عيناها التقطت أجمل ما في الطبيعة، وطوعت يداها البلاستيك لتجسده إلي كل العيون العاشقة لفن النحت، إنها د. مني سمير الموهوبة حتى النخاع، والتي سلكت طريق الفن من أصعب أبوابه متحدية الصعاب ومتجاوزة مشواراً طويلاً امتد لربع قرن لم يكن مفروشاً بالورود.
إنها د. مني مدرس بكلية تربية فنية بدأت طريقها مبكراً حيث احترفت النحت منذ السنة الأولي بالكلية، وعشقت استخدام الخامات البديلة فاهتدت إلي البلاستيك الذي كان صاحب الالهام لأفكار عدة، وعزفا معاً أفضل الألحان بتجسيد تمثال للفنان محمود مختار 1989 احتفالاً بمئويته، كما أقامت العديد من المعارض الجماعية والفردية في الكلية، جمعية محبي الفنون الجميلة وساقية الصاوي، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية.
تعد مني صاحبة بصمة جديدة في استخدام الشريحة، إذ أنها نجحت في تحوير العنصر الآدمي وخلق علاقة بين الأشخاص بعضهم ببعض محتفظة بأصول النحت، وذلك بتحويل الشريحة المسطحة لتمثال ثلاثي الابعاد به إيقاع.
تغلبت د. مني علي العديد من المصاعب أولها احتياج البلاستيك لحرارة عالية حتي يلين وهو ما يتطلب جهداً مضنياً بجانب صعوبة لصقه وتعرضها المستمر للأدخنة، ولكن تؤكد من أن كلمة السر هي عشقها للفن بصفة عامة والنحت قلباً وقالباً، وهذا ما جعلها تجمع بين الجانب الأكاديمي وممارسة الفن.
وتؤكد د. مني أن الفن مدرسة كبري تتعلم فيها قيماً جديدة في كل عمل فني تنحته وكل معرض تشترك فيه وكان آخرها المعرض الذي اقيم مؤخراً منذ عدة أيام وأثار اعجاب النقاد فأشادوا باستخدامها للبلاستيك بشكل ذاتي، وأضافت به بعداً رائعاً لقيمة الأشياء.
توجه د. مني نصيحتها لشباب الفنانين بضرورة المشاركة في المعارض منذ بدء نشاطهم الفني وعدم الاستخفاف بالجانب الأكاديمي، لأن الفنان الحقيقي هو الذي يتعلم ليضيف لابداعه مدركاً أن التعلم مرحلة متواصلة لا يجب أن تتوقف، مؤكدة أن علي الفنانين عبئاً جديداً وهو تعليم الفن للناس وغرزه ، فعلي الرغم من كثرة وتعدد الفنون إلا أن النحت لا يزال مجهولاً لكثير من العامة خاصة مستخدمي الخامات الجديدة منه.
ويصدق المثل فكما يقال «وراء كل رجل عظيم امرأة فتؤكد د. مني أن زوجها هو الجندي المجهول في حياتها فهو فنان ويمدها بكل الخبرات بجانب أبنائها الثلاثي النجيب أحمد، سارة ويحيي الذين يعشقون فنها ويساعدونها وفي المقابل خصصت د. مني غرفة بمنزلها كورشة خاصة بها تمارس فنها بجانبهم.
قصة د. مني تجسيد أن النجاح لا يأتي من فراغ بل مثلث يتكون أضلاعه من التسلح بالعلم لأنه الزاد الحقيقي الذي لا ينفد، وجهد منظم ومتواصل وأخيراً أسرة محبة متفهمة تحتضن الفن والإبداع.
شيماء عدلي