عقدة المخابرات الأمريكية – إدوارد سنودن والطريق إلى المراقبة التامة
كشف إدوارد سنودن كيف أن أجهزة المخابرات تراقب حياتنا مراقبة كاملة. كما تتكشف تفاصيل جديدة عن التجسس الشامل كل يوم تقريبًا. تمكن اثنان من صحفيي مجلة (دير شبيجل) الألمانية وهما مارسيل روزينباخ وهولجر شتارك من تقييم أجزاء كبيرة من الوثائق التي نشرها إدوارد سنودن والمصنفة على أنها”سرية للغاية” بعد أن حصل عليها من قواعد بيانات المخابرات الأمريكيةNSAوجهاز المخابرات البريطانية GCHQ. حيث يقدمان في كتابهما البعد الشامل لجهاز المراقبة والتجسس الذي لا يشكل خطرًا على الحياة الخاصة فحسب بل يهدد أسس المجتمعات الديمقراطية ومن ثم يشكل خطرًا على من كانوا يعتقدون حتى الآن أن ليس لديهم ما يخفونه.
حقيقة أن تنصت وتجسس المخابرات الأمريكية على الشعب بالكامل تقريبًا وعدم اقتصار الأمر على الساسة فحسب كانت بمثابة صدمة للرأي العام وفضيحة سياسية بمعنى الكلمة. ويعود الفضل إلى الموظف السابق في المخابرات الأمريكية وكاشف الأسرار إدوارد سنودن في معرفة مدى هذا التجسس. حيث نشر سنودن وثائق سرية خاصة بالمخابرات الأمريكية للرأي العام. ويتعقب الصحفيان في الجريدة الإخبارية “دير شبيجل” مارسيل روزينباخ وهولجر شتارك قصة الفضيحة بالكامل وأثبتا كيف استغلت الولايات المتحدة الأمريكة أحداث الحادي عشر من سبتمبر في تكوين جهاز مراقبة وتجسس شامل لا مثيل له لا يمكن أن يكون مُبررًا بسبب الحرب المزعومة على الإرهاب بعد الآن. حيث تم توظيف هذا الجهاز في التجسس الاقتصادي أيضًا. وكتاب شتارك وروزينباخ ليس شائقًا بسبب ثراء مادته المعروضة فحسب بل يضاف إلى ذلك طريقة السرد المثيرة والبراقة كما لو أن الأمر يدور حول رواية بوليسية وليس حادثة واقعية.
مارسيل روزنباخ – مواليد عام ١٩٧٢، كان يكتب أولا لجريدة “برلينر” بوصفه محررًا ثم لمجلة شبيجل منذ عام ٢٠٠١. وهو خبير في شئون المخابرات الذي يقدم منذ أعوام تقاريره عن موضوعات الأمن والشبكات، يتقلد هناك منصب نائب رئبيس قسم الاقتصاد.
هولجر شتارك – مواليد عام ١٩٧٠، مدير عامود ألمانيا في مكتب مجلة شبيجل في مدينة برلين. ومنذ تسعينيات القرن الماضي يتابع عمل نادي كمبيوتر الفوضى ويكتب تقاريرًا من أكثر من عشر سنوات عن وضوعات من عالم السياسة الأمنية والمخابرات.
ترجمة: علا عادل