يعتبر تراكم الطحالب البحرية على الشواطئ بكميات كبيرة مشكلة بالنسبة للمصطافين، لأنها تسبب مشاكل لهم في بعض الأحيان، كما أنهم يعتبرونها مظهرا غير جمالي على الشواطئ، لذلك يتم التخلص من هذه الطحالب قبيل أشهر الصيف، ولكن بطريقة غير علمية، كغيرها من المخلفات ولا يتم الاستفادة من هذه الكائنات التي تحتوى على نسبة عالية من المعادن والألياف والمواد الغذائية والعضوية .
وفي أحدث الدراسات التي اهتمت بهذه المسألة البيئية والتي أجريت بجامعة حلوان في كلية العلوم بقسم النبات والميكروبيولوجي، أثبت بحث جديد الأهمية الكبيرة لهذه الطحالب، وإمكانية استخدامها في مجال الزراعة بشكل أساسي، وألقى الضوء أيضا على إمكانية استخدامها في مجال الطب والتغذية بعد توضيح المحتوى الكيميائي لهذه الطحالب .
صاحبة هذا البحث الذي يعتبر من أوائل الدراسات التي اهتمت بالتطبيقات الزراعية للطحالب واستخدامها كمخصب حيوي هي الدكتورة ألفت معتمد عبد الحميد المدرس بقسم النبات بكلية العلوم جامعة حلوان.
وقالت الدكتورة ألفت أنها قامت بتجميع عشرة أنواع من الطحالب البحرية من شاطئ البحر الأحمر من منطقة الغردقة، ومن البحر المتوسط من أبي قير وبلطيم، وقد تم عمل تحليلات على هذه الأنواع، ووجدت بها كميات البروتين والكربوهيدرات والدهون والعناصر المعدنية وبعض المركبات العضوية الهامة، وكشفت هذه التحليلات احتواء هذه الطحالب عل نسبة كبيرة من المعادن والألياف مع وجود بعض الدهون بكميات قليلة جدا مما يوضح إمكانية استخدام بعض هذه الأنواع في التغذية كما يتم ذلك في مجموعة كبيرة من دول شرق آسيا.
وقد تم اختبار أربعة أنواع من الطحالب العشرة التي استخدمت كمخصب حيوي، حيث تم عمل تحليل لكميات الهرمونات النباتية بها لإجراء الجزء الثاني من الدراسة، وهو يشمل الجزء التطبيقي، حيث تم استخدام هذه الطحالب الأربعة كمخصب حيوي وهذه الطحالب هي “سرجاسم لايتغزلهم وهالميدا أوبينتيا” وتم تجميعها من الغردقة، وكادليريا بروليفرا من أبي قير وأولفاريجييرا من بلطيم، والنوع الأول يمثل الطحالب البنية، اما الأنواع الثلاثة الأخرى فهي من الطحالب الخضراء .
وقد تم إجراء هذا الجزء من الدراسة في قرية حقلية في محطة حوث الإسماعيلية التابعة لمركز البحوث الزراعية، حيث تم ملء مستخلصات من هذه الطحالب باستخدام الكحول والماء، وتم علم تركيزات مختلفة من هذه الطحالب، واستخدامها بطريقة الرش على نبات الفول ونبات القمح في مراحل نموها المختلفة، حيث تم الرش على ثلاثة مراحل بعد 15 يوم، 45 يوم، 75 يوم، ونتج عن ذلك زيادة إنتاجية الفول والقمح، وخاصة عند تركيز 0.6% ، فقد زادت إنتاجية وزن البذور ومحتواها البروتيني .
وأوضحت الباحثة أن طريقة الرش تعتبر من أفضل الطرق، لأنها توفر في كميات الطحالب عند استخدامها في التربية الزراعية، كما أن الرش بتركيزات خفيفة عدة مرات أفضل من التركيزات العالية .
وللاستفادة من هذه الدراسة العلمية توصى الباحثة بعدة نقاط أهمها:
التوسع في عمليات تجميع الطحالب لإظهار الشواطئ بصورة جميلة، ويكون هذا التجميع في صورة منتظمة عن طريق وزارة البيئة في أماكن مخصصة، ويتم في هذه الأماكن فصل كل نوع من هذه الطحالب على حد يتسنى الاستفادة منها.
التوسع في إجراء بحوث على الطحالب الخضراء وإمكانية استخدامها في مجال الزراعة في بلاد أوروبا وشرق آسيان، حيث أن هذه الدراسة كشفت أن الطحالب الخضراء في مصر أفضل من الطحالب البنية، وتتمنى الدكتور ألفت أن تقوم الشركات الخاصة بالمنتجات الزراعية بتبنى هذا العمل.
أن يتم استخدام الطحالب البنية والخضراء التي تحتوى على نسبة عالية من المواد الحيوية مثل حمض الألجينيك في مستحضرات التجميل والأغراض العلمية .
أن يتم تصنيع منتجات غذائية من الطحالب، وخاصة جراسيلاريا، بولفارجيرا لاحتوائهما على نسبة عالية من بروتين الحديد .
وتأمل الدكتورة ألفت أن يتم في المستقبل القريب الاتجاه إلى إجراء بحوث لزراعة الطحالب، وإكثارها بطريقة حضارية على شواطئنا الممتدة بشكل كبير في مصر، حيث أن هذه الصناعة (زراعة الطحالب) من الصناعات التي تستهلك طاقة بشرية كبيرة وبالتالي سوف تساعد في تشغيل عدد كبير من الشباب، كما أن هذه الزراعة ستوفر الكم الكافي من الطحالب لاستخدامها في المجالات المتعددة التي أشرنا إليها، خاصة أن دول شرق آسيا تستخدمها في كثير من الصناعات مثل صناعة الغزل والنسيج ومستحضرات التجميل والعقاقير، وتعتمد على زراعة الطحالب بشكل أساسي، والتي تمثل 94%، أما الطحالب البرية التي تنمو وحدها فإنها لا تمثل سوى 6% فقط من إجمالي الطحالب المستخدمة في الصناعة .
وتضيف الباحثة بأنها تنوي في المستقبل استكمال هذا النوع من الدراسات إلي أن تصل مصر في يوم من الأيام إلى التوقف عن استخدام أسمدة كيماوية في عملية الزراعة، والاكتفاء بالمخصبات الحيوية، وأن يتم الاستفادة من الطحالب في تحضير أدوية وعقاقير مصرية، وان يصبح طبق الطحالب من الأطباق الرئيسية علي المائدة المصرية .
هي مجموعة من الكائنات الحية ذاتية التغذية التي تقوم بعملية البناء الضوئي، وهي تعيش في المياه العذبة والبحار والمحيطات، وبالنسبة للطحالب البحرية فأغلبها من الطحالب الكبيرة، وهي تتمثل في ثلاث مجموعات أساسية وهي الطحالب الخضراء والطحالب البنية والطحالب الحمراء، ويرجع هذا التقسيم إلى الأصباغ الموجودة في كل مجموعة، والتي يغطيها اللون المميز لها، ويمثل الأكسجين الناتج من عملية البناء الضوئي للطحالب حوالي 9% من إجمالي الأكسجين الموجود في الهواء .
1- صناعة النسيج، وذلك عن طريق استبدال النشا المستخدم في الصناعة بحمض الألجينيك وبعض المركبات الأخرى في الطحالب كالأصباغ .
2- صناعة الأدوية، حيث يستخدم المانيتول وحمض الألجينيك في تحضير كثير من الأدوية والعقاقير، وذلك باستخدام حمض الألجينيك بدلا من الألومينيوم غي تغليف الكابسولات والأدوية والمضادات الحيوية .
3- مستحضرات التجميل، حيث تستخدم الطحالب في كثير من مرطبات البشرة والشعر .
4- تصنيع الآجار، وهو من مركبات الهامة جدا في معامل التحاليل لتغذية وإنماء البكتيريا والفطريات .