ابتكارات جديدهالمجلة

اللبناني وسيم الحريري.. مخترع روبوت يقوم بتوصيل وجبات الطعام في المستشفيات وآخر لتسليم جوازات السفر لمصلحة الحكومة الألمانية

 “شغفي شجعني على درس هذا الاختصاص والتقدم”. بهذه الكلمات، بدأ الشاب العشريني وسيم الحريري حديثه مع جريدة “النهار” اللبنانية. درس “الميكاترونيك” في جامعة رفيق الحريري، ثم حصل على ماجستير في هندسة “الروبوت” من احدى الجامعات في ايطاليا. يدرس حاليا الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا عبر الانترنت. ويشارك ايضا في المسابقة العالمية لابتكارات العلوم والتكنولوجيا “Global Innovation through Science and Technology”،  بعدما شارك سابقاً في برنامج نجوم العلوم لاختراعه “روبوت” لتسليم الطعام الى مرضى المستشفيات، والذي حصل على براءة اختراعه.

وجد وسيم نفسه يعمل في شركة “روبوت” صاعدة في العاصمة الألمانية برلين، بعدما عرضت عليه مساعدته في إكمال مشروع تخرجه. ومنذ أكثر من عامين، ينهمك في مشاريع عدة لمصلحة مؤسسات في إيطاليا وفرنسا وسويسرا، إضافة إلى مشروع “روبوت” لتسليم جوازات السفر لمصلحة الحكومة الألمانية.

 يقول وسيم عن اختراعه الذي يحمل اسم “Sasha” (ساشا)،  أي Smart Autonomous System for Hospital Assistamce: “جائتني الفكرة بعدما لاحظتُ أن جميع الروبوتات التي ابتُكرت للمستشفيات، مخصصة للخدمات اللوجستية فقط، أو تحتاج إلى مساعدة يدوية من الانسان. أما تصميمي، فيقوم بمهماته عبر تشغيل آلي كلي. وكل ما يحتاج فريق العمل الى القيام به هو النقر على زر Distribute على تطبيق هاتفي، كي يقوم “الروبوت” بكل شيء، كإحضار الطعام من رفوف المطبخ، وحتى ايصالها إلى طاولة المريض في غرفته

 

يسعى وسيم، عبر اختراعه، الى توفير الوقت والكلفة، وبالتالي منع حصول خطأ بشري. كذلك يُصبح فريق الخدمة أكثر تركيزاً على المريض وصحته، بدلاً من اضاعة الوقت على الأعمال الروتينية، كتوزيع الطعام.

Sasha ليس مشروعاً يعمل عليه وسيم فحسب، انما أصبح ايضا واقعاً. وتمّت تجربته في مركز “سيدرا” للطب والبحوث في قطر. والعمل جار حاليا على تطوير version 2 منه.

دعم وتشجيع

سألناه عن الدعم الذي يتلقاه على وسائل التواصل الاجتماعي، فأجاب: “فوجئت بالدعم الذي أتلقاه من افراد على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي. كذلك، فاجأتني تغريدة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وقد فرحت، خصوصاً بعد لقائي اياه برفقة زميلي فؤاد مقصود (الفائز بلقب نجوم العلوم للموسم التاسع) منذ أشهر، ومعرفتي باهتمامه بالابتكارات والاختراعات التكنولوجية الجديدة”.

غير ان وسيم لم يلق سوى الدعم المعنوي. المساعدات المادية لهذه المشاريع غائبة. لذلك تكفلت الشركة الألمانية التي يعمل فيها بكل المعدات اللازمة. وقد بلغت تكلفتها نحو 60 ألف دولار أميركي. وعمل وسيم على البرمجيات، كي يقوم “الروبوت” بهذه المهمات.

نجوم العلوم
منذ الموسم الأول لبرنامج نجوم العلوم، حلم وسيم بالمشاركة فيه. وتحقق حلمه في الموسم التاسع. ورغم أنّه وصل فقط إلى المرحلة نصف النهائية، اعتبر أن “المبتكر فؤاد مقصود يستحق المركز الأول. وفي النهاية بقي اللقب لبنانياً”. ورأى أن “هذه المرحلة من حياته كانت انطلاقة للتفكير بطريقة ريادية، إذ ساعده البرنامج على إكمال الاستثمارات المتعلقة بـ Sasha، وأعطاه رؤية أوضح الى مستقبل هذا القطاع والجهات المهتمة به”. لذلك يسعى إلى دخول السوق العربية والخليجية، بسبب الوجود الخجول للروبوتات في هذه المنطقة.

 

صوّتوا لوسيم

يشارك وسيم في المسابقة العالمية لابتكارات العلوم والتكنولوجيا. وقد وصل إلى المرحلة نصف النهائية، ويحتاج حالياً الى تصويت الجمهور، لينتقل الى المرحلة النهائية. عملية التصويت سهلة. يكفي دخول الموقع الرسمي للمسابقة، والتسجيل عبر البريد الالكتروني الخاص بالمُصوّت. وبعد ان تظهر مجموعة فيديوات لكل المتأهلين، يتم اختيار فيديو وسيم (wassim hariri او SASHA)، ثم يجب الضغط على Vote. يُذكر أنّه يمكن التصويت كل 24 ساعة مرة أخرى لغاية 22 شباط.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المسابقة شراكة بين القطاعين العام والخاص، أنشأتها وزارة الخارجية الأميركية لإعطاء رواد العلوم والتكنولوجيا فرصة الوصول إلى الموارد والمشورة اللازمة.

رغم الصعوبات اليومية، يعطي الشباب اللبنانيون أملاً كبيراً في النجاح وعدم الاستسلام للواقع المر. وسيم مثال حي، أضافت ابتكاراته رونقاً مميزاً الى الأسواق العالمية وزادته تطوّراً. غياب الدعم المادي وعدم توفر الامكانات في بلاده لم يمنعاه من تحقيق حلمه. فإلى لبنان رسالة: “الحلم ليس ممنوعاً، والعالمية ليست مستحيلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى