غانم المفتاح تحدّى إعاقته ولفت أنظار العالم في كأس العالم
(غانم محمد المفتاح) شاب قطري شجاع ومميز، في أبريل 2022 أعلنت اللجنة العليا لمونديال قطر تعيينه سفيراً رسمياً للبطولة. وأمس أبهر العالم في افتتاحية المونديال، لديه مرض نادر يعرف باسم “متلازمة التراجع الذيلي” وبسببه لم يتكوّن الجزء السفلي من جسده.
لم يكن هناك جنود مجهولة في حياة غانم, غير والدته، التي اعتنت به ودمجته في المجتمع، منخرطاً فيه ناصحة إياه بالإلتزام بالكلام الطيب مع الناس والتعامل معهم بالحسنى، حتى لا يعيش وحيداً، إذ قامت بطباعة قصص وكتب عنه ووزعتها مجانًا على المدارس، والجهات المختلفة محاولة بكل الطرق، وجاهدة لتغيير نظرة الناس إلى ذوي الإعاقة وهو ما منحه الثقة للتعامل مع الآخرين. كان غانم هو الحدث الأبرز في افتتاح البطولة العالمية، بتلاوته لآيات قرآنية، وكان يقف بجواره النجم العالمي مورجان فريمين.
يمارس غانم الرياضة وتحديداً التزحلق على الجليد وتسلّق الجبال وكرة القدم والسباحة وكرة السلة كما استطاع الغوص 18 مترا في البحر. برأيه إن الرياضة تقوّي عضلاته.
ولد “غانم محمد المفتاح” في الخامس مايو عام 2002 في مدينة الدوحة بدولة قطر، وهو سفير النوايا الحسنة لدولته، رغم أنه مصاب بمتلازمة “التراجع الذيلي” التي تصيب العمود الفقري.
“غانم” في المناهج التعليمية
تمّ إدراج قصّة الفتى ضمن المناهج التعليمية القطريّة والكويتية، ومنها منهاج الصفّ الأوّل ثانوي بمادّة المهارات الحياتية المهنيّة بقطر، ليقع نفس الشيء من قبل وزارة التربيّة والتّعليم الكويتي الّتي جعلت قصّته ضمن منهاج الصفّ الثّامن، ضمن منهج اللغة الإنجليزية لطلاب الصف الثامن، وكان لهذه الخطوة صداها الواسع. وكان أمير دولة الكويت الشيخ (صباح الأحمد)، قد أرسل هدايا لغانم المفتاح، منها ساعة تحتوي على أبرز معالم الكويت.
غانم الرابح دائماً
وصدر لـ “غانم” في قطر كتب ومنشورات، تحفز على النجاح وتحدي الإعاقة والصعوبات، وهي ملهمة للجميع، وقد كتب في مقدمة كتابه (غانم الرابح دائماً) الذي طبع بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر.
أنشأ “غانم” جمعية أهلية مسجلة تحت اسم “جمعية غانم الرّابح للكراسي المتحرّكة”، يوزّع من خلالها الكراسي المتحرّكة على من يحتاجها. وصار شخصا مؤثّرا في محيطه الاجتماعي، وتجاوز مرحلة إثارة الشّفقة والعطف لدى الآخرين إلى استثارة النّشاط والتحدّي لديهم، صار علامة مميّزة للنّجاح وتخطّي الصّعاب. سمّي سفيرا للنّوايا الحسنة من قبل مؤسّسة “أيادي الخير نحو آسيا”. كما تمّ اختياره من قبل مركز قطر للمال ليكون سفيرًا دعائيًا لها.
ما متلازمة “التراجع الذيلي”؟
متلازمة “التراجع الذيلي” اضطراب نادر يتميز بالتطور غير الطبيعي للطرف السفلي من العمود الفقري، وحيث ينقسم العمود الفقري إلى ثلاثة أجزاء؛ العمود الفقري العنقي، الذي يتكون من الفقرات أسفل الجمجمة مباشرة، والعمود الفقري الصدري، الذي يتكون من الفقرات في منطقة الصدر، والعمود الفقري القطني، الذي يتكون من فقرات أسفل الظهر، وهناك بنية عظمية تدعى العجز، تربط الجزء القطني من العمود الفقري بالحوض، ويوجد في نهاية العجز العصعص، الذي قد تحدث فيه العديد من التشوهات عند الأطفال المصابون بالتراجع الذيلي، ويمكن أن تسبب هذه التشوهات مجموعة من المضاعفات مثل؛ تقلصات المفاصل، سلس البول، وإضافةً إلى مشكلات في أجهزة الجسم المختلفة، والتي من الممكن أن تلعب العوامل البيئية، والجينية دوراً في تطور الاضطراب.
– طموحه غانم ليس له حدود، ابن الـ20 عاماً لديه شركة أيس كريم، ويريد العمل على تطويرها. كما أنه يريد إنهاء دراسته في الجامعة والتخصص في العلوم السياسية.