هناك بعض الشخصيات التي تمتلك الذكاء والدهاء ويُحدثون فارقاً، ويغيرون مسار التاريخ, وتركوا بصماتهم في سن مبكرة. ومن هذه الشخصيات.. شخصية الأمريكي “بوبي فيشر” أعظم لاعب شطرنج بالتاريخ.
في عام 1958، في سن الـ15، أصبح بوبي فيشر أصغر لاعب الشطرنج في التاريخ. تعلَّم فيشر في البداية لعبة الشطرنج بسن 6 سنوات.
وفي عام 1972، أصبح أول بطل شطرنج بالعالم، له مزيج مبتكر في التحركات جعله نجماً. وظل في المركز الأول 54 شهراً.
معاداة إسرائيل
أصبح فيشر معروفاً بتصريحاته المثيرة للجدل المعادية لأميركا ولإسرائيل، عاش لاجئاً يتنقل بين البلدان، مثل المجر وألمانيا واليابان، خلال فترة التسعينيات وما بعدها.
بدأتْ موهبة فيشر بالشطرنج بالظهور في وقت مبكر جداً من حياته. ففي الثالثة عشر من عمره، فازَ بإحدى أشهر مُبارياته، والتي وُصفت بـ “مباراة القرنْ”، والتي أذهلت العديد من المحللين واللاعبين وظلت موضع اهتمام لزمن طويل. وَمنُذ كانَ عمرهُ 14 سنة لَعب في ثماني نسخ من بطولة الولايات المتحدة، وفاز فيها جميعها وبفارق لا يقل عن نقطة واحدة عن أقرب منافس له.
في عمر الـ 15 أصبحَ فيشر أصغر لاعب يَحصل على لقب الأستاذ الكبير وأصغر لاعب يشارك في مسابقة الترشح “candidate”.
وفي عمر الـ 20 فاز فيشر ببطولة الولايات المتحدة 1964-63 بنتيجة 11/11 محققاً العلامة الكاملة الوحيدة في تاريخ البطولة.
في عام 1970 تغلب فيشر على مُنافسيه بعدما فازَ في التصفيات ما بين المناطقية “Interzonal” بفارق 3½ عن أقرب منافسيه. واستمر فيشر باكتساح من يواجهه في مسابقة الترشح ليتأهل إلى منافسة بطل العالم بوريس سباسكي.
في تموز 1971 صار فيشر الأول عالمياً في تصنيف الإتحاد الدولي للشطرنج وظل متربعاً على عرش صدارة العالم بالتصنيف لمدة 54 شهر.
في عام 1972 فازَ فيشر ببطولة العالم بفوزهِ على سباسكي في المباراة المقامة في ريكيافيك في آيسلندا.
نالت انتصارات فيشر اهتماماً عالمياً كبيراً بسبب الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
في عام 1975 رَفضَ فيشر الدفاع عن لقبهِ لأن الاتحاد الدولي للشطرنج لم يستجب لمطالبه، فسُحب اللقب منه. ثم اختفى بشكل مفاجئ وغريب ولمدة 17 سنة، حتى ظَهر عام 1992 ليلعبْ مباراة غير رسمية ضد سباسكي في يوغسلافيا. حذرت الولايات المتحدة فيشر من مغبة خوض المباراة هناك بسبب العقوبات التي فرضتها على هذا البلد، لكن فيشر أصر على خوض المباراة رغم تهديد الولايات المتحدة له بالاعتقال.
في إثر مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه بسبب مباراته في يوغسلافيا عاش فيشر كلاجئ يتنقل بين البلدان دون إمكانية العودة إلى وطنه، فتنقل بين المجر وألمانيا والفلبين واليابان خلال فترة التسعينات وما بعدها.
أصدر فيشر خلال هذا الفترة العديد من التصريحات المعادية لأمريكا ولإسرائيل والمعادية للسامية قد تكون السبب في إلغاء فاعلية جوازه.
أُلقي القبض على فيشر في اليابان أثناء محاولته الذهاب إلى الفلبين بسبب محاولتهِ السفر بجواز مُنتهي الصلاحية.
السجن
سُجن فيشر لثمانية أَشهر (بين عامي 2004 و2005). وبسبب سعي السلطات اليابانية لترحيلهِ إلى الولايات المتحدة، ضغط معجبوه على البرلمان الآيسلندي لمنحه الجنسية. وبالفعل تكللت هذه المساعي بالنجاح ومنح فيشر الجنسية الآيسلندية، فسلمته السلطات اليابانية لآيسلندا. ولم يغادر فيشر آيسلندا وعاش هناك حتى توفي في 17 كانون الثاني 2008.
ويسجَّل لفيشر أيضاً، أنه في عام 1990 اخترع ساعة جديدة سُميت على اسمه واستُخدمت فيما بعد في أغلب مسابقات الشطرنج. كما اخترع شكلاً جديداً من الشطرنج والذي يعرف الآن باسم Chess 960.
الفشل الدراسي
بالرغم من عبقرية بوبي التي أذهلت الكثيرين إلا انه كان يجد صعوبة في النجاح في المدرسة. وقد يعود سبب ذلك إلى هوس بوبي بالشطرنج وتخصيص طول وقته في اللعب أو القراءة عن اللعبة، يُضاف إلى ذلك عدم الاستقرار الذي تميزت به عائلته. فعندما وصل بوبي إلى الصف الرابع كان قد تنقل بين 6 مدارس مختلفة.
في عام 1952 تمكنت والدته من الحصول على زمالة مدرسية له في مدينة بروكلين، لم يحصل بوبي على هذه الزمالة بفضل تفوقه في الحساب أو العلوم وإنما بسبب موهبته في الشطرنج ودرجة ذكاءه العالية .
في عام 1959 حصل بوبي على المدالية الذهبية في المدرسة لتفوقه في الشطرنج، وفي نفس العام رسب بوبي في المدرسة الثانوية وهو في عمر ال 16 وترك المدرسة
تُوفي فيشر في 17 يناير/كانون الثاني عام 2008.