انخرط “روجر بيكون” 1214 – 1292 في أعمال إبداعية وابتكارية, واحتل مكانة في الذاكرة بفضل إسهاماته في العلم والاكتشاف في العصر الحديث. لقد سَمت عبقريته على حالة عصره, تماماً كما سما العمل الذي خلفه للبشرية, وأدى إلى قفزة عظيمة في المعرفة والاختراع.
هذا العالم من أكسفورد. يعتبره الأوروبيون مؤسس الأسلوب التجريبي في أوروبا, وهو تلقى تدريبه من الطلبة المغاربة الإسبان. كان يتحدث العربية ولم يتعب أبداً من قوله للناس: “إن معرفة اللغة العربية والعلم العربي هي السبيل الوحيد للمعرفة الحقيقية”.
يقتبس بيكون من ابن الهيثم, أو يحيل إليه, في كل خطوة في قسم “البصريات” من كتابه Opus Maius . يعتمد الجزء السادس من هذا الكتاب أيضاً على مكتشفات ابن الهيثم اعتماداً كلياً, خصوصاً في الحقول ذات الصلة بنظرية الإدخال البصري. وابن الهيثم هو الذي طرح الأسلوب العلمي التجريبي, وعنه أخذ بيكون.
وكان الكندي مصدراً آخر من المصادر التي أثرت على بيكون, واستخدمت رسالتاه في البصريات الهندسية والفيزيولوجية من قبل الأوروبيين.
من المعروف أن بيكون درس في قرطبة, موطن ابن فرناس. لابد أن آلة ابن فرناس للطيران ألهمت بيكون في صناعة آلته التي عرفت باسم “اورنيثوبتر” التي وضعها في مخطوطته “في القوى العجيبة للفن وللطبيعة” منذ عام 1260.
مسحوق البارود
كتابة بيكون عن مسحوق البارود مبنية على مصادر إسلامية والكتاب اللتيني المعروف باسم Ignium Of Marcus Graecus Liber الذي يعطي وصفات عديدة لصنع مسحوق البارود, كان في الأصل باللغة العربية ثم تُرجم إلى الإسبانية.
تعرف بيكون على علم الكيمياء الإسلامي من الترجمات اللاتينية للاعمال العربية, وكان يؤمن بالاهمية الكبيرة للكيمياء.
أما مرشده الرئيسي في الطب فقد كان كتاب “القانون” لابن سينا الذي يقتبس منه باستمرار أكثر من اقتباسه من غيره من الكتاب الآخرين.
إن الكتاب الذي كان له أعظم الأثر على أسلوب التفكير عند بيكون وجعله مختلفاً عن معاصريه الأوروبيين هو “كتاب الاسرار” لزكريا الرازي في القرن التاسع (المعروف في الغرب باسم Rhazes) .