تلفزيونات ليزرية : على الرغم من الزخم الكبير للتقنيات التي شهدناها في عام 2007، فإنّ عام 2008 سيقدّم لنا الكثير من التقنيات الحديثة التي ستسهل على المستخدمين القيام بأعمالهم اليوميّة، وإيجاد خدمات جديدة تريحهم في الكثير من جوانب حياتهم. وسيتمّ في هذا العام تطوير التقنيات الحاليّة إلى آفاق جديدة تبهر متابعيها وتزيد من شغفهم بها. وستتحدى شركات التقنيات الحاليّة والجديدة بعضها بعضا في الإبداعات القريبة من جميع النواحي التجاريّة والترفيهيّة والخاصّة والصحيّة، وغيرها.
* تلفزيون الليزر يبتدئ عام 2008 بعرض خاطف للأبصار في معرض إلكترونيّات المستهلكين Consumer Electronic Show CES بين 7 و10 يناير (كانون الثاني) في مدينة لاس فيغاس الأميركيّة، الذي سيحدد التوجهات الإلكترونيّة للشركات والاجهزة الإلكترونيّة الشخصيّة، والذي سيتمّ فيه عرض كلّ جديد في عالم الإلكترونيّات عبر 20 ألف جهاز، ومن المتوقع أن يتمّ فيه الإعلان عن نوع جديد من التلفزيونات التي تعمل بالليزر (أخف وزنا وأقلّ ثمنا وأكثر عمرا وأقلّ استهلاكا للكهرباء وأكثر وضوحا من تلفزيونات البلازما و«إل سي دي» الحاليّة)، بالإضافة إلى أكبر تلفزيون بلازما في العالم (يبلغ قطره 150 بوصة ويبلغ ارتفاعه مترين ويبلغ عرضه 3.5 متر، أي انّه يمكنه عرض الممثلين بأحجامهم الكاملة والحقيقيّة عبر هذا التلفزيون)، وقدرات اتصال لاسلكيّة لتقنيات «يو إس بي» و«إتش دي إم آي» (للتلفزيونات عالية الوضوح) High Definition Multimedia Interface HDMI، وأجهزة عرض Projectors صغيرة يمكن وضعها في داخل الهواتف الجوّالة، وشاشات مجسّمة ثلاثيّة الأبعاد تعمل من دون الحاجة إلى وجود نظارات خاصّة، وأصغر قرص صلب في العالم (يبلغ قطره حوالي بوصة واحدة) وهواتف جوّالة جديدة تعمل باللمس.
* نظم ملاحية
وتقوم شركة «ميكنغ فيرتشوال سوليد» بتحضير ثورة جديدة في عالم التقنيات الملاحيّة للسيّارات، حيث يمكنها عرض الاتجاهات المجسّمة على زجاج السيّارة الأماميّ بدون إعاقة الرؤية للسائقين عبر نظام «فيرتشوال كيبل» Virtual Cable، ليصبح زجاج السيّارة الأماميّ أشبه بألعاب السباق الإلكترونيّة. ويتمّ في هذه التقنية استخدام الليزر ومجموعة من العدسات ومرآة متحرّكة لعرض الطريق الذي يجب أن يسلكه السائق للوصول إلى وجهته. وستكون كلفة هذا النظام حوالي 400 دولار أميركيّ، ويمكن للمستخدم تغيير جهاز نظام تخطيط الطرق بدون تغيير أداة العرض لتسهيل العمليّة عند تقديم أجهزة تخطيط أفضل. ومن الممكن تطوير هذا النظام لعرض رؤية ليليّة أمام السائق، أو لعرض الأفلام والصور وغيرها. ويمكن للمعوقين سمعيّا الاستفادة من هذا النظام الملاحيّ الجديد، بالإضافة إلى عدم تأثيره على من يتحدث بالهاتف أو يستمع إلى الراديو أو الموسيقى أو أثناء التحادث مع الركاب.
وعلى صعيد آخر عثر باحثون في «جامعة ستانفورد» على طريقة لاستخدام تقنيات الـ «نانو» المتناهية في الصغر، لإعادة اختراع البطاريات التي يمكن إعادة شحنها، والمستخدمة في الكومبيوترات المحمولة والهواتف الجوّالة ومشغلات الموسيقى والكاميرات الرقميّة والسيّارات الكهربائيّة وغيرها، وذلك لزيادة قدرتها التخزينيّة بحوالي 10 أضعاف (حوالي 20 ساعة للكومبيوترات المحمولة)، وبنفس وزن وحجم البطاريات الحاليّة. ومن المتوقع أن تتبنى شركات تصنيع الأجهزة الإلكترونيّة هذه التقنية في أسرع وقت ممكن وذلك لتوفير المزيد من أوقات الاستخدام لزبائنها.
* عالم الكمبيوتر
* جهود «مايكروسوفت» أمّا شركة «مايكروسوفت»، فإنّها ستقوم في هذا العام بتركيز جهودها على تغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع كومبيوتراتهم، وذلك عن طريق تطوير برامج مفيدة لكومبيوترات الأسطح Surface Computers التي طرحتها في العام الماضي، وتطوير طرق أكثر دقة للتفاعل الصوتيّ بين المستخدم والكومبيوتر. هذا وتنوي الشركة تطوير أجهزة وبرامج عائليّة تحتوي على تقويم وقوائم المشتريات وملاحظات افتراضيّة بين أفراد العائلة، بالإضافة إلى ألعاب بسيطة للأطفال يمكنهم اللعب بها عبر شاشات «إل سي دي»، خصوصا وأنّ أسعار هذه الشاشات آخذ بالانخفاض. وتنوي الشركة أيضا المضيّ في مجال الصحة، حيث ستقوم أجهزة لاسلكيّة بمراقبة الوظائف الحيويّة الرئيسيّة في الجسد، مثل ضغط الدم والحرارة ومعدل نبضات القلب، وغيرها من العلامات الحيويّة الهامّة، ويعرض مشروع «ذا ليفينغ ويل» The Living Well (العيش السليم) فرشاة أسنان تستطيع قياس العلامات المذكورة وعرضها بشكل لاسلكيّ على مرآة الحمّام التي تعمل بتقنية «إل سي دي» أثناء قيام المستخدم بتنظيف أسنانه. ويمكن لهذه الأجهزة إرسال المعلومات إلى الأطباء والعيادات بشكل لاسلكيّ إن كان المريض بحاجة إلى ذلك (عند وصول العلامات المذكورة إلى درجات خطرة) أو إن وُضع تحت الإشراف الطبيّ لإرسال فريق طبيّ فوريّ له، أو لمجرّد عرض رسالة لاسلكيّة على نظارته تخبره فيها بضرورة تناول دواء معيّن أو مراجعة المركز الطبيّ المختص بحالته في موعد معيّن. هذا وتقوم الشركة بالتعاون مع شركات أخرى لتطوير برامج تسمح بإعادة تركيب مسرح جريمة ما بشكل مجسّم وثلاثيّ الأبعاد بالاستناد إلى الصور والأدلة التي تمّ العثور عليها، وذلك لتطوير عمليّة التحقيق في الجرائم بشكل كبير. هذا وتقوم الشركة بالتعاون مع شركات أخرى لتطوير برامج تسمح للمستخدمين بمشاهدة برامجهم التلفزيونيّة المفضلة عبر هواتفهم المحمولة أينما كانوا، وأثناء بثّ البرنامج على المحطة بشكل مباشر.
ومن المرجح أن تقوم شركة «مايكروسوفت» بشنّ حملات إعلامية وترويجيّة ضخمة لنظام التشغيل «ويندوز فيستا» الذي لم يلاق النجاح المتوقع له في العام الماضي، خصوصا مع طرحها مجموعة الإصلاحات الأولى له والتي ستقوم بزيادة سرعة عمل النظام وتوفير بيئة أكثر أمانا للبرامج، وتوافقا أفضل للتعاريف والبرامج الحاليّة. ومن المتوقع أن تقوم الشركة بالترويج لبرامج أخرى ستطرحها في هذا العام، مثل مجموعة «أوفيس 2007» المكتبيّة و«ويندوز سيرفر 2008» للأجهزة الخادمة و«إس كيو إل سيرفر» لقواعد المعلومات. ولكنّ الشركة ستقوم على الأغلب بتمديد فترة دعم نظام التشغيل «ويندوز إكس بي» من أواخر شهر يونيو (حزيران) إلى أواخر العام، وذلك تحت ضغوط من الشركات الكثيرة (والمستخدمين) التي لا تزال تستخدم هذا النظام في أجهزتها.
برامج وشبكات هذا وستنتشر برامج الأوساط الافتراضيّة Virtualization بشكل كبير في الشركات والمنازل ( وتسمح هذه البرامج لآلة واحدة القيام بعمل عدّة آلات مختلفة في الوقت نفسه، ومن دون أن تعلم آلة عن وجود الآلة الثانية، أي أنّه يمكن لكومبيوتر واحد القيام بعمل عدّة كومبيوترات، وبدون وجود أيّ تأثير مباشر في عمل الواحد على الآخر). وذلك بفضل دعم شركات «آي بي إم» و«إنتلّ» و«إيه إم دي» و«مايكروسوفت» و«في إم ووير» بشكل كبير لها. وتسمح هذه البرامج بوجود نافذة جديدة تعمل داخلها البرامج بشكل مستقلّ عن البرامج الأخرى، وحتى نظام التشغيل نفسه. كما سوف تنتشر الشبكات الاجتماعيّة في الشركات بشكل أكبر، حيث سيقوم قسم المبيعات بالاعتماد عليها بشكل كبير لتبادل معلومات عن الزبائن والشركات المحتملة (مثل موقع «سيلزفورس دوت كوم» Salesforce.com). ومن المتوقع أن يتمّ خفض كثافة الحماية للموسيقى الرقميّة بعد تقبل الكثير من الشركات له وتقديمها نسخا غير محميّة، مثل «آبل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» وغيرها من الشركات. ولكنّ هذا الأمر لا يعني بأنّ شركات تسجيل الموسيقى ستخسر الأموال، بل على العكس، إذ إنّها ستقوم بكسب الكثير لقاء تسهيل حياة مستمعي الموسيقى الرقميّة، على الرغم من وجود مجموعات من المستخدمين ستقوم بنسخها بشكل غير قانونيّ، ولكنّ هذه المجموعة ستكون صغيرة وتُعتبر من الخسائر المقبولة للشركات بعد معرفة الأعداد الكبيرة من المشترين الذين سيقومون بالدفع لقاء موسيقى سهلة الحمل. وسنشهد أيضا الجولة الثانية (والأخيرة على الأرجح) في معركة وسائط تخزين الجيل الجديد من العروض عالية الوضوح «بلو راي» و«إتش دي دي في دي» بعد منافسة شرسة جدّا في عام 2007.
ولا ننسى بأنّ عام 2008 سيكون منصّة للانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة من جميع النواحي، حيث سيقوم الكثير من المستخدمين بالتصويت الإلكترونيّ عبر الإنترنت، الأمر الذي سيقدّم مشاكل تقنية كبيرة من ناحية عدد المستخدمين في كلّ جهاز خادم والبرامج الضارّة التي قد تصيب هذه الأجهزة في وقت الذروة، والكثير غيرها.
*الهاتف المحمول
تصاميم باهرة للجوال وسنشهد في عام 2008 طرح مجموعة برامج «غوغل آندرويد» Google Android على الهواتف الجوّلة، الأمر الذي سيثير بلبلة كبيرة في عالم الاتصالات، حيث ستقوم الكثير من الشركات إمّا بتبني هذه المجموعة في هواتفها، أو ستقوم بمحاربتها بشكل شرس لضمان استقرارها في الأسواق، أو سيقوم بعضها بمحاولة تقليد هذه المجموعة بشكل أو بآخر. وإن تمّ النظر إلى هذا الأمر بشكل تجريديّ، فإنّ الهواتف ستصبح أشبه بالكومبيوترات الشخصيّة المحمولة، وستصبح شركات الاتصالات أشبه بشركات تزويد خدمات الإنترنت، على الرغم من رفض شركات «نوكيا» و«فودافون» لهذا الأمر. وإن ظنّ البعض بأنّ هذا الأمر مستحيل (أن تتحكم الأجهزة في شركات الاتصالات عوضا عن العكس)، فيكفي تذكيرهم بالإعصار الذي سبّبه طرح هاتف «آي فون» الذي استطاع اختيار شركة الاتصالات عوضا عن العكس. وتقبلت شركات الإتصالات هذا الأمر لدرجة أنّ بعضها وافق على مشاركة شركة «آبل» المصنّعة للهاتف بـ 30% إلى 40% من عوائد أرباح الخدمات المقدّمة لهذا الهاتف (مثل البرامج والنغمات والصور) لقاء استخدام الهاتف لشبكاتها.
وسيسمح نظام «آندرويد» بتقديم هواتف لها وقع يقارب وقع «آي فون»، حيث إنّه سيصنع بيئة تسمح للمبرمجين بالتركيز على كتابة برامج إبداعيّة والتحرر من القيود التي تفرضها بعض شركات الاتصالات. ومن المتوقع أن ينجح نظام «آندرويد» وذلك بسبب تقبل المبرمجين له بشكل كبير، وذلك نظرا لصعوبة تطوير برنامج يعمل على مئات الهواتف التي تختلف قليلا في أنظمة التشغيل الخاصّة بها، ونظرا للوقت الكبير اللازم للحصول على موافقة بطرح برامج متوافقة لهذه الهواتف (شركة «بام» Palm تؤكد بأنّها خسرت رُبع سوقها بسبب عدم قدرتها على الحصول على موافقات وتراخيص في الوقت المناسب). ومن المتوقع أن يؤثر نجاح نظام «آندرويد» على انتشار نظام التشغيل «لينوكس» الذي يعتمد «آندرويد» عليه، حيث إنّ المستخدمين سيرغبون بالحصول على هذا النظام، خصوصا مع النجاح المتعثر لنظام التشغيل «ويندوز فيستا» وارتفاع تكاليف الكومبيوترات التي يحتاج إليها للعمل بشكل كامل.
* طفرة في عالم الألعاب الالكترونية
* سيشهد عام 2008 طفرة كبيرة في عالم الألعاب الإلكترونيّة، حيث ستصبح الألعاب اجتماعيّة، أيّ أنّ اللاعب سيقوم بلعب الشطرنج ضد الغرباء عند قيامه باللعب في موقع «ياهو»، الأمر المختلف عند اللعب عبر موقع «فيسبوك» الذي يعلم فيه اللاعب من هو منافسه. ومن المتوقع أن تنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير جدّا في عام 2008. وبالنسبة للألعاب التي يلعب بها الملايين عبر الإنترنت Massive Multiplayer Online Games MMO، فإنّ الإقبال عليها سيزداد نظرا لأنّها ستصبح موجودة في كلّ مكان، مثل الهواتف المحمولة ومشغلات الموسيقى المتصلة بالإنترنت. وبالطبع، فإنّ جودة الرسومات والموسيقى والصوتيّات والسرعة ستكون مختلفة عن تلك الموجودة في الكومبيوترات الشخصيّة أو أجهزة الألعاب، إلا أنّ الهدف من هذه الإصدارات الصغيرة هو السماح للاعب باللعب لفترة بسيطة وتطوير قدرات شخصيّته عندما يكون لديه بعض الوقت للعب، ومن ثمّ اللعب باللعبة الكاملة عند عودته إلى المنزل. v هذا وسيتمّ طرح ألعاب ضخمة مترقبة، مثل Grand Theft Auto 4 التي سيصحبها ضجة إعلاميّة كبيرة، وDevil May Cry 4 وMetal Gear Solid 4: Guns Of The Patriots وGears Of War 2 وGod Of War 3 و God Of War: Chains Of Olympus وGrand Turismo 5 Prologue وResident Evil 5 وResistance: Fall Of Man 2 وMotorstorm 2 وLittleBigPlanet وSony’s Home وUnreal Tournament III وHaze وBurnout Paradise وSuper Smash Brothers وSuper Mario Karts وFifa Street 3 وCondemned 2: Bloodshot وLost وWinning Eleven: Pro Evolution Soccer 2008 وSingstar وCommand & Conquer: Kane’s Wrath وNinja Gaiden 2 وToo Human وGhostbusters The Video Game وPostal III وDuke Nukem Forever وFinal Fantasy XIII.
خلدون غسان سعيد
نقلا عن الشرق الأوسط