في سماء الأدب الفلسطيني لتكون لها المساحة الأكبر في التعبير عن هموم وطنها وأهلها.
نبتت الموهبة الصغيرة في مدينة “سلفيت” ووسط الحارات العتيقة عاشت، وتعلقت بفنون الآدب منذ نعومة أظافرها، وتقول والدتها: إن طفلتها طالما حلمت بحياة أفضل لشعبها المدمر .. أسميتها هبة لأن هبة الله لي ولزوجي في الأرض، أحسنت تربيتها ورعايتها”.
لماحة، ذكية، سريعة البديهة، حاضرة الذهن، جل تفكيرها انصب على مشاكل وطنها وهمومه، تعلقت بواقعها المرير وصاغته في قصص أدبية ، كانت قصصها بمثابة طوق النجاة الذي يتعلق به أصابع الشخص الغريق، عبرت عن الواقع الفلسطيني المرير، هكذا وصفتها الأم التي لمست في ابنتها حب القراءة والمعرفة منذ أن كانت في رياض الأطفال، فقد تميزت عن من هم في مثل سنها، وبعد أن التحقت بالمدرسة الابتدائية زاد شغفها بالقراءة والكتابة، فلم تضيع وقتها في اللهو وكان جل وقتها في تحصيل العلم واكتشاف الجديد”.
وتضيف الأم : اعتادت “هبة” على حصد المراتب الأولى دوماً في كل شيء، في المراحل التعليمية المختلفة لم تتنازل يوماً عن المرتبة الأولى، وكذلك في المسابقات المحلية التي تقيمها مديرية التعليم في “سلفيت” كانت الأولى على كل المدارس دوماً، وعلى الرغم من ثقتها بنفسها النابعة من تميزها واجتهادها.