البيوإتيقا كتاب يحدد معالم حاجة العالم اليوم لأخلاق إتيقية
صدر عن مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” للدراسات والأبحاث بشراكة مع دار “جداول” للنشر كتاب “البيوإتيقا: الطبيعة، المبادئ، الرهانات”، للكاتب الأمريكي غي ديران وترجمة وتقديم محمد جديدي، والمؤلف يحدد معالم حاجة العالم اليوم لأخلاق إيتيقية كما يقدم لمحة عن تاريخ البيوإتيقا، مؤكدا على طبيعتها وعلى الرهانات التي يواجهها العالم اليوم لزرع القيم التي هي من طراز الخير، وتشير إلى خصائص الوجود.
وبالنظر إلى تطور المعارف في الأنثروبولوجيا الطبية وفي الطب، يمكننا أن نحكم، كما جاء في مقدمة الكتاب، بأن هذا الكتاب تقادم نوعًا ما. «صحيح أن التطبيقات تتغير لكن المبادئ تبقى ثابتة». فأمام سرعة تطورات المعارف والتكنولوجيات، صرنا بحاجة أكثر فأكثر إلى تفكير إتيقي، بل حتى إلى مبادئ إتيقية. وعلى اعتبار أن «المبادئ» ليست قواعد مفروضة، وقرارات استبدادية، إنما بالأحرى علامات تفكير متأتية العمل النقدي لأسلافنا ومعاصرينا في الإنسانية.
ويرى المؤلف أن التفكير الأخلاقي للفيلسوف والطبيب الإغريقي في القرن الرابع قبل الميلاد، أبقراط Hippocrate، لا يزال مصدر إلهام للبشرية اليوم أيضًا، بعدما ألهم مفكرين لعدة قرون: إن قسمه يشكِّل مرجعًا تقريبًا لجميع القواعد المعاصرة للدينوطولوجيا الطبية. فقد ترك أثره، في صلاة الطبيب، على اللاهوتي والفيلسوف، ابن ميمون Maïmonide، المولود بإسبانيا في القرن الثاني عشر ميلادي، وهي الحقبة التي كانت فيها الثقافات اليهودية، الإسلامية والمسيحية تثري بعضها، وتتلاقح بتبادلات متنوعة. ففي العمق، الإنسانية، بحسب تعبير عالم الأحياء الشهير ألبير جاكار Albert Jacquart، تُبنى بتؤدة وصبر بفضل جهد كل واحد منا نحن: جهد تفكير وممارسة مسؤولة ومتماسكة.