المجلةبنك المعلومات

حاجى خليفة.. من أعلام الموسوعيين والمؤرخين والجغرافيين

حاجى خليفة (1017- 1067هـ / 1608- 1657م), بعد مشاركات كثيرة في الحروب العثمانية في آسيا وأوروبا، ورث ثروة كبيرة فترك العمل الحكومي وتفرغ للتأليف.

حاجى خليفة.. من أعلام الموسوعيين والمؤرخين والجغرافيين

مصطفى بن عبد الله الشهير بـ «حاجي خليفة» ويعرف كذلك بلقبه «كاتب جلبي» (1609 – 1657) (1017 هـ – 1068 هـ) جغرافي ومؤرخ عثماني، عارف للكتب ومؤلفيها، مشارك في بعض العلوم. صنّفه المستشرق الألماني فرانس بابنغر كأكبر موسوعي بين العثمانيين، حيث اكتسب شهرة واسعة النطاق بمعجمه الببليوغرافي الكبير «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون».

مصطفى بن عبد الله، حاجي خليفة، ويلقب أيضًا بكاتب جلبى، وهو تركى من أكابر أصحاب الموسوعات، ولد بالآستانة فى ذى القعدة سنة 1017هـ (فبراير- مارس سنة 1608) وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره تطوع فى فرقة الجيش المنتقاة، وهى فرقة السلحدار حيث كان أبوه يخدم أيضًا، وقد التحق فى الوقت نفسه بمكتب الأناضول للمحاسبة (أناضولى محاسبه قلمى) فى وظيفة كتابية صغيرة؛ وصحب فيما بين عامى 1033 و 1045هـ الجيوش العثمانية التى كانت تقوم بحملة على الحدود الشرقية للأناضول، عدا فترتين قصيرتين تخلف فيهما عن هذه الجيوش، واشترك فيما بين عامى 1033 و 1038هـ (1624 – نهاية عام 1628) فى الحملة التى جردت على أباظة باشا الذى انتقض على الباب العالى (وقعة قيصرية فى نهاية عام 1033هـ = أوائل أكتوبر سنة 1624م) كما اشترك فى قتال الفرس (حصار بغداد الذى وبدأ فى سنة 1035هـ = 1626م) وكذلك فى الحملتين الثانية والثالثة اللتين شنتا على أباظة باشا (حصار أرزن الروم فى سنة 1037 = 1628) ولم يعد إلى الآستانة مع الجيش إلا فى نهاية سنة 1628, وقد توفى والده وقتئذ فى الموصل فى ذى القعدة سنة 1035هـ الموافق أغسطس سنة 1625 فى أثناء هذه الحملة، عند ارتداد الجيش عن بغداد، والتحق فى ذلك الوقت بمكتب مراقبة فرق الخيالة (سوارى باش مقابلة قلمى)، وفى أوائل شوال سنة 1038 هـ (آخر مايو سنة 1629) اشترك مرة أخرى فى قتال الفرس صحبة الجيش الذى كان يقوده الصدر الأعظم خسرو باشا (حملة همذان سنة 1039هـ = 1630) وحصار بغداد، لم يعد إلى الآستانة إلا فى منتصف سنة 1041هـ = نهاية سنة 1630؛ ثم اشترك أخيرًا فى الحملة الكبيرة التي جردت على بلاد فارس من سنة 1043 إلى سنة 1045هـ (سبتمبر سنة 1638 حتى نهاية سنة 1635) تحت إمرة مراد الرابع نفسه (فتح إريوان 22 صفر سنة 1045هـ = 7 أغسطس 1635) وأتم الحج إلى مكة بينما كان الجيش يشتى فى حلب (1633 -1634) .

وقد آلت إليه بعد عودته إلى الآستانة فى رجب عام 1045هـ (ديسمبر سنة 1635) ثروة كبيرة ورثها عن عدة أقارب، فاستقر عزمه على أن ينصرف إلى ميوله الطبيعية وأن يكرس حياته للدرس. ولما وجد أنه لم يرتق فى منصبه بما يتناسب مع كفايته؛ استقال من وظيفته فى مكتب المراقبة عام 1055هـ (1641م) ولكن من يلوذ بهم استطاعوا بعد ذلك بثلاث سنوات أن يعينوه فى وظيفة الخليفة (المساعد) الثانى فى هذا المكتب، ومن ثم تلقب “بحاجى” خليفة؛ وتوفى بالآستانة فى 17 ذى الحجة سنة 1067هـ (أكتوبر سنة 1657) ولما يبلغ الخمسين من عمره.

حاجى خليفة.. من أعلام الموسوعيين والمؤرخين والجغرافيين

 وقد بينا فيما يلى كتبه مستخرجة من سيرته التى كتبها بنفسه، وفيها ذكر تواليفه مرتبة بحسب تاريخ تأليفها:

1 – فذلكه: تاريخ موجز لحوالى 150 دولة، وهى فى الوقت نفسه مستخرجة من تاريخ الجنّابى المتوفى عام 999هـ وقد زاد عليها حاجى خليفة ذيولا من عنده. وكتبت الفذلكة بالعربية عام 1051. وقد ذكرها المؤلف عرضا فى موسوعته عن أصحاب التواليف – انظر الأرقام 2065 و 2198 و 3496. والظاهر أنها فقدت (انظر فيما يلى رقمى 13 و 20).

2 – رسالة فى تفسير القرآن للبيضاوى (1052هـ).

3 – شرح للمحمدية، وهى رسالة فى الفقه لعلى قوشجى الفلكى؛ ولم يكمل هذا الشرح، ولعله فقد.

4 – تقويم التواريخ، وهو جداول مرتبة ترتيبًا زمانيًا تمت عام 1058 هـ، وقد كتبت المقدمة والملاحق (جرائد بالأسر الحاكمة والأعيان العثمانيين إلخ .. ) بالتركية. بينما وضعت الجداول نفسها التى تضمنت الوقائع التاريخية من بدء الخليقة إلى عام 1058 هـ بالفارسية، وقد طبع التقويم فى الآستانة عام 1146هـ (1733) ، وتوجد منه ترجمة إيطالية بقلم رينالدو كارلى Rinaldo Carli .

5 – جهاننما وهى فى خلق العالم. الطبعة الأولى. وقد بدئت عام 1058 هـ، وأهديت إلى السلطان محمد الرابع. وهذا هو المؤلف الوحيد الذى اقتصر حاجى خليفة على ذكره فى كشف الظنون تحت رقم 4355، وعد هذا المؤلف مفقودا فى عهد الطابع إبراهيم متفرقة .

6 – سلم الوصول إلى طبقات الفحول، وهو معجم فى تراجم الأعيان كتبه باللغة العربية. وقد تم وضع المجلد الأول منه فى 1061 و 1062هـ. وتوجد وصية المؤلف الآن فى مكتبة شهيد على باشا بالآستانة. (وقد نشر في مصر بحقيق الدكتور محمد حرب سنة 2012م، كما قام الدكتور أحمد الشرقاوي بنشر ملخص الكتاب جمع فيه التراجم غير العربية، وصدر في القاهرة 2020م بعنوان (الأعلام العثمانيون).

7 – تحفة الأخيار فى الحكم والأمثال والأشعار، وهى مجموعة أشعار تشمل بعض الأمثال والحكم والأقوال المأثورة والأشعار، رتبت على حروف المعجم، وجمعت عام 1061 أو 1063 هـ وقد وردت فى كشف الظنون تحت رقم 2537؛ ووجد مخطوط من هذه المجموعة فى مكتبة أسعد أفندى بالآستانة.

8 – كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون وهى دائرة المعارف العظيمة فى الكتب والعلوم وتعد أهم تصانيف المؤلف، وقد قضى حاجى خليفة أكثر من عشرين عامًا فى جمع موادها، وكتبها بالعربية. وتم وضع الجزء الأول منها عام 1064هـ، وقد نشر فلوكل Fluegel النسخة الأصلية بليبسك عام 1835 – 1858؛ ثم نقلت عنها طبعة بولاق عام 1274 هـ, والآستانة عام 1310 – 1311هـ. (وقد صدر محققا في عشر مجلدات عن دار الفرقان 2022م)

9 – لوامع النور فى ظلمة أطلس مينور، وهى ترجمة تركية للمصور الجغرافى الصغير لواضعيه ميركاتور وهنديوس Mercator & Hondiues على نسق طبعة أرنهايم Arnheim المؤرخة عام 1621؛ وقد تمت الترجمة عام 1064 و 1065هـ، بمعاونة الفرنسى الذى أسلم إخلاصى شيخ محمد أفندى – وتوجد منها مخطوطات فى عدة مكتبات بالآستانة:

10 – جهاننما؛ النسخة المنقحة لرقم 5، وقد بنيت على أساس جديد، فقد استعان المؤلف بأمهات كتب مشاهير الجغرافيين وأصحاب الخرائط الأوروبيين التى صدرت فى هذا العهد (Mercator, Orelius, Cluverius)، ونحن لا نعرف من المصنف الأصلى الذى لم يتمه المؤلف إلا تلك الأجزاء الهامة التى تبحث فى آسية الصغرى والتى نشرها الطابع إبراهيم متفرقة:

11 – ترجمة تركية لكتاب فى تاريخ الفرنجة (فرنكى تاريخ) كتبت باللاتينية، وهى ترجمة لتاريخ خلكو كونديلس، وهو مؤلف بوزنطى عاش فى القرن السادس عشر للميلاد ولم نعثر على نسخ من هذه الترجمة.

12 – رونق السلطنة – وهو ترجمة لكتاب فى تاريخ القسطنطينية، والمفروض أنه ترجمة لمصنف كتبه المؤلف فى الأصل باللغة العربية ولم نعثر عليه.

13 – ترجمة تركية للفذلكة (انظر رقم 1) – ويقال إن منه مخطوطًا بمكتبة أسعد أفندى بالآستانة.

14 – الإلهام المقدس من الفيض الأقدس، وهى رسالة فى شعائر الإسلام وقواعده التى لا يمكن مراعاتها فى بعض الأحوال – ويوجد مخطوط منه بكتبخانه عمومى بالآستانة.

15 – دستور العمل فى إصلاح الخلل، وهى رسالة فى الإصلاحات المالية كتبت عام 1063هـ, ولكنها لم تنشر إلا بعد ثلاث سنوات. وقد طبعت فى الآستانة عام 1280هـ (1863م) وترجمها إلى الألمانية Behrnauer: .Zeitschr. d. Deutsch. Morgenl Geselsch. ( وقد ترجمه إلى العربية الدكتور عبد الرزاق بركات ضمن كتابه “نصوص من الفكر السياسي الإسلامي” الصادر في القاهرة سنة 2010م).

16 – رجم الرجيم بالسين والميم، وتجمع الغريب من القضايا والفتاوى المتعلقة بها.

17 – 19 مستخرجات لحوالى 300 مجموعة ومجلدان صغيران يشملان نوادر تاريخية وأدبية، وقد اختفت جميعًا.

20 – فذلكة التواريخ: وهذه الفذلكة المشار إليها فى البندين 1 و 13 وضعت باللغة التركية، وتتناول تاريخ الدولة العثمانية من عام 1000هـ حتى أوائل عام 1065 هـ – وقد طبعت بالآستانة عام 1286- 1287هـ. (وهو باللغة العربية، وقد حققه الدكتور سيد محمد السيد، ونشر في أنقرة سنة 2009م) تحت عنوان: فذلكة أقوال الاخيار في علم التاريخ والأخبار . أو تاريخ ملوك آل عثمان.

21 – تحفة الكبار فى أسفل البحار، وهى تاريخ البحرية العثمانية كتبت عام 1067هـ = 1656 م ونشرت فى الآستانة عام 1329= 1914. وقد ترجمها إلى الإنكليزية جيمس ميتشل. (وقد ترجمه إلى العربية الدكتور محمد حرب بالاشتراك مع ابنته الدكتورة تسنيم حرب ، وصدر في القاهرة سنة 2017م).

22 – ميزان الحق فى اختيار الأحق – وهو آخر كتب المؤلف أتمه فى صفر عام 1067هـ (نوفمبر 1656)، وهو يتناول مسائل مختلفة من مسائل الكلام فى ذلك العصر؛ وقد خرج المؤلف فيه على معلمه الأول قاضى زاده إمام أهل السنة.

نشر بالآستانة عام 1281هـ وعام 1286هـ وعام 1306هـ. ( وقد ترجمه إلى العربية الدكتور عبد الرزاق بركات، وصدر في القاهرة سنة 2009م).

نقلاً عن (موجز دائرة المعارف الإسلامية، مركز الشارقة للإبداع الفكري، 1998م).

زر الذهاب إلى الأعلى