يقف الطالب الأزهري “أكرم عابد جانوف” في منتصف جناح جامعة الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية 53، يقرأ القرآن بصوت جهور وبأحكام التلاوة، ملامحه الآسيوية مع نطقه السليم الذي تظن معه أنه عربي المولد والنشأة والتعليم- جعل رواد جَنَاح الأزهر وما قاربه من منافذ بيع يأتون إليه ليستمعوا إلى قراءته المتقَنة للقرآن الكريم في مصحف الأزهر الشريف بطريقة “برايل” الذي يعد أول نسخة تجريبية من الأزهر دعمًا للمكفوفين وضعاف البصر.
“أكرم عابد جانوف” جاء من “طشقند” ليلتحق بالأزهر
يدرس “أكرم”, (وفقا لرجيدة الأهرام) بمعهد البعوث الإسلامية للوافدين، جاء من مدينة طشقند عاصمة أوزباكستان، ليلتحق بالأزهر الشريف، بِناءً على توصية من أستاذه “ديلمراد علي ماردانوف”، الذي تخرج في معهد الإمام البخاري بأوزباكستان، وسمع وعرف كثيرًا عن الأزهر من زملائه ويتابع أنشطة الأزهر وجهوده عبر المنصات الرسمية للأزهر على الإنترنت، ويتمنى أن ينتسب للأزهر علمًا ومنهجًا.
حلم العُمر
يؤكد “أكرم” أن كلام أستاذه “ديلمراد” عن الأزهر أثار في نفسه الشغف والحب لهذه المؤسسة العريقة، وجعله يتعلم اللغة العربية ويشرع في حفظ القرآن الكريم وأحكام التجويد والتلاوة، فحفظ في أوزباكستان ثلاثة أجزاء من القرآن سماعًا، وعندما وجد في نفسه القدرة على التحدث بالعربية وفهمها قرر المجيء إلى مصر والالتحاق بالمؤسسة التي لطالما حلم بالانتماء إليها والدراسة فيها والتعلم على يد علمائها وشيوخها.
يقول أكرم وهو يتحدث ببصيرة القلب وحب العلم: أَحمد الله أن حقق لي حلمي بالانتماء إلى أعرق مؤسسة دينية وتعليمية في العالم، وهي قبلة لكل طلاب العلم والمعرفة، وهناك الكثير من أصدقائي في أوزباكستان درسوا في الأزهر وحدثوني عنه بما جعلني آتي إلى هنا، وسأواصل الدراسة حتى الحصول على الشهادة الجامعية ومن بعدها الماجستير والدكتوراه، لأعود إلى بلادي حاملًا لرسالة الأزهر ومنهجه وأنشره في بلادي بين أبناء وطني.
مصحف الأزهر بطريقة برايل
يتحدث الطالب الأوزباكي عن رحلته مع التعليم وحفظ القرآن، فيقول إنه اعتمد على الاستماع وقرأ بعض الكتب بطريقة برايل، لكنها لا تتوفر كثيرًا، وهنا في مصر يعتمد على معلمي الأزهر بالمعهد الذي يدرس فيه ويأخذ العلم عنهم بالاستماع وهم يتحدثون باللغة العربية الفصحى، مشيرًا إلى أنه حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن في أوزباكستان ومنذ مجيئه إلى مصر في أكتوبر 2020م حفظ سبعة أجزاء سماعًا وعبر مصحف اشتراه في أوزباكستان بطريقة برايل وسوف يواصل حتى يحفظ القرآن الكريم كاملًا ويتعلم علومه ويتدبر معانيه.
وأعرب الطالب الأزهري عن سعادته بإصدار الأزهر لأول نسخة تجريبية من مصحف الأزهر بطريقة “برايل”، وأن هذا يمثل دعمًا كبيرًا للمكفوفين وضعاف البصر، ويتمنى أن يواصل الأزهر دعمه للمكفوفين بإتاحة نسخ من المصحف للبيع بعد ذلك وكذلك إصدار كتب بطريقة برايل في مختلِف مراحل التعليم، لأنها تدعم المكفوفين وتسهل عليهم كثيرًا في طلب العلم.