أطلق عليه لقب ”فيلسوف الفن” باعتباره متعمقاً في العلم، كان حافظاً للقرآن الكريم, وعرف عنه تفوقه على أقرانه في لعبة الشطرنج, وقد حصل على درجة الماجستير عن دراسته لـ ”طبيعة القانون العلمي” عام 1965، وانسحب فترة من الوسط الفني ليعمل في وظائف حكومية، من بينها عضو بلجنة النشر بهيئة الكتاب، وذلك قبل أن يحقق شهادة الدكتوراه عام 1968، كما للفنان الراحل كتاباً بعنوان ”فن المسرح”، يتم تدريسه حتى الآن بمعهد التمثيل.
يعتبر “الدكتور شديد”، أو “محمد فرحات عمر”، هو أحد الكوميديانات الكبار في السينما المصرية, كما يعد من النماذج المظلومة في السينما المصرية، والذي ظل لسنوات عديدة يقدم دور ”السنيد” دون الجلوس على مقعد البطل ولو لمرة وحيدة. ورغم ذلك، نجح ”الدكتور شديد” في انتزاع الضحكات من الجمهور بفضل أدواره الشهيرة، والجمل التي كان يرددها كثيرا.
كان حافظاً للقرآن الكريم, وعرف عنه تفوقه على أقرانه في لعبة الشطرنج, حصل على درجة الماجستير في ”طبيعة القانون العلمي”, مؤلف كتاب (فن المسرح) مازال يدرس حتى يومنا هذا لطلبة أكاديمية الفنون, عضو بلجنة النشر بهيئة الكتاب (تخصص فلسفه), الناقد والمعلق عن الأفلام والمسرحيات بالإذاعة البريطانيه, كان ممثلاً مثقفاً جداً ومحترماً لم يبتذل وأسعد الناس بكوميديا خاصه, هو “محمد فرحات عمر”, الشهير بالدكتور شديد. اشتهر بتجسيد أدوار المضحكة صاحبة الإفيهات أصبح من أبرز صانعي الكوميديا في السينما المصرية.
لم تكن الحياة العادية لـ”محمد فرحات عمر”, مثل أدواره التمثيلية، حيث أن كان لديه حياة مليئة بالنجاحات والأعمال الأخرى بعيدًا عن التمثيل، ولد في 12 أغسطس 1931 بحي العباسية، تزوج من امرأة مصرية تصغره بسنوات، وأنجب منها ولدين فرحات وإسماعيل، بعد حصول “الدكتور شديد” على البكالوريا، التحق بمعهد التمثيل وقابل الفنان حسين رياض الذي أقنعه باستكمال دراسته أولًا ثم الاتجاه إلى عالم الفن والتمثيل، لأن التعليم هو أساس الثقافة للفنان.
اتجه إلى الدراسة في كلية الآداب قسم فلسفة جامعة القاهرة، ثم التحق بفريق التمثيل في الكلية، وكان يدربه حينها الفنان “زكي طليمات”، وهذا ما جعله يشارك في مسرحية “٣٠ يوم في السجن” على مسرح الريحاني، وأدى شخصية “أمشير أفندي”، وحصل على جائزة يوسف وهبي على مستوى الجامعات.
بعد التخرج، بدأ للالتحاق في فرقة “ساعة لقلبك” الإذاعية، وشارك في أعمال كثيرة ومتعددة، ولكن كان أشهرها شخصية “الدكتور شديد” الذي ابتكرها “عبدالفتاح السيد” مؤلف اسكتشات فرقة “ساعة لقلبك”، ليكون طبيب بيطري يتردد على مطعم كل يوم ودائم النسيان، ويسأل الجارسون: “قولي يا ابني هو أنا اتعشيت ولا لسه”، وهذه اللازمة التي كان يرددها الدكتور شديد دائما، لقت استحسان الجمهور وطلبت منه في جميع الأفلام التي كان يؤديها.
حصل على ليسانس آداب قسم فلسفة في جامعة القاهرة عام 1954، كما حاز على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة، في البداية عمل مدرسًا ثم إنضم إلى فرقة (ساعة لقلبك) وجسد شخصية الدكتور شديد التي اشتهر بها، ثم عمل في مسرحية (30 يوم في السجن)، على مسرح الريحاني. ومن مسرحياته الشهيرة (جوزين وفرد)، اشترك في حفلات أضواء المدينة، ثم انسحب من الوسط الفني ليعمل في لجنة النشر بهيئة الكتاب وألف كتابًا عن فن المسرح، وفي عام 1968 عمل لعدة سنوات في الإذاعة الإيطالية وعاد ليمثل في مسلسلات تلفزيونية منها (زينب والعرش، أوراق الورد، أصل الحكاية). توفى في القاهرة في 12 يوليو 1997.
كما كان الفنان عاشق للعبة الشطرنج، ومثل نادي الزمالك ومصر، في العديد من البطولات وحصل على جوائز وكان ضمن قائمة أشهر لاعبي الشطرنج في مصر.
بالإضافة إلى عشقه للفلسفة واللغة العربية، مما جعله يكتب مؤلفات كثيرة في هذا المجال، وجمع الكتب النادرة في علم الفلسفة والفن أيضا.
انسحب من الوسط الفني ليعمل في عدة وظائف حكومية من بينها عضو بلجنة النشر بهيئة الكتاب مسئولا عن كتب الفلسفة، وانضم لهيئة الإذاعة البريطانية حيث عمل بالقسم العربي بلندن وكانت وظيفته النقد والتعليق علي الأفلام العربية والمسرحيات الكوميدية من عام 1968 إلى 1977.
بعد تلك الفترة عاد للقاهرة وشارك في عدة مسلسلات أمثال “زينب والعرش”.. “”أوراق الورد”.. “أصل الحكاية كدبة”.. “عودة الروح”.. وتوقف نشاطه فترة وبعدها عاد مرة أخري عام 1996.
حاولت أكثر من دار نشر إقناعه بكتابة مذكراته ولكنه رفض قائلا: لا أتاجر بأيام الشقاء والتعب وكذلك الهناء.
كان الفنان عاشقا للعبة “الشطرنج” ومثل نادي الزمالك ومصر في العديد من البطولات وحصل علي جوائز عديدة وكان في قائمة أشهر لاعبي الشطرنج .. وكذلك عاشق للفلسفة، وكانت حياته القراءة وهو أحد رواد صالون العقاد ويملك مكتبة بها كثير من الكتب في مجالات مختلفة وكذلك جمع الكتب النادرة.. ويحب اللغة العربية.
لم يحصل علي جوائز من الدولة في حياته ولا بعد وفاته، ومرة واحدة كرم في مهرجان الضحك الأول عام 2003 الذي كان ينظمه “أنور عبد الله” وهو مهرجان خاص. توفى فى 12 يوليو 1997 بعد وعكة صحية بسيطة.