غذاء بأقل التكاليف.. خذوا التجربة من أفواه الأردنيات
غذاء صحي بأقل التكاليف.. معادلة يبدو تحقيقها صعبا، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية التي أثرت على اقتصاديات الأسر، وباتت أضعف مما كانت عليه في الماضي.
ولكن حل هذه المعادلة، ليس صعبا، هذا ما تؤكده خبيرة التغذية الأردنية “ميسون فضة” التي تشير إلى أن المشكلة في وقوعنا أسرى لعادات غذائية مكلفة وليست صحية.
وتقول: “لم يكن طعامنا بالأمس صحيا، وقد كان الكثير منا يملك، أما اليوم وبرغم أن الكثير منا لا يملك، فهناك إمكانية لجعل طعامنا صحيا وشهيا معا”.
ويمكن تحقيق ذلك -كما تشير خبيرة التغذية- عبر إعادة برمجة النمط الاستهلاكي داخل البيوت، من خلال معادلة تعمل على تخفيض المصروفات، ومن ضمنها أسعار الأطعمة والمشروبات، وفي المقابل تزيد من مستوى الفائدة الغذائية للطعام.
“كيف” هذه، تصدت لها ربات البيوت أنفسهن، وخاصة اللواتي يمتلكن خبرة طويلة في تدبير المنزل..
تقول “أم فراس” سمية عبد الله: هناك الكثير من الأفكار لتقليل كلفة الطعام، على رأسها تقليل كميات الطبخ، ولكن دون أن يعني ذلك جوع أفراد الأسرة، والاستفادة من الطعام الزائد للأيام التالية في حال بقي ولو صحن واحد (أي طبق واحد).
فيما رأت “أم خليل” صفاء واصف أن الأكل الجماعي، والتركيز على صنفين في اليوم، هما أفضل الأساليب التي يمكن معها للأسرة التقليل من مصاريف الطعام.
ولكن الأغلبية من ربات البيوت كان لديهن خبرات أخرى، تقول “أم عمر”: إن شراء كل ما يمكن شراؤه من مواد كالأرز والسكر والطحين والزيت من تجار “الجملة” وبكمية تكفي الشهر كاملا سيوفر بالمجموع على ربة البيت مرابح التجار الوسطاء في بيع “المفرق” والذي يصل أحيانا إلى النصف.
وحسب ما أفادت خبيرة التغذية لا يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من السكر المعقد؛ لذا يفضل محاربته وتقليل كميته إلى النصف في الأشربة والحلويات وهذا يوفر ما مقداره 10 دنانير شهريا.
زراعة الأسطح لغذاء بأقل التكاليف
وأضافت أخريات أن اتباع المواسم في الطهي والشراء يساعد على شراء المواد بسعر رخيص، بمعنى أن شراء “الملوخية” في موسمها أرخص من شرائها خارج موسمها؛ وهو ما يتيح لربة الأسرة الفرصة لتخزينها بطرق الحفظ المختلفة للاستفادة منها في وقت لاحق، وبكلفة قليلة، وكذلك “تنشيف” البندورة والفلفل وتفريز الفول والليمون وتخليل الزيتون والخيار.
ويرى البعض أن تصنيع الأجبان في البيت والزراعة من دون تربة على الأسطح أو الشبابيك أو شرفات المنازل، مثل زراعة البقدونس والنعناع والبندورة والفراولة يوفر الكثير من احتياجات الأسرة، فيما لم تنس “أم سميح” النصح بعدم رمي الأوراق الخضراء الموجودة في الجزر واللفت والفجل للاستفادة منها في صنع السلطة، حيث تقول: هذه الأوراق التي ترمى ذات قيمة غذائية كبيرة، يمكن من خلالها صنع طعام شهي وصحي أيضا.
فيما اقترحت إحدى ربات البيوت تنشيف قشر البرتقال وطحنه لاستخدامه في التتبيل وفي الحلويات، ويمكن صناعة المربى منه ومن قشر البطيخ أيضا، وكذلك الحال في كثير من الفواكه المثيلة لغذاء بأقل التكاليف.
أفكار لغذاء بأقل التكاليف
وتبدي خبيرة التغذية ميسون فضة إعجابها بهذه الأفكار، خاصة تلك المتعلقة باستخدام قشور الخضروات والفواكه، وتقول: “القيمة الغذائية بهذه القشور عالية جدا”.
ولتدعيم النتائج الصحية لما توصلت إليه ربات البيوت، تنصح بالابتعاد عن السكريات المصنعة والمعلبات والاعتماد على الطهي المنزلي لأخذ الفائدة القصوى واستخدام الزيوت النباتية في الطهي والتركيز على زيت الزيتون.
وتضيف: “التزام هذه النصائح مع الأفكار المطروحة يحققان معادلة الغذاء الصحي بأقل التكاليف”.
والغذاء الصحي -كما تحدده ميسون- هو الذي تتوفر فيه المجموعات الغذائية الأساسية الأربعة:
هرم الغذاء الصحي لغذاء بأقل التكاليف
أولاها: المواد البروتينية التي تدخل في تركيب كريات الدم الحمراء، وفي الأجسام المضادة لمقاومة الأمراض وتكون موجودة في اللحوم والبقول والبيض والحليب والمكسرات.
وثانيتها: المواد الدسمة التي تساعد على نقل بعض الفيتامينات إلى أماكن امتصاصها في الجسم ولأنها تحترق ببطء، فهي تعمل على التقليل من الشعور بالجوع أو إبطائه.
أما ثالث هذه العناصر فهي المواد السكرية، وهي المصدر الأساسي للطاقة والتي توفر بعض مواد البناء لأنسجة وأعضاء الجسم والتي نجدها في الفواكه والحبوب.
وأخيرا الفيتامينات والعناصر المعدنية التي تلعب دورًا مهمًّا في العمليات الحيوية في الجسم وتنظم عملية البناء والتركيب في أنسجة وخلايا الجسم المختلفة.
لقمان إسكندر