تمكن فني فلسطيني من مادة الحديد صنع مرجل للتدفئة المركزية “بويلر” بأشكال متعددة، من مادة الحديد ، يعمل بواسطة مخلفات عصر ثمار الزيتون، التي يطلق عليها (الجفت).
ويؤكد رياض عامر، أن جهاز المرجل من مادة الحديد، يوفر التدفئة المركزية والماء الساخن، على مدار 24 ساعة، من خلال استغلال مخلفات عصر ثمار الزيتون، التي يستطيع الإنسان الحصول عليها مجانا، وبدون مقابل.
وأشار عامر إلى أنه بذلك، ساهم أيضاً في التخلص من فضلات عصر ثمار الزيتون، التي كانت تشكل مكرهة بيئية، بسبب تجمع هذه المخلفات، بالقرب من عصارات الزيتون التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل كبير.
تكلفة اختراع مرجل من مادة الحديد
يضيف المخترع: “الجهاز الجديد الذي اخترعته غير مكلف، إذ يستطع الإنسان الحصول على ماء ساخن وتدفئة طوال فصل الشتاء، أي على مدار أربعة شهور، وعلى مدار 24 ساعة، وليس لساعات معدودة، بتكلفة لا تزيد عن 70 دولاراً، هي أجرة السيارة التي ستقوم بنقل مادة الجفت، إلى أي مكان يريده الشخص داخل فلسطين”.
وتابع قائلاً:” كما أن الجهاز يوفر التدفئة والماء الساخن للمبنى كله، ولشقتين تبلغ مساحتهما 150 مترا، وليس لغرفة واحدة فقط، كما هو الحال في أجهزة التكييف، إضافة إلى أنه أقل ضررا بالبيئة، مقارنة مع جهاز “البويلر” الذي يعمل على الديزل، ولا توجد فيه أي خطورة على البشر مقارنة بالأجهزة الأخرى”، على حد تعبير عامر.
وأوضح أن الجهاز يعمل ويتوقف عن العمل، بشكل “أوتوماتيكي”، ويوضع في أي مكان يريده الشخص، بجانب البيت أو بعيداً عنه أو على سطح المنزل وأماكن أخرى.
وأضاف عامر، أنه إضافة إلى التدفئة وتوفير الماء الساخن، فإن الجهاز من مادة الحديد يستخدم أثناء عمله كفرن للطعام وإنتاج الخبز. وأشار، إلى أن فكرة هذا الجهاز قديمة، وأنه بدأ في تلمس اختراعه منذ عام 1994، رويدا رويدا، حتى وصل إلى ما عليه الآن، وأنه على الرغم من تركه مقاعد الدراسة، إلا أن لديه موهبة، حيث يستطيع أن يصنع أي جهاز، من مجرد رؤيته، مشيرا إلى أن المواد المستخدمة في صنع جهاز “البويلر”، هي الحديد وجفت الزيتون فقط.
ويؤكد على أن جهازه يضاهي أجهزة التكييف الحديثة، من حيث الكفاءة، لكنه أغلى قليلا، حيث يصل سعر الجهاز الذي صنعه، نحو 2300 دولار أمريكي، بينما أجهزة البويلر التي تعتمد على مشتقات النفط “الديزل”، تكلف نحو 1500 دولار، مرجعا سبب ارتفاع سعر الجهاز إلى ارتفاع أسعار الحديد، وأنه في حال انخفضت أسعار الحديد، فإن عامر يؤكد أن سعر اختراعه سيقل تلقائيا. وقال عامر: “لم تصلني مساعدات من أي جهة لتطوير المشروع، إذ أنه بحاجة إلى رأس مال، كما أن أحدا من المسؤولين لم يبد اهتماما بالمشروع، ربما لأنهم لم يعلموا عنه، مع انه الأول من نوعه في العالم وفي فلسطين، وفي حال توفر رأس المال، سأقوم بتطويره وأعرض هذا الاختراع على المسؤولين”، حسب تعبيره.
وأشار عامر إلى أن أبناء بلدته يقبلون على اقتناء هذا الجهاز، إضافة إلى أن هناك إقبالاً من أصحاب مزارع الدواجن، التي تحتاج إلى تدفئة، حيث وفر هذا الاختراع مبالغ طائلة كانت تصرف على التدفئة، أما الآن فيقول عامر “فإن مزارعهم تحصل على التدفئة مجاناً”.
وأكد عامر، أنه على الرغم من عدم إكمال دراسته، إلا أنه يقوم بنفسه بتصميم الأجهزة، وفق حسابات وقياسات دقيقة، وأن العديد من المهندسين الذين التقاهم أبدوا إعجابهم واستغرابهم في نفس الوقت من دقة القياسات التي وضعها، مشيرا إلى أنه يطمح في إنشاء مصنع كبير، على مستوى فلسطين، وأن يصدر إنتاجه إلى دول العالم.
وطالب عامر السلطة الفلسطينية، ورجال الأعمال، بدعم الاختراعات المحلية، والاهتمام باختراعه لإنتاج مرجل من مادة الحديد ما وصفها بـ “صناعة فلسطينية، تضاهي الصناعات الحديثة، وفي نفس الوقت لا تستهلك إلا القليل من المال”.
وأكد عامر، أنه حصل على ترخيص لإقامة مصنع منذ عام 1993، إلا أن سلطات الاحتلال أعاقت إقامته، بحجج مختلفة من بينها أن المنطقة التي أراد إقامة المصنع فيها، يمنع البناء فيها، على الرغم من أن عامر يؤكد أن هناك أرضاً خصصت للمصنع، كما منعه الاحتلال من إقامته داخل البلدة، بحجة أنه مضر بالبيئة، ومزعج للسكان وغير ذلك من الحجج.
وأشار عامر، إلى أن اختراعه مادة الحديد بمثابة رسالة للعالم، أن الفلسطيني، قادر على الإبداع حتى في أحلك الظرف وأصعبها، “فكيف إذا توفرت لنا الظروف كما هو في باقي العالم، أكيد أن العالم سيبهر بما نصنع”، حسب وصفه.
ويشيد المواطن الفلسطيني، خالد سليمان، من بلدة بلعا، والذي يملك جهاز “بويلر” من صناعة عامر، بالاختراع، ويؤكد أن الجهاز يوفر “تدفئة رخيصة جداً”، ويقول: “على مدار عامين، لم يكلفني الجهاز لتشغيله سوى 350 شيكلا فقط، أي (80 دولاراً)، هي أجرة الشاحنة التي قامت بنقل مادة الجفت من معصرة الزيتون. وأضاف، أحصل على الماء الساخن وتدفئة للمنزل كله، الذي يتكون من خمس غرف و3 حمامات، مشيراً إلى أنه يستخدم الجهاز هو وجيرانه، كفرن لطبخ الطعام وعمل الصواني، والمشاوي، وإنتاج الخبز .