مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح هذا المجال أكثر من مجرد أداة لتحليل البيانات، بل تحول إلى شريك استراتيجي يغير طريقة عمل قطاعات حيوية مثل متاجر السوبرماركت وسلاسل الوجبات السريعة. في ظل التحديات الاقتصادية والضغوط التضخمية، لجأت العديد من الشركات إلى الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها وجذب العملاء الباحثين عن القيمة والجودة.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال، لا شك أن الذين يتجهون إلى متجر البقالة أو مطعم الوجبات السريعة المفضل لديهم قد لاحظوا بالفعل إدخال التكنولوجيا الجديدة في خدمات مثل أكشاك الدفع الذاتي وحتى الطلب بالذكاء الاصطناعي في ممرات القيادة .
وفي حين يواجه المستهلكون الأميركيون تضخماً مستمراً في أسعار المواد الغذائية ويبحثون عن الصفقات ويغيرون عادات الإنفاق لديهم وفقاً لذلك، تعمل صناعة الأغذية على الحفاظ على قدرتها التنافسية من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الحد من تكاليف تشغيل العمالة المرتفعة وخفض الأسعار على بعض العناصر، بحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.
1. تحسين تجربة العملاء في السوبرماركت
Table of Contents
الأسعار الديناميكية:
يعتمد تجار التجزئة، مثل “وول مارت” و”تارغت”، على أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل أنماط التسوق والطلب على المنتجات. تقوم هذه الأنظمة بتعديل الأسعار تلقائيًا لتقديم خصومات على المنتجات الأكثر طلبًا، مما يساعد في جذب العملاء وزيادة المبيعات.
إدارة المخزون بفعالية:
يساعد الذكاء الاصطناعي في تتبع حركة البضائع وتوقع الطلب المستقبلي بناءً على بيانات مثل المواسم وأحداث السوق. هذا يقلل من الفاقد الغذائي ويضمن توافر السلع الضرورية.
التسوق الذكي:
توفر متاجر متقدمة خدمات تسوق تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي توجه العميل داخل المتجر بناءً على قائمة مشترياته أو تفضيلاته.
2. تطوير الوجبات السريعة: السرعة والدقة
تصميم القوائم الذكية:
تستخدم سلاسل مثل “ماكدونالدز” و”تاكو بيل” الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المبيعات وتفضيلات العملاء. من خلال ذلك، يمكنها تصميم قوائم طعام بأسعار مخفضة أو تقديم وجبات مجمعة ميسرة تستهدف العملاء ذوي الدخل المحدود.
التنبؤ بالطلب:
يعتمد الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأوقات الذروة استنادًا إلى بيانات سابقة، مثل الطقس أو الأحداث المحلية. يساعد ذلك في تحسين استراتيجيات التشغيل، مثل زيادة عدد العاملين أو إعداد الأطعمة مسبقًا.
الروبوتات والطابعات ثلاثية الأبعاد:
أصبح استخدام الروبوتات شائعًا لإعداد الطعام وتقديمه، مما يقلل التكاليف التشغيلية ويحسن سرعة الخدمة. كما تستخدم بعض الشركات تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحضير مكونات مبتكرة بأقل تكلفة.
3. تعزيز التسويق الشخصي
التوصيات المخصصة:
تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتقديم عروض مستهدفة تعتمد على سجل مشتريات العملاء. مثلًا، يمكن لتطبيقات الولاء تقديم كوبونات خصم أو اقتراح منتجات ذات صلة.
الإعلانات الديناميكية:
تعتمد الشاشات الذكية على الذكاء الاصطناعي لعرض إعلانات بناءً على العمر والجنس والوقت، مما يزيد من فعالية الحملات الترويجية.
4. تحسين العمليات اللوجستية
التوصيل الآلي:
تعتمد شركات مثل “أمازون فريش” و”دومينوز بيتزا” على الذكاء الاصطناعي لتوجيه طائرات الدرون أو السيارات ذاتية القيادة لتوصيل الطلبات بسرعة ودقة.
تتبع سلسلة الإمداد:
يضمن الذكاء الاصطناعي شفافية في سلاسل الإمداد، مما يعزز من سلامة الغذاء ويقلل من التكاليف.
ويستعرض المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أبرز الفوائد المحتملة جراء ذلك، على النحو التالي:
- زيادة الكفاءة: تقليل النفايات وتحسين إدارة المخزون والعمليات.
- التجربة الشخصية: تحسين تجارب العملاء من خلال التوصيات الشخصية والدعم الفوري.
- خفض التكاليف: خفض التكاليف التشغيلية من خلال الأتمتة وتحسين العمليات.
- يمكن استخدام الروبوتات لمراقبة المتاجر بحثاً عن الأنشطة الإجرامية.
- يمكن استخدام الـ AI لتحليل البيانات لتحديد المخاطر المحتملة في مكان العمل.
أما عن أبرز التحديات المحتملة، فتتلخص في:
- البطالة: قد تؤدي زيادة الأتمتة إلى فقدان الوظائف لبعض الموظفين.
- الأمان: قد يؤدي الاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية إلى زيادة خطر حدوث خروقات أمنية.
- التكلفة: قد تكون تكلفة تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة مرتفعة.
- قبول المستهلك: قد لا يشعر بعض المستهلكين بالارتياح لفكرة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في متاجر البقالة وسلاسل الوجبات السريعة
وبشكل عام، من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي والأتمتة تأثير كبير على متاجر البقالة وسلاسل الوجبات السريعة في السنوات المقبلة.
خاتمة
يظهر الذكاء الاصطناعي كعامل محوري في تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وتقديم خدمات مبتكرة في متاجر السوبرماركت وسلاسل الوجبات السريعة. الشركات التي تستثمر في هذه التقنيات لن تتمكن فقط من مواجهة التحديات الاقتصادية، بل ستتميز أيضًا بتقديم تجربة عملاء فريدة تجمع بين الجودة والراحة والتكلفة المناسبة.