حصل مهندس الميكانيكا خليفة دسوقي على جائزة أفضل الابتكارات الصناعية التى تمنحها الهيئة العربية للتصنيع وكانت الجائزة الأولى عن قيامه بتصميم وتصنيع ماكينة اركت تستخدم في مجال الدعاية والإعلان وأعمال الموبيليا وتتفوق على المستورد جودة وسعرا مما جعل إحدى الشركات الكبرى تتعاقد معه على إنتاجها للأسواق والجائزة الثانية كانت عن ابتكاره لجهاز للإنذار والإطفاء الذاتي للحرائق مما يوفر على وطنا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات . إلى جانب العديد من الابتكارات التى وصلت إلى 42 اختراع.
مشوار الاختراع
يقول خليفة دسوقي محمد ابن الأسرة البسيطة عن بداية علاقته بعالم الاختراع بأنها بدأت من سوق الكانتو حيث كانت تصحبه أمه وهو طفل لتشترى له الألعاب القديمة بما استطاع تحويشه من مصروفه البسيط ليبدأ عالمه الساحر في فك وتركيب الألعاب والكشف عن أسباب وطريقة تشغيلها وانتهت تلك المرحلة فى عمره الصغير بان بدأ هو في عمل العاب للأطفال من مكونات الألعاب المستعملة . وبعد تلك المرحلة يقول بدأ وعمره 15 سنه بأخذ مقاولات إدخال الكهرباء لشقه كاملة وفى غمرة انشغاله لم ينس حلمه وكان يستخدم كل دخله في تصنيع آلات تساعده على تنفيذ اختراعاته وبالفعل قام بتصنيع متأب حديد وماكينة صنفرة وتفريغ وماكينة الاريكت والمدهش ان ماكينة الاريكت التى صنعها بإمكانياته البسيطة هي التى طورها بعد ذلك ليفوز بها بأفضل اختراع على مستوى الجمهورية في مسابقه نظمتها الهيئة العامة للتصنيع كان ينافسه فيها العشرات من العلماء حملة الدكتوراه والمهندسون المحترفون .
رحلة ما بعد الجائزة
يقول خليفة أعطتني هذه الجائزة دفعه كبيره وثقه في أننى على الطريق الصحيح وخاصة إنها من محكمين على أعلى مستوى من العلم والمصداقية .ويتذكر خليفة أن الماكينة التى فاز بها مول تصنيعها من جمعيه عملها مع أصدقائه في العمل وما زال يدفع أقساطها إلا إن الفوز جعله يواصل الكفاح لتنزيلها السوق قبل التعاقد عليها0 بالفعل نجح في بيع ماكينة كانت فاتحة الخير في بيع المزيد منها . وعن تنفيذ باقي اختراعاته يحدثنا خليفة بإحساس يملئه الشجن بان الماكينة التى تعاقد عليها فكر فيها وعمره 16 سنه والآن أصبح عنده ثلاثون سنه وهو ما يجعله يطلق سؤال حارق وهو متى ستنفذ اختراعاته الأخرى .
لكنه رغم كل شيء لا يكف عن المحاولة والسبب يقوله ببساطة هو أنه مؤمن بعمله وممارسته تسعده ويشعر انه من الممكن أن تساهم اختراعاته في جعل حياة الناس أفضل . وعندما سألته عن أمنياته ليواصل أبحاثه واختراعاته أجاب خليفة انه يحتاج لمعمل يساعده على تنفيذ أفكاره ومشاريعه وكذلك لتمويل وتسويق اختراعاته ومازال يشتاق لفرصه تعليم راقية يتعلم فيها احدث ما توصل إليه العلم في مجاله حتى تتسع مداركه لأنه يشعرانه يستطيع أن يعطى لوطنه والإنسانية أكثر من ال 42 اختراع الذى يعتبرهم جزء بسيط جدا مما يستطيع تحقيقه كذلك يتمنى أن تعود مسابقة الاختراعات لأنها المنفذ الوحيد للشباب لترى ابتكاراهم النور ولا يعلم سبب إلغائها .
ولا ينسى خليفة شركاء نجاحه فدائما يذكر لأمه مساعدتها له رغم دخلهم البسيط وكذلك زوجته التى تتحمل جلوسه في معمله فى كثير من الأيام لأكثر من 18ساعه وتشجيعها الدائم له وخاصة فى اللحظات الصعبة . وكذلك يذكر فضل الدكتور مدكور ثابت رئيس أكاديمية الفنون فهو دائم التشجيع له وهو من فتح له بعلاقاته ومحبته فرصه تسويق ماكينة الاريكت لإحدى الشركات الكبرى وكذلك اللواء نبيل عامر رئيس تلك الشركة فهم من القلائل المؤمنين والمحتضنين لإبداعات الشباب فبتشجيع هؤلاء وبتصديق خليفة لحلمه وسعادته بممارسته هو ما يجعله يواصل عمله ولا يكتفي بعمل الاختراع على الورق ولكنه يسعى دائما لتحويله لمنتج يلمسه الناس فبعد ماكينة الاريكت صنع ماكينة لعمل بنسة الشعر الحريمى وبعض المنتجات الأخرى ومازالت هذه الماكينة تعمل بنجاح منذ ثلاث سنوات . ولا تنسى الصعاب لحظات السعادة فى مشوار كفاح خليفه فيؤكد أن لحظه فوزه في المسابقة لسنتين متتاليتين لحظات لا ينساها كذلك مقابلته للرئيس فى معرض الشباب وأمامه اختراعه أما مصدر السعادة الدائم فى حياته فهو محبته المتبادلة لامه وزوجته وأبنائه يوسف واحمد .