الروبوت الثعبان | اعتادت وكالة “ناسا” الإعلان الدوري عن مبتكرات جديدة في مجال الفضاء الخارجي، وآخر ما أعلنت عنه تطوير مختبر الدفع النفاث التابع لها، روبوتاً يشبه الثعبان للغوص في أعماق القمر ” إنسيلادوس”، أحد أقمار زحل، بحثاً عن أدلة لوجود حياة خارج كوكب الأرض.
Table of Contents
لفكرة والتصميم
-
الشكل: الروبوت يشبه الثعبان، مكوّن من وحدات مترابطة (Segments) تمنحه مرونة وقدرة على الالتفاف والانحناء.
-
التقنية: يعتمد على مبدأ يسمى omni-directional screw drive، أي أنه مغطى بزوائد لولبية تسمح له بالدفع والالتفاف في أي اتجاه، سواء كان في الماء، الجليد، أو الصخور.
-
الطول: يقارب 4 أمتار، مع 48 وحدة متصلة يمكنها العمل بتناغم للتحرك بمرونة.
-
التجهيزات: مزود بمجموعة من الحساسات (LIDAR، كاميرات، أجهزة قياس كيميائي/بيولوجي) لجمع البيانات العلمية.
الروبوت الثعبان .. منصة أداوات متنقلة
ووفقاً لموقع مشروع مختبر الدفع النفاث (JPL)، فإن جهاز Exobiology Extant Life Surveyor، أو EELS، هو عبارة عن منصة أدوات متنقلة تم تصميمها لاستكشاف هياكل التضاريس الداخلية للكواكب والأقمار، وتقييم ما إذا كان يمكن للكائنات الحية أن تعيش في تلك الأماكن والبحث عن أدلة على الحياة خارج كوكب الأرض.
الروبوت الثعبان يتحدى التكوينات الصلبة والسائلة
يقول العلماء إن تصميم الروبوت الشبيه بالثعبان جاء للتمكن من اجتياز أي تكوينات صلبة أو سائلة، إلى جانب إمكانية جمع العينات للتقييم والدراسة. وتقول ناسا إنها تأمل في إرسال الوحدة إلى القمر “إنسيلادوس” يوماً ما، وهو أحد أقمار زحل المعروفة البالغ عددها 82 قمراً.
وتشير البيانات التي تم الحصول عليها من المركبة “كاسيني” في عام 2005، إلى أن القمر يحتوي على محيط سائل تحت قشرته الجليدية، وفق ما ذكر موقع قناة “فوكس” الأمريكية.
أعمدة من سطح القمر إلى باطنه لاكتشاف المياه السائلة
وبحسب ما نشر موقع المشروع التابع “لناسا”، فإن الأعمدة التي تمتد من سطح القمر إلى باطنه هي قنوات مباشرة إلى المياه السائلة، مما قد يجعلها أسهل طريق إلى محيط سائل مفترض من المياه يجعل من الممكن وجود حياة على سطح القمر.ويقول العلماء في المختبر الأمريكي إن الظروف القاسية على سطح القمر “إنسيلادوس” – والتي تشمل درجات حرارة تصل إلى 150 درجة مئوية تحت الصفر، أُخذت في الاعتبار خلال تصميم الروبوت. ويشير الفريق العلمي المسؤول عن تطوير الثعبان الآلي إن EELS تم اختبار قدراته في فحص الأنهار الجليدية والبراكين على كوكب الأرض وأنه أظهر كفاءة عالية.
ولم تُعلن ناسا عن موعد إطلاق مشروع EELS، وقد يحتاج الروبوت إلى التطوير عدة سنوات أخرى، لكن وكالة ناسا أكدت أنه إذا ما نجح المشروع فإنه سيسمح باجراء استكشافات أعمق في المناطق التي لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق سواء على الأرض أو في الكواكب والأقمار.
الهدف من تطويره
-
تم تصميم EELS في الأساس من أجل استكشاف المحيطات الجليدية على الأقمار مثل “إنسيلادوس” (Enceladus) قمر زحل و”أوروبا” (Europa) قمر المشتري.
-
هذه الأقمار تحتوي على محيطات تحت سطح الجليد، ويُعتقد أنها من أكثر الأماكن الواعدة لوجود حياة خارج الأرض.
-
بفضل تصميمه، يستطيع الروبوت التسلل عبر شقوق الجليد الضيقة والنزول إلى أعماق قد تصل إلى المحيطات السائلة أسفل القشرة الجليدية.
القدرات
-
الحركة المتعددة: يمكنه التنقل في الجليد، الماء، الرمال، وحتى التضاريس الصخرية غير المستوية.
-
الاستقلالية: يطور فريق JPL خوارزميات ذكاء اصطناعي تسمح له باتخاذ قرارات ميدانية دون الرجوع المستمر للأرض (مهم جدًا بسبب تأخر الإشارات بين الأرض وهذه الأقمار).
-
الاستشعار: سيجري فحوصات للكشف عن:
-
المكونات العضوية.
-
مؤشرات الحياة الميكروبية.
-
التركيب الكيميائي للماء والجليد.
-
لمحة تاريخية عن وكالة ” ناسا “
يذكر أن وكالة ناسا (NASA) هي وكالة حكومية أمريكية مستقلة تأسست عام 1958م لبحث، وتطوير المركبات الفضائية، والقيام بأنشطة استكشاف الفضاء داخل، وخارج الغلاف الجوي للأرض، وكلمة ناسا هي اختصار للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (بالإنجليزية: National Aeronautics and Space Administration)، والتي تأسست كرد فعل على إطلاق الاتحاد السوفييتي لسبوتنيك (Sputnik) عام 1957م، حيث نُظمت الوكالة حول اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (NACA)، والتي قام الكونغرس بإنشائها عام 1915.
بقيت وكالة ناسا خلال سنوات تأسيسها الأولى تحت إدارة حكومة الرئيس جون ف. كينيدي، والذي اقترح أن ترسل الولايات المتحدة إنساناً إلى سطح القمر بحلول نهاية الستينات، ولهذا صُمّم برنامج أبولو، ليُصبح رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ أول رجل هبط على سطح القمر.