قاموسه العاشق للشرق لـ روني غيتان
بأسلوب شفاف متحرّر من إكراهات الصياغة الأكاديميّة الجافّة المتعالمة وضع الكاتب الفرنسي المتخصّص في الأديان المقارنة روني غيتان قاموسا امتدّ على ثمانمئة صفحة لكي يعلن عشقه للشرق وعوالمه الساحرة. ورغم اشتهار روني غيتان في الأوساط الفرنسيّة بأنّه من زمرة الكتّاب الملتزمين بالدفاع عن حوار الحضارات وتفاعل الديانات والثقافات، فإنّ “قاموسه العاشق للشرق” لم يكن وليد اهتماماته الآنيّة أو تخصّصه الضيّق، بل إنّه ثمرة من ثمار طفولته التي لم ينقطع فيها يوما ما عن محاورة الشرق والحلم به. في مقدّمة “القاموس العاشق” يسترجع الكاتب سنوات صباه المبكّر فيشير إلى الأثر البالغ الذي تركته فيه تلك البطاقات البريدية التي لم ينقطع والده عن إرسالها له خلال تنقّلاته عبر المرافئ والبلدان، عندما كان يشتغل في رتبة ضابط سام في البحرية الفرنسيّة. فقد كانت كلّ بطاقة حافزا إلى مزيد الاقتراب من عوالم الشرق والغوص في تفاصيلها لكي تكتمل لديه الصورة التي حصّلها أيضا من خلال مطالعاته لكتابات الرحالة والروائيّين والمغامرين أمثال شاتوبريان ونرفال ولامارتين. على امتداد سنوات طويلة ظلّ الشرق لدى روني غيتان موضوع عشق مكتوم ثمّ استوى أخيرا في شكل قاموس ضمّ مداخل عديدة اهتمّت بالأمم والطوائف والشعوب، كالعرب والأتراك والفرس والمصريّين واليهود والأنباط والإيزيديّين كما اهتمّت أيضا بالمدن والحواضر التاريخية العظيمة.