المجلةحضارة إسلامية

علوم الحضارة الإسلامية | معرض علمي في اسكتلندا

علوم الحضارة الإسلامية

علوم الحضارة الإسلامية | في قلب مدينة جلاسكو الاسكتلندية، افتُتح معرض علمي عالمي بعنوان “1001 اختراع: اكتشف التراث الإسلامي في عالمنا” في مركز جلاسكو للعلوم، ليكشف النقاب عن أعظم الاكتشافات التي أنارت طريق الإنسانية خلال ما يُعرف بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية. وقد وصفه خبراء المركز بأنه “أعظم معرض تفاعلي” من نوعه، نظرًا لما يحمله من محتوى غني يجمع بين المعرفة والتجربة الحية.

محتوى المعرض: من الآلة الطائرة إلى أول جامعة

علوم الحضارة الإسلامية | يستعرض المعرض على مدار ثلاثة أشهر مجموعة واسعة من إنجازات العلماء المسلمين الذين برعوا في مجالات شتى. فمن ابتكار الآلة الطائرة إلى تصميم أول صاروخ، ومن بناء أول جامعة في العالم – جامعة القرويين – إلى وضع أسس علم الجبر وعلوم الفلك، يتيح المعرض للزوار فرصة التعرف على إرث علمي لطالما كان مجهولًا للكثيرين.

كما يضم علوم الحضارة الإسلامية نماذج تاريخية لأدوات الجراحة الدقيقة التي ابتكرها الزهراوي، وأول كرة أرضية صممها علماء الإسلام، بالإضافة إلى الأرقام العربية من 1 إلى 9 التي غيرت مسار العلوم والرياضيات. ولم يغفل المنظمون عن عرض اختراعات الحياة اليومية مثل الساعات الميكانيكية، والأقلام، والكاميرا المبدئية التي طور فكرتها ابن الهيثم.

الأجنحة التفاعلية للمعرض

قسم المعرض إلى أجنحة متخصصة، تعكس أنماط الحياة في الحضارة الإسلامية، وهي:

  • المنزل: حيث يكتشف الزائر كيف ساهمت الاختراعات الإسلامية في تطوير الأدوات المنزلية.

  • المدرسة: لعرض أساليب التعليم وابتكارات العلماء في الرياضيات والفلسفة.

  • السوق: الذي يوضح دور التجارة والاقتصاد في ربط الشرق بالغرب.

  • المستشفى: جناح مخصص للإنجازات الطبية والصيدلانية.

  • المدينة: التي تبرز أسس التخطيط العمراني الإسلامي.

  • العالم والكون: جناح يستعرض علوم الفلك والهندسة التي أسهم بها المسلمون.

بهذا التنظيم التفاعلي، لا يقتصر دور المعرض على المشاهدة فقط، بل يمنح الزوار تجربة غنية تستند إلى التفاعل العملي مع النماذج والأدوات.

تصريحات الخبراء

خلال افتتاح المعرض، أكدت نيكولا ستارجيون، نائبة الوزير الأول في اسكتلندا، أن هذا الحدث يعد فرصة رائعة للاحتفال بالجمع بين الإبداع الإسلامي والفكر الفلسفي والعلمي الذي أثرى التراث الإنساني.

أما البروفسور سالم الحسني من جامعة مانشستر، المشرف على تنظيم المعرض، فقد شدد على أن المعرض يهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الفترة التي يُطلق عليها “العصور المظلمة”، حيث كان المسلمون خلال القرنين السابع إلى السابع عشر من أبرز المساهمين في تطوير العلوم ومشاركتها مع العالم.

فعاليات مصاحبة

لم يقتصر المعرض على عرض الأدوات والنماذج، بل تضمن مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي استهدفت مختلف الفئات العمرية، ومن أبرزها:

  • محاضرة بعنوان “1000 عام ضائعة من العلم والحضارة”.

  • ورشة عملية حول الكاميرا التي طور فكرتها العالم المسلم ابن الهيثم.

  • عروض تعليمية للأطفال لتعريفهم بمفاهيم علمية من خلال تجارب مبسطة.

أهمية المعرض في الحاضر

يمثل هذا المعرض أكثر من مجرد احتفال بالماضي؛ فهو رسالة واضحة تؤكد أن الحضارة الإسلامية كانت ركيزة أساسية للتطور العلمي العالمي، وأن العودة إلى دراسة هذا التراث تفتح آفاقًا جديدة للتقدم في المستقبل. كما يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات وإبراز القيم المشتركة التي جمعت الإنسانية على مر العصور.

دور معرض علوم الحضارة الإسلامية في تصحيح الصورة الذهنية

علوم الحضارة الإسلامية | لا يقتصر تأثير معرض علوم الحضارة الإسلامية على الجانب العلمي فقط، بل يمتد ليؤدي دورًا مهمًا في تصحيح الصورة النمطية التي قد يحملها البعض عن الحضارة الإسلامية في الإعلام الغربي. فعرض إنجازات المسلمين في مجالات مثل الطب والهندسة والفلك والجغرافيا، يبرز أن الإسلام كان وما يزال دينًا يحفز على البحث والاكتشاف والتفكير العلمي. ومن خلال التفاعل المباشر مع النماذج والابتكارات، يتمكن الزائر من رؤية حقيقة مغايرة عما قد يتداوله الإعلام، مما يعزز الحوار الحضاري ويشجع على بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل.

مستقبل معارض التراث الإسلامي

علوم الحضارة الإسلامية | من المتوقع أن ينتقل معرض “1001 اختراع” إلى مدن أوروبية أخرى، ليواصل مهمته في نشر الوعي بأهمية التراث العلمي الإسلامي، وربطه بالمبتكرات الحديثة. ويمثل هذا التوسع خطوة نحو بناء جسور معرفية بين الشرق والغرب، وإلهام الأجيال الصاعدة لمواصلة طريق الاكتشاف والابتكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى