عن طريق “البرمجة الوراثية”هل يلغى العلم معاناة الانسان ؟
عن طريق “البرمجة الوراثية”هل يلغى العلم معاناة الانسان ؟ – العلم يقول لنا أن هذا ممكن! وأن أكثر خيالاتنا تطرفًا لن تكون سوى لمحة من العصر البيولوجي الجديد. فتصوراتنا نابعة من جهازنا العصبي العتيق؛ إلا أن النسخة الجديدة والمحدثة من الإنسان لن تعاني من ذلك على الإطلاق!
سيجرى برمجتنا وراثيًا مسبقًا. وبانطلاق هذه الحقبة الجديدة ستغدو الحياة على الأرض جيدة بشكل لا يصدق! وسنشعر بسعادة تفوق حدود التجربة الإنسانية المعاصرة، ففي السنوات العشرين الماضية، أسهم العلماء بشكل كبير في تقدم مجال الحوسبة، وتصوير الدماغ، والهندسة الوراثية، على نحو منحنا معرفة وفهمًا أعمق للأنظمة البيوكيميائية التي تنظم الإدراك والعاطفة. والتي أثارت بدورها إمكانية التلاعب بهذه النظم بقوة ودقة أكبر من أي وقت مضى.
لذا انبثقت تلك الفكرة التي يروج لها عدد من الفلاسفة والعلماء بـ«حتمية المتعة»، وأن هناك ضرورة أخلاقية قوية للبشر للعمل من أجل رفع الألم والمعاناة المادية والعقلية ليس فقط من على البشر، ولكن من على جميع أشكال الحياة الحية. وذلك بفضل تقنيات مثل «الهندسة الوراثية، وتكنولوجيا النانو، والصيدلة» وغيرها، للوصول لما يسميه العلماء (ما بعد الإنسانية) ««Transhumanism وفقًا لـ(هندسة الجنة) أو
paradise engineering»».
عن طريق “البرمجة الوراثية”هل يلغى العلم معاناة الانسان ؟
وجدت أبحاث أن مادة ampakine»» تعزز الذاكرة. فقد نجحت باستخدام حقنة واحدة فقط من العقار في عكس تراجع الذاكرة لدى الحيوانات في منتصف العمر؛ لتصبح لديها ذاكرة تعادل تلك التي يتمتع بها الصغار. لذا هناك آمال معقودة حول إمكانية نجاح هذا العقار في أن يكون له نفس التأثير على البشر.
على الجانب الآخر، تبحث عديد من شركات الأدوية في إمكانية التلاعب بالمسارات الكيميائية العصبية المختلفة. وذلك بعد أن أظهرت بحوثهم نتائجَ واعدة على الحيوانات، لذا يخططون لإجراء تجاربهم على الإنسان. فهذه الأدوية المعززة للذاكرة يمكن أن تغدو أدوية روتينية حياتية في المستقبل.
يمكننا أن نشعر بالسعادة كل ثانية بداية من لحظة الاستيقاظ. فبعد الانتهاء من مشروع الجينوم البشري عام 2003 أصبح من الأسهل تطوير العقاقير من خلال دراسة المتغيرات الجينية التي تميز الرجل المكتئب من أخيه السعيد على سبيل المثال.
مما يفتح المجال لتطوير عقاقير أكثر فعالية لرفع المزاج. وبمساعدة الأدوية سنغدو قادرين على «القرصنة الكيميائية» لأنظمة الدوبامين لدينا.
يعدنا العلماء أن هذا العصر الجديد للعلم سينجب لنا سلالة جديدة. وستجعلنا التكنولوجيا الحيوية أكثر ذكاء، وأكثر سعادة وربما أجمل. وفقًا لنظرية العالم «داروين» تتقدم الكائنات الحية على سلم التطور مدفوعة عن طريق الانتقاء الطبيعي بناء على طفرات وراثية عشوائية تنتقل إلينا عبر التاريخ التطوري.
ففي الوقت الحاضر، يتحكم الحمض النووي في الحياة على الأرض. وبعض جينات هذا الحمض تتسبب في أن يستوطن الألم والمرض الكائنات الحية في عالمنا. إلا أن علم الأحياء في الألفية الثالثة سيسمح لنا: بإعادة كتابة المادة الوراثية، وتصميم النظام البيئي العالمي من جديد، ونقل الجينات المبرمجة مسبقًا إيذانًا ببدء «الحقبة الداروينية الجديدة».
فداعمو مخطط هذا العالم الجديد يرون أنه يمهد الطريق للانتقال لـ«ما بعد الداروينية» إلى عالم خال من القسوة. وهو أمر بسيط من الناحية النظرية، ومن الممكن تقنيًا، وعاجل من الناحية الأخلاقية.
لذا أسس ديفيد بيرس David Pearce»» الفيلسوف البريطاني النفعي منظمة BLTC للبحوث عام 1995، وهي عبارة عن سلسلة من المواقع تحوي سجلًا من المقالات والمعلومات حول العديد من المجالات العلمية، بما في ذلك «الصيدلة، والطب النفسي الحيوي، وميكانيكا الكم». لنشر مبدأ استخدام التكنولوجيا الفائقة في مكافحة الشيخوخة، وترويج مجال «هندسة الجنة» باعتباره تخصصًا أكاديميًا وفرعًا منبثقًا من العلوم التطبيقية.