«إنها أقوي من الأموال، وأمضي من السياسة، إنها الأفكار، القوة الخفية، التي تعمل علي توجيه هذا الكوكب».. هكذا كان تقديم مجلة «تايم» الأمريكية لـ١٠ أفكار، تعتقد أنها ستغير شكل العالم الذي نحيا فيه، فالأفكار هي التي توجه الناس، وتوجه تصرفاتهم وتجعلهم سعداء أو غير ذلك.
الدراسة الجادة للإرهاب في الـ٢٠ عاما الماضية، تثير تساؤلاً واحداً هو: لماذا ينضم الناس إلي الجماعات الإرهابية؟
ووفقا لتقرير صدر عام ٢٠٠٧، عن إدارة شرطة مدينة نيويورك، فإن الإرهابيين لا ينضمون للجماعات الإرهابية لأنهم فقراء، أو مضطهدون دينياً، ولكن يبدو أن دافعهم لذلك هو البحث عن شيء مثير أو حالة معينة، حتى ليبدو أنهم يقاتلون الوحدة.
والسؤال الذكي، الذي بدأ الخبراء في طرحه هو: لماذا يترك الناس الجماعات الإرهابية؟
جون هورجان، الخبير النفسي، أجري مقابلات مع ٢٨ إرهابياً سابقاً من ١٣ منظمة إرهابية، بينها ٥ مجموعات إسلامية متطرفة، وروي هؤلاء الإرهابيون السابقون قصصاً مماثلة عن خيبة الأمل، وكان المذهل هو وجود قواسم مشتركة بين أعضاء الجيش الجمهوري الأيرلندي وأعضاء في الجماعة الاسلامية في جنوب شرق آسيا، التي لها روابط مع تنظيم القاعدة.
ويقول هورجان: «إن الكثيرين من هؤلاء الإرهابيين السابقين أصابتهم خيبة الأمل بسبب حياة الإرهاب»، مضيفاً: «إن الواقع الذي عاشوه لم يكن يرقي إلي مستوي ما تخيلوه».
يعتقد الاقتصاديون أن أقل المجتمعات إنتاجية هي تلك التي تحرم فيها المرأة من الانضمام لقوة العمل، لاسيما في الدول النامية، التي لا تمتلك المرأة فيها الأدوات الرئيسية لاكتساب عيشها، بدءا من التعليم مرورا بالتدريب انتهاء برؤوس الأموال، حتي إن دراسة في جامعة لندن تظهر أن الهند تتمتع بأعلي معدل نمو اقتصادي بين الدول النامية، وهو ما يربطه كثيرون بارتفاع معدلات التعليم بين نسائها.
وعلي الرغم من ذلك فإن غالبية الأعمال التي تمتلكها نساء في دول العالم الثالث تبقي أعمالا صغيرة، حتي إن ٩٧% من المشاريع التي تمتلكها نساء في مصر، يعمل بها أقل من ٥ عمال، وهو ما دفع البنك الدولي لتمويل برنامج كبير لتعليم المرأة كيفية إدارة الأعمال.
عندما فتح «كلارنس سوندرز» متجره الأول في عام ١٩١٦ كان ذلك مذهلا بالنسبة للناس، حيث إنهم اعتادوا أن المتجر مكان يمكنهم أن يسألوا العامل فيه عما يريدون ليحضره لهم ويدفعوا ثمنه ثم يرحلون، ولكنهم لم يألفوا النظام الجديد الذي يقوم علي تجول المشترين بين الأرفف المليئة بالبضاعة، لينتقوا منها ما يريدون، قبل أن يدفعوا ثمنها قبل مغادرة المتجر.
غير أن فكرة خدمة الإنسان لنفسه توسعت كثيراً، فبجانب محال البقالة الكبيرة، اتسع الأمر ليشمل غالبية شركات الطيران والسياحة والفندقة التي يتم الحجز فيها بالكامل بدون التعامل مع الموظفين، بل إن شركة «آي. بي. إم» لخدمات البرمجة قامت بعمل سلسلة من مطاعم «السوشي» التي يقوم فيها الزبون بإدخال طلباته علي كمبيوتر يعمل باللمس، وهو ما يؤكد عدم الحاجة للنادل، وهو ما يثير تساؤلات عديدة، حول ما إذا كان اختفاء خدمة العملاء سيعمل علي تحسين مستوي الخدمات المقدمة ويزيد من إنتاجية الخدمات المقدمة أم سيعمل علي العكس؟
من يشاهد فيلم «أسود وحملان» للنجوم روبرت ريدفورد وميريل ستريب وتوم كروز لابد أن يثور في ذهنه السؤال التالي: هل انتهي عهد النجوم السينمائيين؟
فقد كان وجود ممثل مشهور، وذي سمعة جيدة، في بطولة المسرحية ضمانا لحضور عدد كبير من الناس بها، كما كان شارلي شابلن ممثلا عالميا حظي بشهرة كبيرة للغاية في العقد الثاني من القرن العشرين، وعلي الرغم من تغير كل شيء في السينما فإن أهمية النجم بقيت كبيرة، حتي إن النجم السينمائي قد يحصل علي ٢٥ مليون دولار، لأنه ضمانة للحصول علي عائدات مرتفعة من الفيلم.
إلا أن هذا الاتجاه بدأ في التآكل تدريجياً، حتي كاد ينتهي في عام ٢٠٠٧، حيث إن الأفلام الناجحة، التي حققت عوائد تربو علي الـ٢٠٠ مليون دولار، لم تكن أفلاماً يقوم بها أبطال، وذلك مثل أفلام «سبايدر مان ٣» و«٣٠٠» و«المتحولون» و«هاري بوتر» حيث كانت أفلاماً غاب عنها البطل الشهير، وقد يقول البعض: إن هذا بفضل اعتمادها علي التشويق والتكنولوجيا العالية، غير أن فيلماً مثل «جونو» (فيلم شبابي حقق نجاحا هائلا) حقق نجاحه اللافت بسبب قصته وأسلوب أداء الفيلم، وليس لأي سبب آخر، وهو ما يؤشر لاحتمال أن نشهد انتهاء قريبا لفكرة الممثل الأوحد.
في بلد مثل الولايات المتحدة يظهر أن ٣ من كل ٥ أمريكيين يتمتعون بنظام التأمين الصحي، الذي يوفره لهم مالكو الشركات التي يعملون بها، غير أنه من المرجح أن نصل تدريجيا إلي الوقت الذي يجبر فيه كل صاحب عمل موظفيه علي أن يكونوا أصحاء ويهدد بطردهم من العمل إذا لم يكونوا كذلك.
ويتضح ذلك من خلال اتجاه شركات مثل مايكروسوفت ودو كيميكال لدفع علاوات للموظفين، الذين يقلعون عن التدخين أو الذين ينخفض وزنهم، وذلك انطلاقا من فكرة أن من مصلحة الشركة أن يكون موظفوها أصحاء، حتي لا تدفع الشركة تكاليف علاجهم، كما كلفت العديد من الشركات «مراقبي أغذية ومدربي لياقة» للتعاون مع موظفيها لتحسين حالة موظفيها الصحية.
ولا يقتصر دور الرؤساء هنا علي التحفيز لتحسين الصحة فقط، ولكن كثيرين يستخدمون «العصا» أيضا، من خلال التهديد بفصل الموظفين الذين تزيد نسبة النيكوتين في دمائهم علي نسبة معينة.
هل تقومين بالطبخ كالحمقاء، فتلقين بالمكرونة الإسباجتي إلي الحائط، للتأكد ما إذا كانت نضجت أم لا، وهل وضعت كمية من ملح الطعام جعلت تناولها مستحيلا؟
لا تندهشي من ذلك، فخلافاً لمعتقدات الكثيرات تؤكد شركة ماكدونالد أن طهو الطعام ليس فنا ولكن علم، ونما هذا الاعتقاد في الآونة الأخيرة مع نمو الحركات التي تطالب بالعودة للغذاء الصحي والخالي من الكيماويات والتعديلات الوراثية.
ولعل ما يؤكد أن الطبخ سيصبح علما في المستقبل، هو عالم الكيمياء كينت كيرشنبام، الذي اكتشف مجموعة من طرق الطهو والمواد التي يمكن وضعها سويا للتوصل إلي نتائج ممتازة في طهو الطعام.
علي الرغم من توقيع بروتوكول كيوتو، الذي يهدف لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري فإن العالم قد لا يكون قادرا علي مواجهتها، بما يهدد باحتمال ذوبان ثلوج المحيط القطبي المتجمد بحلول صيف عام ٢٠١٣، وعلي الرغم من أن الكثير من العلماء يرون أن الحل الوحيد هو في الإقلال من المنتجات الكربونية بشكل حاد وفوري إلا أن بعض العلماء يختلفون مع ذلك، ويرون أنه يمكن التوصل إلي ذلك من خلال الهندسة الحيوية.
وتعتمد تلك الفكرة علي العديد من الأفكار البسيطة، مثل استخدام المرايا العاكسة للأشعة لإعادتها إلي الفضاء، أو حتي طلاء أسطح المنازل باللون الأبيض، وهو ما يقلل من القدر الذي تمتصه ويزيد مما تعكسه، حتي إن بول كرتزن حصل علي جائزة نوبل عام ٢٠٠٦ لأنه ابتكر طريقة تمكن من نشر بعض المواد في الغلاف الجوي، مما يعمل علي تلطيف درجة حرارة الأرض.
أنهي القرن العشرين سيطرة أوروبا المطلقة علي العالم سياسيا واقتصاديا، ويبدو أن القرن الحادي والعشرين سيشهد بدوره انتهاء الهيمنة الأمريكية، لتصعد قوي مثل الصين والهند والبرازيل لتنتهي فكرة القوة العالمية الواحدة.
ويمكن التأكيد علي أن هذا من شأنه أن يضيق الفجوة العالمية بين الأغنياء والفقراء، وبين الأقوياء والضعفاء، ليمكن الحديث بين عالم ليس فقط متعدد الأقطاب، ولكنه يشهد حالة من العدالة النسبية بين دول العالم، ليكون التحدي الحقيقي الذي يواجه البشرية، هو كيفية التعامل مع ٦.٦ مليار شخص يحيون علي وجه الأرض بما يملكونه من موارد.
في سبعينيات القرن الماضي كانت هناك شكوي عالمية من زيادة السكان، أما في التسعينيات فقد كانت الدول المتقدمة تشكو قلة عدة السكان، أما الآن فهي تئن تحت وطأة قلة عدد العمال من الشباب، بوصفهم القوة القادرة علي إدارة المصانع والمنشآت، مقارنة بالعجائز الذين تزايد عددهم حتي أصبح قاطنو بلد مثل اليابان مثلا يرون في بعض الأحوال أن من يتخطي سن الـ١٠٠ فقط هم العجائز، حيث بلغ عدد من تخطوا المائة عام ٨٢ ألف شخص.
وعلي الرغم من أن زيادة أعداد المسنين تعني ارتفاع تكلفة رعايتهم صحيا، فإنها قد تكون مفيدة إذا ما كانوا من نوع العجائز اليابانيين الذين يشاركون في العمل والسياسة بنشاط.
من يتحدث مع الأفارقة يلمس لهجة متفائلة في حديثهم، وهو ما يثير التساؤل حول سبب هذا التفاؤل، في ظل المشكلات الهيكلية التي تعاني منها القارة.
ويرجع تفاؤل الأفارقة إلي النجاحات المتتالية التي تحققها قارتهم، بدءا من نجاحهم في بدء حملتهم الهادفة لمحاربة الكوليرا، مروراً بتقدم العديد من اقتصاديات الدول الأفريقية حتي إن إثيوبيا (من أضعف الدول اقتصاديا في العالم أجمع) حققت معدلات نمو تقترب من الـ١٠% خلال الـ٤ سنوات الماضية، وهو ما يثير التفاؤل بشأن مستقبل القارة السمراء.
خالد عمر عبد الحليم