تجربتها نموذج مشرف لكل امرأة فهي تستحق منا أن نبرز تجربتها المليئة بالأمل والمثابرة لأنها فنانة ذات موهبة فطرية تحدت كل الصعاب التي واجهتها فانتصرت علي المرض اللعين فأصبحت قدوة يحتذي بها أنها الفنانة ماجد حنفي عاشقة فن الزجاج المعشق التي اقتنصت احترام كل المحيطين بها رغم إعاقتها الحركية.
اختزنت ماجدة بداخلها موهبتها الفنية لسنوات طويلة ولكنها أدركت قيمتها في أشد المواقف صعوبة عندما أصيبت بمرض سرطان المخ منذ عشر سنوات ورغم كل ما مرت به من آلام عضوية ونفسية إلا أن اليأس لم يتمكن من الوصول إليها فقد قابلت أصعب مواقف الحياة بإيمان شديد ورضا تام.
وذكرت صحيفة روز اليوسف المصرية إن ماجدة قد تمكنت من هزيمة المرض بل أنها جعلت منه نقطة تحول في حياتها إلي الأفضل فساعدها علي اكتشاف موهبتها وتوظيفها بشكل إيجابي وفي عام 2003 بدأت أولي خطواتها نحو فن الزجاج المعشق وخلق مجموعة من الأعمال الفنية اليدوية منها وحدات إضاءة مجسمة وانتيكات من الموزاييك والزجاج المعشق المطعم بالرصاص أو بالنحاس بالإضافة إلي رسم لوحات ملونة.
تصر ماجدة علي استخدام الزجاج البلدي اليدوي رغم صعوبته وندرة وجود من يقومون بتصنيعه إلا أنها حريصة علي احياء هذه الحرفة والحفاظ علي التراث المصري الأصيل كما تعتمد علي نفسها في تنفيذ تصميماتها للوصول إلي عمل فني مميز ولا تخشي صعوبة مراحله منها تقطيع وقص الزجاج وتعشيقه ولحامه.
وفي حديثها لنا لم تغفل دور زوجها في مساندتها طوال سنوات زواجهما حيث يداوم علي تشجيعها إلي جانب أبنائها الذين يقدرون عملها فلقد كانت حريصة علي نقل خبراتها لهم حتي تجعل منهم أفراد منتجين في المجتمع وغرست في نفوسهم حب الفن لاسيما الزجاج المعشق وعلمتهم أسس هذا الفن فأصبح كلا منهم يصمم أعمالاً خاصة به.
رغم أنها انتصرت علي المرض وتعايشت مع إعاقتها إلا أنها لاتزال تعاني من الكثير من المعوقات من أهمها ارتفاع تكلفة تأجير مكان لعرض منتجاتها في المعرض الذي أقامه صندوق التنمية الاجتماعية مؤخراً فالأرباح لا تغطي تكلفة انفاقها فضلاً عن أن الدعاية للمعرض ضعيفة مما يؤثر علي نسبة الإقبال والمبيعات التي تحققها كما أن انتشار المنتجات الصينية ذات الأسعار المنخفضة والتي تعد من أكبر التحديات ولكنها تتسلح بالمثابرة والعزيمة لتتخطي هذه الصعاب.
نهي عابدين