المجلةبنك المعلوماتشهداء العلمنقاط مضيئه

فكرة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان وفن صناعة الأمل

صناعة الأمل : تولدت فكرة مبادرة (معانا لإنقاذ إنسان) مع المهندس محمود وحيد, منذ 8 سنوات، وقتها شاهد شخصاً مشرداً فى الشارع، ووضعه الصحى صعب جدا، فحاول المهندس محمود مساعدته، لكنه وجدت أن الموضوع صعب جدا، وتقريبا لم يكن هناك جهات أهلية تخدم هذه الفئة من الناس، ومن هنا قرر عمل مؤسسة مخصوصة لأهالينا المشردين بلا مأوى، وكانت البداية مبادرة فى 2012، وعمل دار صغيرة عبارة عن شقتين استأجرهما فى مدينة 6 أكتوبر، وبدأ بحالة واحدة، والحالة الثانية تكفل بها أحد الأصدقاء، والثالثة تكفل بها أحد الأقارب، وهكذا.

ومن هنا بدأت الفكرة بمجموعة من الشاب, أصحاب فكر واعٍ للنهوض بمصر بأجمل أشكال التقدم الحضاري، هؤلاء الشباب وضعوا نصب أعينهم ظاهره لم يسلط عليها أي ضوء من قبل وهى ظاهرة المشردين من المسنين كبار السن وجاء ذلك من تفاقم عدد المشردين في الشوارع خصوصا في السنوات الأخيرة فقاموا على الفور بالتعاون مع الجهات المعنية لتأسيس كيان قانونى يتمتع بإشراف الحكومة المصرية والمعنية به وزارة التضامن الاجتماعي. 

عندما كان يقوم المهندس محمود وحيد بقيادة سيارته, حيث شاهد أحد الأفراد نائما على الرصيف, اقترب منه ظنا منه انه ميت.

قام بالاتصال بالاسعاف, فرفضت الإسعاف ان تحمله, وهو حينئذ في حالة يرثى لها, حيث كان جسده يتحلل, وكانت الديدان تغطى معظم جسده!!, أخذه المهندس محمود في سيارته إلى أقرب مستشفى, والتى هى رفضت هى الأخرى استقبال هذه الحالة, ذهب به لأكثر من مستشفى, ولكن الجميع رفض استقباله بحجة عدم امتلاك هذا المسن لأوراق رسمية, أخذ المهندس محمود يمر به على أكثر من مستشفى, حتى قبلته إحدى المستشفيات على مسئولية المهندس محمود وتعهد شخصي منه.. أدخله المستشفى على حسابه وتابع حالته, حتى تحسن صحة هذا الرجل, فخرج من المستشفى.

فكر فى إلحاقه بإحدى دور الرعاية, إلا أن كل دور الرعاية رفضت استقباله بحجة عدم وجود أوراق ثبوتية, حتى أكرمه الله بدار صغيرة استثمارية وقبلته مسؤليته الشخصيه  وبأمواله ..

من هنا بدأ المهندس محمود فى التفكير فى هذه الفئات المهمشة وبدأ فى مساعدتهم, ولكنه لم يحتمل هذا الأمر بمفرده, خاصة وان المسئولية كبيرة عليه وهو مجرد فرد, ومع مرور الوقت تولدت لديه فكرة تكوين كيان رسمي, فقام باتخاذ إجراءات لإنشاء أول مؤسسة أهليه في مصر لرعايه المشردين بلا مأوى, حصل على الترخيص وبدأ فى تأسيس الكيان, الذي اطلق عليه اسم (مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان), مع الوقت تمدد الكيان وأصبح له العديد من الفروع, وفريق عمل كبير يجوب الشوارع والمحافظات المصرية بحثاً عن هذه الفئة المهمشة, لرعايتها وتأهيلها, وتوفير فرص العمل لهم. بل وصل الأمر إلى توفير فرص زواج ايضاَ.

تكللت مبادرة المهندس محمود وحيد بالنجاح وتم ترشيحه لنيل جائزة مسابقة الأمل التي يرعاها محمد بن راشد آل المكتوم, وبالفع لدخل المسابقة وفاز بالمركز الأول علي 87 ألف مشارك في الوطن العربي, هذا بخلاف جوائز عديدة, دولية ومحلية حصل عليها المهندس محمود, الذي دائم وابدا يردد أن أجمل جائزة حصل عليها هى جائزة حب الناس.

وبدوره أكد المهندس “محمود وحيد” رئيس مجلس أمناء مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أن المؤسسة تعمل على استقبال الحالات المشردة والحالات الإنسانية التي لا مأوي لها وتوفر المؤسسة لهم حياة كريمة وكل السبل من مأكل ومسكن وتأهيل جميع الأعضاء فى المؤسسة نفسياً مع أطباء متخصصين ليكونوا جاهزين للعمل مع المجتمع بدون مشاكل وهدفنا أن تصبح مصر خالية تماماً من التشرد، لافتاً إلى أن كل ما يعمل داخل مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» كانوا حالات في المكان وتم تأهيلهم للعمل وتوفر فرصة عمل لهم ومتابعة حياتهم كاملاً، ويعيش حياة أسرية كريمة كاملة كأنه في منزله.


وأوضح «محمود وحيد»، أن المشكلة التي تواجهنى مع وزارة الصحة في بعض الحالات النفسية لأن بعض الحالات تحتاج أن تحجز للعلاج لكن المستشفى رفض لعدم وجود أوراق شخصية، وكما أسهمت وزارة الضمان الاجتماعي في توفير ثلاثة مباني كبيرة لتوفير حياة كريمة لجميع الأعضاء داخل المؤسسة من جميع الأطياف «أطفال وكبار السن» لكن مشكلة الدعم لم تنته ففي بعض الحالات الحرجة تحتاج إلى تدخل جراحي والتبرعات لم تكف وفي بعض الحالات نضطر أن نؤجل عمليتها لحين توفير المبلغ لإجراء العملية، وفي حال توفير الأوراق إثبات الشخصية للنزيل يجب أن يسهل إجراء الجراحة

وأكد أن المؤسسة تعمل على أن إنقاذ حياة المشردين في الشارع وتقبل جميع الحالات وهدفنا أننا لا نعلق حياة إنسان على أوراق ونستقبل بلاغات من متطوعين خلال 24 ساعة عبر صفحتنا الرسمية على “الفيسبوك” باسم “معانا لإنقاذ إنسان” ويتم التواصل والتحقق فور البلاغ مباشرة، ومنذ وصول الحالة إلى المؤسسة يتم التعامل معها من نظافة شخصية إلى تأهيل نفسى من قبل متخصصين داخل المؤسسة.

حديث النزلاء

كانت حياة الحاج عبد الهادي خميس ( 68 عاما) أحد النزلاء بمؤسسة “معانا لإنقاذ إنسان”.. حياة سعيد خارج مصر وبعد وفاة زوجته عاد للعمل فى إحدى الشركات ومع الأزمة الاقتصادية العالمية وتوقف النشاط السياحى فقد عمله واستنزف جميع مدخراته التى جمعها بالخارج وأصيب بجلطة احتاجت إلى علاج طبيعى بعد الشفاء منها فلجأ إلى المؤسسة عن طريق أحد أصدقائه وهو الآن مقيم بها ويلقى كل الاهتمام.

أما الحاج أحمد ممدوح (72 عاما) فقد نزيل بمؤسسة بعد إصابته بالذبحة الصدرية لم يتحمله سوى المؤسسة والعاملين بها رغم أن له أبناء وبالفعل يتم تقديم جميع الرعاية الصحية والإنسانية لجميع النزلاء.

أما الشاب محمد إبراهيم “36 عاما”, فبعد وفاة والدته لحق بها والده وعاش مع شقيقه الأكبر الذى كان يعامله بقسوة ما دفع أحد الجيران للتواصل مع وزارة التضامن وشرح حالته بالكامل ومعاملة أخيه له وذهب إلى الدار والتقي الأخ الحقيقي المهندس محمود وحيد الذي يدعمه والتحق بالعمل داخل مطبخ المؤسسة ويستعد حالياً للزواج.

زر الذهاب إلى الأعلى