معالم في طريق النجاح : الكثير من الرياضيين يمنون بالزلل والتزلزل، فهم يمارسون تمارينهم الواحد تلو الآخر، ولا يعطون لأنفسهم استراحة بعد الفراغ من كل مرحلة. مهما كان العمل الذي تنهمكون فيه طويلاً، ولكن يجب أن تمنحوا أنفسكم جائزة أو مكافأة عن كل نجاح تحرزوه. إذا انتهيتم من عملكم اليومي، بوسعكم الاستمتاع بمشاهدة فيلم. وإذا فرغتهم من تمارينكم الشهرية اشتروا لأنفسكم مثلاً أحذية رياضية مكافئة لها على انتهائها من هذه المرحلة. فهذه المكافئات تحضكم على العمل بجد أكبر.
– عودوا إلى الماضي:
في سنة 1995 فاز “توني غين” للمرة السادسة في مسابقات الغولف. فقد كان يسجل كل ألعابه ثم يعود ليراجع ما قام به عن طريق هذه الأشرطة محاولاً في التمارين اللاحقة تفادي كل الأخطاء التي شاهد أنه وقع فيها.
لا يمكن تسجيل الأحداث في أثناء العمل أو الدراسة، ولكن يمكن التفكير في الماضي، والسؤال بعد نهاية يوم من العمل أو ساعة من الدراسة أو شوط من التمارين: ما الذي جنيته من عملي هذا؟ وأي أجزاء العمل بحاجة إلى تركيز أكبر؟ وما الذي ينبغي أن أستعد له يوم غد؟
ـ عليكم بنوم القيلولة:
فضلاً عن الاكتشاف الذي توصل إليه آندرس اريكسون من أن العازفين المميزين يقضون ساعات أكثر في التمارين من العازفين الأدنى منهم مرتبة، فإنه توصل إلى اكتشاف مهم آخر وهو أنهم ينامون وقت الظهيرة لمدة قصيرة. فالاستراحة القصيرة بعد شوط من التمارين الشاقة الدقيقة، تمنح الإنسان طاقة جديدة جسمياً وروحياً.
العديد من الأشخاص يعتقدون أن العمل الدؤوب هو العمل الذي لا توقف فيه. لكنكم إذا واصلتم العمل إلى حد التعب المفرط، لم تجنوا أية ثمار أو نتائج. فإذا تعبتم ستكثر أخطاؤكم ولابد من تصحيح هذه الأخطاء.
كما أن الاجهاد الشديد يسوقكم إلى أساليب غير مناسبة وخاطئة، وقد تتحول هذه الأساليب إلى عادة لا تستطيعون تركها. لذا قرروا زمناً للنوم أو الاستراحة ضمن برنامجكم. ولابد أن تناموا لفترة قصيرة خلال النهار سواء كنتم في البيت أو حتى في محل العمل. أياً كان يجب أن تتعلموا تجديد قواكم بعد كل شوط من العمل.
ـ ينبغي أن يكون لكم مشجعوكم:
بغض النظر عن أهمية الغايات والمطامح، فإن العمل هو الجزء الأصعب. أنتم دائماً بحاجة إلى مشجع يدفعكم إلى الأمام. عندما كنت مدرباً لفريق كرة السلة، كنت أطلب من أولياء أمور الأطفال الأعضاء في الفريق أن يحضروا التمارين ليشجعوا أبناءهم. وحينما سأل أحد الخريجين أسباب نجاح الرياضيين، أجابوه بشيئين: العمل الدؤوب وتشجيع الأبوين.
حاوروا زوجاتكم وأبناءكم وزملاءكم عن مطامحكم، وعن إمكان مساعدتهم لكم في بلوغها. إنكم بحاجة إلى دعمهم، وهم أيضاً يحتاجونكم في الوصول إلى مطامحهم.
ـ خذوا بنظر الاعتبار الجوانب الإيجابية في العمل:
عندما كنت أدرس في جامعة كاليفورنيا الجنوبية لنيل الدكتوراه، كنت أسجن نفسي أواخر الأسبوع في غرفة المطاعة التي صنعتها لنفسي في الكاراج. وفي نهاية أحد الأسابيع أخذ أحد أصدقائنا عائلتي إلى ديسني لند. وحينما اتصلوا هاتفياً من هناك قالوا: ((نشارطك أنك ترغب لو كنت معنا هنا)) في البداية غضبت لكلامهم هذا ورحت أندد وأستنكر، لكنني بعد ذلك أسفت لنفسي على جوسي وحيداً في الكاراج الساخن أدرس وأذاكر في حين يرفه الآخرون عن أنفسهم. ثم حاولت السؤال من نفسي لماذا أنا هنا؟ كنت أريد أن اصبح الدكتور أندرسون. التفكير بهذا الشيء كان طيباً بالنسبة لي. غضضت الطرف عن حرارة الجو ومسحت من ذهني آثار تلك المكالمة الهاتفية وواصلت عملي.
كاتب اسمه جزيف كونراد كتب يقول: “العمل يعطيكم الفرصة لمعرفة أنفسكم” وإذا اعتبرتم العمل ضرباً من العقاب لن تبلغوا أهدافكم أبداً. إن العمل بجد وكد تصاحبه عادة ظروف صعبة مؤلمة. ربما مررتم بلحظات رغبتم فيها أن تتركوا كل شيء. ولكن في كل عقبة وهزيمة ثمة فائدة. العمل العسير طريق يوصلكم إلى طموحاتكم.
جون اندرسون