“ناجية عبد الخالق أحمد الزنبقي”, واحدة من أقوى سيدات المملكة العربية السعودية، والتي تمكنت بإصرارها وإرادتها أن تتخطى كافة العقبات والصعاب، وتتحدى القواعد التي وضعها المجتمع للمرأة، من أجل أن تتميز، وتحقق كل ما تحلم به وتصبح أحد أهم الشخصيات في المجتمع المحلي والعالمي .
مُنحت البروفيسورة الزنبقي الميدالية الذهبية، وكأس أفضل امرأة مخترعة هذا العام، وميدالية ذهبية من معرض (ITE) في لندن، لعرضها طريقة حديثة مبتكرة لتثبيت معلومات «مادة الطفيليات» لدى طلبة الجامعات باستخدام القصص العاطفية في التعريف بالطفيل وحياته وطريقة نقله للمرض.
وتعتبر الزنبقي أول سيدة سعودية تحصل على درجة الدكتوراه، وفي نفس الوقت تشغل منصب هام في المملكة وهو نائب مدير مركز التقنيات النانو، أو متناهية الصغر في جامعة الملك عبد العزيز، وتمكنت الزنبقي من حصد العديد من الجوائز العالمية، كما أنها أحد أشهر العلماء في مجال الطفيليات .
وتعد أبحاث “الزنبقي” ركيزة هامة جدًا يعتمد عليها عالميًا في علاج العديد من الأمراض الطفيلية، مثل مرض البلهارسيا، وكذالك الملاريا والقمل، والطفيل المهبلي والكثير من الأمراض الأخرى، وحصلت على عدد أربعة براءة اختراع، وتمكنت من الحصول أيضًا على العديد من التكريمات المحلية والعالمية، كما أنها ألفت العديد من الكتب العلمية القيمة .
شأت ناجية الزنبقي في حي الرويس وتم إلحاقها بالمدرسة في سن خمسة أعوام، على الرغم من أنها كانت أصغر من السن القانونية، إلا أنها في هذه السن كانت تتقن القراءة والكتابة، وبالتالي تمكنت من اجتياز المرحلة الابتدائية والإعدادية بسهولة .
في المرحلة الثانوية كانت متفوقة ، وحققت معدلًا عاليًا، وكانت تدرس في القسم العلمي وتمكنت من أن تكون بين العشرة الأوائل بالمدرسة، ثم بدأت تدرس الأحياء في الجامعة، والتي كانت بعيدة كثيرًا عن منزلها، ولكنها أصرت أن ترفع رأس والدها وتحقق المستحيل في دراستها .
تمكنت من التخرج بدرجة الامتياز ، وكانت الثانية على دفعتها ، وتم تعيينها كمعيدة في الجامعة ، وبدأت يتحضر الماجستير في الطفيليات وتحديدًا ديدان الترماتودا ، وعلى الرغم من أن هذه المادة لم تدرسها في مرحلة البكالوريوس ، إلا أنها كانت مهتمة بدراستها كثيرًا.
وتمكنت من استكمال الماجستير، وبدأت رحلة تحضير الدكتوراه، فتمكنت من الانتهاء من رسالتها في ثلاث سنوات فقط، وكانت الدكتوراه تدور حول مكافحة قواقع البلهارسيا في المملكة، وكيف يمكن تحقيق هذا عن طريق مجموعات من النباتات الطبيعية .
وكانت المناقشة في لندن ، وحصلت الزنبقي على إشادة عالمية بالدراسة خاصتها ، وأصبحت هذه الرسالة أحد أقوى المراجع العلمية، التي يتم الاعتماد عليها في معالجة ومكافحة مسألة قواقع البلهارسيا بشكل عالمي .
جوائز خلال المسيرة :
تمكنت ناجية الزنبقي من الحصول على اثنان وأربعون ميدالية تقديرًا لعلمها، بين الذهبية والفضية والبرونزية، من العديد من الدول والمؤتمرات العلمية العالمية، هذا الأمر جعلها تولي اهتمام خاص بصغار الباحثين وتدعمهم لإنجازات أفضل، من خلال تقديم لهم المناخ المناسب للإبداع والعمل وأيضًا العمل على تطوير مواهبهم وأفكارهم المبدعة، ومن ثم تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس .
العمل في مركز النانو:
ناجية هي أول امرأة تحتل هذا المنصب ويعد منصبها دقيق للغاية حيث أن مركز النانو هو واحد من أكبر وأهم المراكز في الشرق الأوسط، كما أنه يحتوي العديد من المعدات والأجهزة الدقيقة والمتطورة للغاية .
وقد حرصت منذ أول أيام عملها، على أن تقيم العديد من الدورات التعريفية والورش التدريبية، والمؤتمرات التي تتناول أعمال المركز، وذلك من أجل نشر العلم وتشجيع الشباب على العمل والإبداع .
يعد بحث التكسوبلازما من أبرز الأبحاث التي قامت بها، والذي وضع أسمها في كافة المجلات العلمية العالمية، وتطور الأمر حتى احتلت منصب مشرف عام للمجلة العلمية العالمية .
الدعم :
تعتبر الزنبقي أن المرأة في المملكة محظوظة بأن تبقى في رعاية والديها، وتحصل على أفضل أنواع التعليم والتربية، وتعتقد أن أكبر داعم لها هم أسرتها وذويها، ومن بعدهم زوجها وكذالك أيضا الأستاذ البروفيسور عبد الإله باناجه، والذي كان مشرفًا عليها في رسالة الدكتوراه وكذالك شجعها في الكثير من مراحل حياتها العملية .
طموح لا سقف له :
تتمتع ناجية الزنبقي بطموح كبير لا محدود، ولديها مثابرة وحب للعلم والكفاح كبيران، فهي تحاول أن تنجح في كل ما تقوم به في حياتها، سواء كان الأبحاث والدراسات التي تجريها، أو كان عملها وأيضًا أسرتها .
فها هي الزنبقي قد نشرت حوالي أربعة وأربعون بحثًا علمي في مجال الطفيليات، وكذالك شاركت في أكثر من خمسة وستون دورة علمية تمكنت من اجتيازها بنجاح وتفوق .
وما زالت مستمرة في العطاء والعلم، فهي عضو فعال في العديد من الأنشطة العلمية داخل جامعة الملك عبد العزيز، كما أن لها تواجد اجتماعي كبير بين طلابها، وفي نفس الوقت تحرص على المشاركة العالمية بعلمها، ويذكر أنها شاركت في أربعة وعشرون مؤتمرًا ومعرضًا علميًا حول العالم .
وتعتبر ناجية الزنبقي أن لولا الدعم السخي، الذي يقدم للمرأة في المملكة، بالتالي تحاول ناجية أن ترد الجميل لبلدها الحبيب وأن تنتج المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية التي من شأنها نفع المملكة والعالم كله .
وما تزال جامعة الملك عبد العزيز ، بتوفير كل ما تحتاج إليه ، من أجل إجراء أبحاثها وتطويرها، وتحرص كذالك على تشجيعها على المشاركة بأبحاثها عالميًا ، وأيضًا توفير كافة الإمكانات لها من أجل الاشتراك في المؤتمرات واللقاءات العالمية والدولية .
نبذة عامة:
- أستاذ علم الطفيليات في شعبة علم الحيوان بقسم علوم الأحياء في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
- المشرفة العامة على مركز الموهوبات بشطرالطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز.
- نائبة مدير مركز التقنيات متناهية الصغر في جامعة الملك عبدالعزيز.
- رئيسة شعبة علم الحيوان بقسم علوم الأحياء.
الشهادات العلمية:
1980 : درجة البكالوريوس من قسم الأحياء, كلية العلوم, جامعة الملك عبدالعزيز, جدة, المملكة العربية السعودية.
1984 : درجة الماجستير من قسم علوم الأحياء, كلية العلوم, جامعة الملك عبد العزيز, جدة, المملكة العربية السعودية.
1999 : درجة الدكتوراة من علوم الأحياء, كلية العلوم, جامعة أبرستوث / ويلز / بريطاني, أبرستوث, بريطانيا.
1999 : درجة الدكتوراة من قسم علوم الأحياء, كلية العلوم, جامعة أبرستوث في بريطانيا, ويلز, بريطانيا.
الخبرات السابقة:
1980 – 1984: معيدة, جامعة الملك عبدالعزيز, جدة, المملكة العربية السعودية.
1980 – 1984: معيد, قسم علوم الأحياء, جدة, المملكة العربية السعودية.
1984 – 1999: محاضر, جامعة الملك عبدالعزيز, جدة, المملكة العربية السعودية.