رغم أن عمره لم يتجاوز الـ24 ربيعا إلى أن المخترع المغربي عبد الله محمد شقرون مزداد بلغت 25 اختراعا مختلفا تنوعت ما بين اختراعات خاصة بميكانيكا السيارات إلى اختراعات أخرى عسكرية والطبية، ورغم أن اختراعاته كلها نالت إعجاب المتخصصين إلا أنه لم يجد من يقدر ويحتضن موهبته واختراعاته التي نال عليها العديد من الجوائز في المحافل المحلية والدولية، يروي المخترع قصته في السطور التالية..
بتاريخ 5غشت 1984 بمدينة تطوان -المملكة المغربية- ولدت وسط أسرة ميسورة الحال مكونة من أب عامل بهولندا وأم ربة بيت وأربعة أخوات، اهتم والدي منذ صغري بتعليمي القرآن الكريم لذلك ألحقني بكتاب وكان هذا بمثابة وضع الركيزة الأساسية لي، بعدها التحقت الروضة ثم المدرسة، وكنت مجتهدا في الدراسة حتى السنة التاسعة إعدادي التي رسبت فيها- كان عمري حينها 15 سنة”.
لم يكن رسوب شقرون نقطة يأس أبدا، بل كانت نقطة الانطلاقة له، إذ عمد إلى رسم الخطوط العريضة التي ستسير عليها حياته العملية والعلمية، وكما تقول الحكمة “رب ضارة نافعة”، وهذه الحكمة هي التي آمن بها في فترة كبوته، ويقول عن هذا الحدث:
“كان هذا الرسوب صدمة لي ولأسرتي، ولكني استغللتها لصالحي بأن جلست مع نفسي وبرمجت رسالتي في الحياة وكتبتها وبدأت بتطبيقها بأن كررت تلك السنة الدراسية ونجحت فيها ودخلت التكوين المهني شعبة ميكانيك السيارات رغم امكانية اكمال الدراسة وفي بداية التكوين – السنة الاولى – بدا تفوقي بشكل ملحوظ وكان ذلك بسبب انتهاجي لمنهاج التعلم إلى جانب منهاج التعليم المتبع في المؤسسة التكوينية بحيث درست محرك السيارات بأنواه دراسة معمقة وبعده درست محركات الطائرات ومن ثم محركات البواخر وكانت نتيجة هذا الجهد اختراعي للمحرك الدوار المدور مربع في شهر مايو 2002 وفي السنة الثانية كان استادنا يكلفني بتعليم زملائي في أغلب الحصص”.
يتابع عبدالله شقرون: “وبعد إكمالي الدراسة بدأت العمل في إحدى ورشات ميكانيك السيارات وفي 9 ديسمبر 2004 قدمت طلب الحصول على براءة الاختراع وحصلت عليها في مارس 2005 وصنفت كأصغر مخترع يقدم اختراعا بذلك الحجم التكنولوجي -المحرك الدوار المدور مربع- وبعد ذلك أجريت بحثا دوليا حوله بمدينة لاهاي -هولندا- وكان الرد إيجابيا بعدم وجود المثيل المطابق”.
“كانت مفاجئتي لا توصف حين وجدت أن أغلب تلك النتائج المرفقة بالرد مصدرها الولايات المتحدة وبعد هذا عرضت الاختراع على الأساتذة والمختصين في المجال التكنولوجي داخل المغرب وخارجه وكان إعجابهم كبيرا جدا ولكن وبعد أن تم عرضه على وزير الصناعة بالمغرب قال لي إن المغرب لا يزال بعيدا جدا عن مستوى هدا الاختراع”.
“حينها أحسست أنني أدور في دائرة مغلقة، لذلك اتجهت إلى التفكير في اختراع شيئا أبسط، وبالفعل نجحت في اختراع جهازا أوتوماتيكيا لتنظيف زجاج العمارات الزجاجية بدون أي مجهود بشري ويصلح أيضا للسيارات والحافلات بحيث ينظف زجاجهما بنسبة مئة بالمئة وبعد مشاركتي به في مسابقة للمبتكرين تجرى بالمغرب حصلت على الميدالية الذهبية من الناحية التقنية والفنية ولكن قالوا لي أنه لا يصلح بالمغرب لعدم وجود العمارات الزجاجية”.
الردود القاسية للمخترع عبدالله شقرون جعلته يغير مجال اختراعاته كليا، ولجأ إلى التفكير في المجال الحربي وهذا ما تم بالفعل، ويوضح ذلك المخترع بقوله:
“هداني تفكيري إلى اللجوء إلى المجال الحربي وهذا ما حدث بالفعل في بداية عام 2004، ونجحت في اختراع بعض الأسلحة المتطورة تكنولوجيا، وكانت نتيجة هذا أن عرضت علي أكاديمية الخوارزمي الدولية بطهران عن طريق مديرها ان التحق للدراسة بها مجانا ولكن لم يكتب لي ذلك كما أن الدكتور زغلول النجار نصحني بالتواصل مع القوات المسلحة المصرية”.
يتابع شقرون: “حتى هذه الساعة التي أكتب فيها رسالتي وصل عدد اختراعاتي لأكثر من 25 اختراعا أغلبها في المجال الحربي وحاليا أنا بصدد اختراع آلة لتنظيف جهاز الفحص الداخلي للجهاز الهضمي بنسبة مئة بالمئة وفي زمن أقل من 10 دقائق”.