دخلت التاريخ من بابه العريض طائرة تعمل بالكامل على الطاقة الكهربائية وصُممت للطيران التجاري، بعد أن أجرت رحلتها التجريبية الأولى في مدينة فانكوفر الكندية.
وعملت شركة “هاربور إير” التي تشغّل اسطولاً يتّسع لنقل نصف مليون راكب سنوياً، على تسيير تلك الطائرة البحرية الكهربائية التي بنتها شركة “ماغن إكس” لمدّة 15 دقيقة فوق نهر فرايز.
وأوردت “هاربور” إير في بيانٍ لها “أنّ هذه الرحلة التاريخية تنذر بانطلاق العصر الثالث للطيران… عصر الطيران الكهربائي”.
وتشتمل مزايا الطائرة الكهربائية تكاليف تشغيلٍ متدنية وانبعاثاتٍ معدومة، لكنّها أثبتت حتى الآن أنّها تطرح تحدٍّ هندسي أكبر من المركبات الكهربائية الأخرى كالسيارات والقطارات.
إذ يتطلّب حجم القوّة اللازمة لإطلاق طائرة كهربائية إلى الجوّ والحفاظ على سير الرحلة، وجود بطارياتٍ ومحرّكات ضخمة ما يصعّب عمليّة طيرانها. ولتحقيق ذلك الغرض، أنجزت “ماغن إكس” ذلك العمل البطولي عبر تعديل وتكييف طائرة بحرية من طراز “دي إتش سي-2 دو هافيلاند بيفر” وزوّدتها بمحرّكٍ كهربائي بقوّة 750 حصاناً.
وأفادت “هاربور إير” أنّها تودّ تعديل مزيد من الطائرات بهدف التوصّل في نهاية المطاف إلى تحويل أسطولها كلّه الذي يضمّ أكثر من 40 طائرة بحرية، إلى الطاقة الكهربائية. وحذّرت الشركة أنّ ذلك قد يستغرق عامين.
وفي التفصيل، اتّضح أنه ينبغي أيضاً تخطّي المسائل المرتبطة بمدى تحليق تلك الطائرات الذي مازال محدوداً حالياً بحوالي 100 ميل، قبل أن تصبح البطارية بحاجة إلى إعادة التعبئة.
ونقل روي جانزارسكي، الرئيس التنفيذي لشركة “ماغن إكس”، إلى “وكالة الصحافة الفرنسية” أن الطائرة “تبلغ بعد المدى الذي نتمنّاه، لكن [المدى الذي أنجزته] يكفي للبدء بالثورة. وإذا كان هناك أشخاص مستعدّين للقيادة ساعة للوصول إلى العمل، فلم لا يستقلّون الطائرة للوصول في غضون 15 دقيقة؟”
ومن المتوقع أن يسهم التطوّر في الرحلات الجوية الكهربائية في حلّ المعوقات المتعلقة بمدى الطيران. وسبق لطائرة كهربائية غير تجارية أن اجتازت المحيطين الأطلسي والهادىء كجزءٍ من رحلة حول العالم في 2017.
المصدر: independentarabia